لبنان الأولى عربيا و16 عالميا.. أكبر الدول استهلاكا للقهوة
كشف تقرير عالمي حديث حول استهلاك القهوة في عام 2025 عن تفاوتات كبيرة في عادات استهلاك الكافيين عالميًا، مؤكدًا استمرار هيمنة الدول الأوروبية التاريخية على معدل استهلاك الفرد.
وأبرز تحليل شركة “فورونوي” لبنان كأكبر مستهلك للقهوة في العالم العربي، بينما سجلت دول الخليج أعلى إنفاق على الكوب الواحد.
واحتلت لوكسمبورغ المرتبة الأولى عالميًا بمتوسط استهلاك يومي استثنائي بلغ 5.31 كوبًا للفرد. ويعزى هذا الرقم الاستثنائي، وفقًا لموقع (Cafely)، إلى حد كبير إلى تأثير العمالة اليومية العابرة للحدود، حيث يُحتسب استهلاك آلاف العمال من فرنسا وألمانيا وبلجيكا ضمن الإجمالي الوطني. وتلتها فنلندا والسويد والنرويج بفارق ضئيل، مما يؤكد على الاندماج الثقافي العميق للقهوة في المجتمعات الإسكندنافية.
لبنان يتصدر العالم العربي والانفاق السعودي هو الأعلى بين النخبة
تكشف البيانات عن تباين صارخ في أنماط الاستهلاك في جميع أنحاء الشرق الأوسط. فقد احتل لبنان المرتبة الأولى بين الدول العربية، حيث حلّ في المرتبة السادسة عشرة عالمياً بمتوسط استهلاك قوي بلغ 1.60 كوباً يومياً، مما يعكس ثقافة المقاهي التقليدية الراسخة.
في غضون ذلك، أظهرت دول الخليج نمطاً من الإنفاق المرتفع مدفوعاً بتجارب القهوة الفاخرة:
سجلت المملكة العربية السعودية (المرتبة 22 عالمياً) أعلى متوسط سعر للكوب الواحد في العالم، حيث بلغ 5.50 دولار أمريكي. ويشير هذا إلى تشبع سوق المقاهي الفاخرة والمتخصصة. ويُتوقع أن يبلغ متوسط إنفاق المستهلك السعودي على القهوة طوال حياته حوالي 149 ألف دولار أمريكي، متجاوزاً بذلك متوسط إنفاق العديد من الدول الأوروبية التي تستهلك كميات أكبر من القهوة.
وجاءت الإمارات العربية المتحدة (المركز الأربعون) في المرتبة التالية مباشرة، بمتوسط سعر للكوب يبلغ 5.00 دولارات، مما يؤكد مكانة منطقة الخليج كسوق قيمة تعطي الأولوية للجودة والتجربة على الكمية المطلقة.
المفارقة الآسيوية..نمو الصين مقابل تركيز الهند على التصدير
كما ركز التقرير على الاتجاهات المتناقضة في آسيا: الثورة الهادئة في الصين: احتلت الصين المرتبة 41 عالميًا باستهلاك يومي متواضع بلغ 0.69 كوب. ومع ذلك، تكمن أهمية البلاد في معدل نموها المتسارع، الذي يتجاوز 20% سنويًا في المدن الكبرى. ويتوقع المحللون أن تصبح الصين قريبًا أكبر سوق للقهوة في العالم من حيث الحجم، مدفوعةً بالتركيبة السكانية الشابة وزيادة إنتاج حبوب البن محليًا.
الهند: إنتاجٌ لا استهلاك: على النقيض تمامًا، تراجعت الهند إلى المرتبة الأخيرة (المركز 65) بمعدل استهلاك ضئيل لا يتجاوز 0.02 كوب يوميًا. وهذا يُبرز مفارقةً كبيرة: فرغم أن الهند تُعدّ من بين أكبر 10 دول منتجة للبن في العالم، إلا أن الغالبية العظمى من محصولها عالي الجودة تُصدّر، مما يؤكد استمرار هيمنة الشاي بشكلٍ ساحق في ثقافتها المحلية.
