لماذا لم ترُدّ إسرائيل ولمْ تتهِّم حزب الله؟ جنرالٌ: “الكيان أمام مفاجأةٍ متعددة الأبعاد وإيران والحزب يعملان لتغيير قواعد الاشتباك”.. “عملية “مجِّيدو” جريئة وتصعيديّة ولم نعرِف عنها شيئًا”

 لماذا لم ترُدّ إسرائيل ولمْ تتهِّم حزب الله؟ جنرالٌ: “الكيان أمام مفاجأةٍ متعددة الأبعاد وإيران والحزب يعملان لتغيير قواعد الاشتباك”.. “عملية “مجِّيدو” جريئة وتصعيديّة ولم نعرِف عنها شيئًا”

الإنتشار العربي :تعتقد أوساط إسرائيليّة رسميّة أنّ إيران وحزب الله يختبران قدرتهما على تغيير قواعد اللعبة في مواجهة التردد الإسرائيليّ والأمريكيّ، بعد عملية التفجير التي وقعت يوم الـ 13 من الشهر الجاري في مفترق (مجيدو)، علمًا أنّ الرقابة العسكريّة في تل أبيب ما زالت تفرض التعتيم الكامل على تفاصيل العملية، حتى دون توجيه أصابع الاتهام لحزب الله، الذي تُنسَب له العملية بصورةٍ غيرُ رسميّةٍ.
وشدّدّت المصادر في تل أبيب على أنّ الجهود الإيرانيّة، التي تدعم حزب الله، تتجِّه نحو تغيير قواعد الاشتباك مع الكيان بشكلٍ يهدد بخلق فجوات بين واشنطن وتل أبيب، مع الأخذ بيعن الاعتبار أنّه ولأوّل مرّةٍ منذ تأسيس الكيان، أعلن الرئيس الأمريكيّ، بالصوت والصورة، أنّه لن يُوجِه دعوةً لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن، وهو الأمر الذي كان بمثابة تقليدٍ متعارفٍ عليه منذ العام 1948.
وفي السياق الإيرانيّ، أوضحت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة أنّ إيران تسعى لاستكشاف إمكانية تغيير قواعد اللعبة، وتخصيب اليورانيوم لمستوى عسكريٍّ، رغم أنّ الولايات المتحدة ترى في أيّ محاولةٍ إيرانيّةٍ لتطوير أسلحةٍ نوويّةٍ خطًا أحمر، ولن تتحمل ضمنيًا إنتاج اليورانيوم بمثل هذا المستوى العالي، وهو ما أكّده رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة الجنرال مايلي أمام الكونغرس بقوله إنّ الولايات المتحدة لا تزال ملتزمةً، من حيث السياسة، بعدم نشر إيران أسلحةٍ نوويةٍ، على حدّ تعبيره.
من ناحيته رأى الجنرال يوسي كوبرفاسر رئيس شعبة الأبحاث الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، رأى أنّه “من وجهة نظر الولايات المتحدة يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم إلى المستوى العسكريّ، وربّما حتى استخدامه لإنتاج رؤوسٍ حربيّةٍ نوويّةٍ، لكن إذا نشرت أسلحة، فلن يتجاوز الأمريكيون ذلك بصمت. لكن الغموض المحيط بالموقف الأمريكيّ يتمثل بالتصريح الفاشل للجنرال مايلي، والنتيجة هي نشوء خلافاتٍ حول حجم الوقت الذي سيستغرقه الإيرانيون لإنتاج أسلحةٍ نوويّةٍ من لحظة اتخاذ القرار للقيام بذلك”.
وأضاف في مقالٍ نشره على موقع (المركز الأورشليميّ لدراسات المجتمع والسياسة) أنّ “الجبهة الثانية تتمثّل في تراجع الردع الإسرائيليّ أمام حزب الله، وهو ما ظهر في هجوم مجدو، الأمر الذي يعكس تصعيدًا في جرأته”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه “صحيح أنّ الكثير يخفى حول ما حدث بالضبط، لكن من الواضح أنّ قوّة في لبنان، تتمتّع بمستوى مهنيٍّ عسكريٍّ مثير للإعجاب نسبيًا، بما في ذلك الوصول المتقدم، والقدرة على عبور الحاجز الحدوديّ، قررت إرسال مسلحٍ بشكلٍ جيّد إلى الداخل، وقد نجح في تنفيذ هذه العملية، كل هذا دون أنْ يكون أيّ شخصٍ في إسرائيل على علم بالنية، والقرار، والتنفيذ”.
وأشار إلى أنّه “حتى في وقتٍ لاحقٍ، فليس من الواضح ما إذا كانت المخابرات الإسرائيليّة تمكّنت بالفعل من تحديد كيفية منع تكرار الحادث أمْ لا، لأنّه من الجهة الاستخباراتيّة يبدو أنّنا أمام مفاجأةً متعددة الأبعاد، في ضوء ما تقوم به المنظومة الإسرائيليّة لردع عناصر القوة في لبنان، بزعم أنّهم ملزمون بقواعد اللعبة التي يمتنعون بموجبها عن مهاجمة أهداف في إسرائيل، طالما أنّها لا تهاجم المصالح اللبنانيّة الحيويّة”.
عُلاوةً على ذلك، قال الجنرال إنّ “هجوم مجدو حصل رغم استمرار استهداف أعضاء الحزب في سوريّة كجزءٍ من “المعركة بين الحروب” التي تضرب جهود بناء القوّة العسكريّة لإيران والحزب في سوريّة ولبنان، لكن الآن يتبين أنّ هذا الافتراض غير صحيح، ما يعني أنّ الفهم الإسرائيليّ للواقع اللبنانيّ خاطئ، ويحمل عدم إدراك للتغييرات الأخيرة فيه، ما يدفع أعداء إسرائيل لتغيير الصورة الميدانيّة، ويقودهم لتبنيّ استراتيجيّةٍ جديدةٍ”، طبقًا لأقواله.
وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول: “هناك أسباب تدعو إلى القلق تتعلّق بالغموض بشأن هوية الطرف الذي أرسل “المخرب” لعملية (مجّيدو)، وما هي نياته، ولماذا لم يستخدم الحزام الناسف، وهل جرى إعداد “مخربين” آخرين، وهل “المخرب” فلسطينيّ، أوْ لبنانيّ. كل هذه الأسئلة، من المهم الإجابة عنها لمنع الهجوم المقبل”، بحسب أقواله.
يُشار إلى أنّه غداة الإعلان عن عملية (مجّيدو) سارع وزير الأمن الإسرائيليّ، يوآف غالانط، لزيارة الحدود مع لبنان وإطلاق التهديد بأنّ جيش الاحتلال سيُعاقِب مَنْ قام بتنفيذ العملية في الزمان والمكان المُناسبيْن، على حدّ تعبيره.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *