لليوم الثاني على التوالي هتافات تهز وسط القاهرة “الصهاينة دول أعداء ضربوا واغتصبوا النساء”.. مثقفون وسياسيون: أردوغان هو المدان الأكبر الذي خيّب الآمال.. دماء أهل “غزة” تكتب مجدا عظيما وولادة جديدة لـ “المسألة الفلسطينية” بعيداً عن خرافات العداء للسامية
يبدو أن الحرب الضروس التي تصر إسرائيل على مواصلتها حتى الرمق الأخير ضد الفلسطينيين ستكتب تاريخا جديدا للمنطقة والعالم، وسيكون وراءها ما وراءها.
فها هي الشعوب في مشارق الأرض ومغاربها تواصل الانتفاض ليلا ونهارا صابة جام غضبها على حكوماتها التي أوغلت في دماء المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.
اليوم شهدت نقابة الصحفيين مظاهرة حاشدة قبل المغرب ندد المتظاهرون بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
متظاهرون هتفوا “الصهاينة دول أعداء..ضربوا واغتصبوا النساء”.
وندد المتظاهرون بفساد الحكام العرب وخنوعهم وخيانتهم.
تأتي مظاهرة نقابة الصحفيين بعد يوم من مظاهرات حي المطرية التي نددت بالصهاينة.
فكيف يرى السياسيون والمثقفون المشهد الذي لا تزيده الأيام إلا سخونة؟
الأديب المصري عباس منصور يؤكد أن الشعوب لن تعدم وسيلة للتعبير عن آرائها ومواقفها مهما تكن الظروف.
ويضيف ل ” رأي اليوم ” أن الانتفاضات الشعبية ستؤتي ثمارها في يوم يرونه بعيدا ويراه قريبا.
وردا على سؤال عن تأثير تلك الوقفات المؤيدة للحق الفلسطيني يرى منصور أن كل تلك الأنظمة الإقليمية ليس بيدها من الأمر شيء، مشيرا إلى أن النظام العالمي الذي مركزه “أمريكا” يعرف مصالحه جيدا، ويعرف أن هناك اختلالات كبيرة لابد أن تعالج وإلا فإن خسارة هذا النظام العالمي ستكون فادحة.
ويؤكد أن إغلاق باب المندب وضرب التجارة العالمية في مقتل ليس أمرا هينا.
وعن رأيه في موقف تركيا، قال “منصور”: “أتصور أن تركيا هي المدان الأول؛لأنها سبب المشكلة منذ سقوط الخلافة العثمانية منذ نحو قرن من الزمان، وكانت فلسطين ومصر والعراق وسواهما من رعايا الدولة العثمانية “
ويشدد على أن تركيا تستطيع أن تفعل الكثير للفلسطينيين، متعجبا من عدم شعورها بالذنب.
ويضرب مثلا بالرئيس الروسي بوتين الذي يحاول أن يسترد بعضا من نفوذه القديم.
وانتقد منصور ملاحقة تركيا للمعارضة المصرية المقيمة على أراضيها ، مؤكدا أنه كان أولى بها أن تنأى بنفسها عن هذا الصنيع.
وقال إن الأمير القطري لا يزال يتمتع بالمروءة العربية المعروفة قبل الإسلام وبعده، مشيدا باحتضانه قادة المقاومة والمعارضين.
وردا على سؤال عمن يمكن أن يغير المعادلة ويوقف آلة الحرب الإسرائيلية، يجيب منصور قائلا:
“الشعوب. ويردف: “الجسد الفلسطيني الآن هو المسيح المصلوب، والمسيح والصليب في غزة الآن”.
ويختتم مؤكدا أن هذه الدماء الفلسطينية ستصنع مجدا عظيما.
في ذات السياق يرى السياسي زهدي الشامي أن من يريد معرفة نبض الشعوب العربية عليه مشاهدة تضامن آلاف المصريين مع فلسطين فى إفطار المطرية ، والأردنيين أمام سفارة إسرائيل فى عمان.
من جهته يرى الشاعر والكاتب مهدي مصطفى أن الخروج الجماعي العالمي الرافض لعدوان إسرائيل على الفلسطينيين أعاد مسألة العداء للسامية، وأعاد إخضاع الخرافات الموروثة للمناقشة العلنية وجعل الأبناء الجدد يتساءلون:
هل ارتكب آباؤنا- آباء الحرب العالمية الثانية خطأ جسيما في معالجة المسألة الإسرائيلية؟
وهل تسببوا- دون قصد- في ولادة عالمية تسمى المسألة الفلسطينية؟
ويضيف أن العالم يشهد ميلاد جيل جديد لا يزال في طور التكوين، مشيرا إلى أن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة وقد بدأت بالفعل.