لازاريني: نظام المساعدات الذي تدعمه إسرائيل في غزة “مثير للاشمئزاز”

واشنطن — سعيد عريقات
أدانت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء ما وصفته بـ”تسليح إسرائيل للغذاء” في غزة، ووصفته بأنه جريمة حرب، وحثّت جيشها على “التوقف عن إطلاق النار على الناس الذين يحاولون الحصول على الطعام”.
كما وصف مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نظام توزيع الغذاء الجديد المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل في قطاع غزة بأنه “عمل بغيض”.
وبدأت “مؤسسة غزة الإنسانية GHF ” توزيع الغذاء في غزة في 26 أيار الماضي بعد أن قطعت إسرائيل الإمدادات عن الأراضي الفلسطينية المحتلة بالكامل لأكثر من شهرين، مما أثار تحذيرات من مجاعة واسعة النطاق.
ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الرئيسية التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية – وهي مؤسسة رسمية خاصة بتمويل غامض – بسبب مخاوف من أنها مصممة لخدمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية.
وحتى الآن ترفض وزارة الخارجية الأميركية الإفصاح بما تعلمه عن من يمول “مؤسسة غزة الإنسانية GHF ” أو طبيعة علاقتها بالولايات المتحدة وإسرائيل.
وبحسب ما صرح به المتحدث باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان: “إن آلية المساعدة الإنسانية الإسرائيلية المُسلّحة تتعارض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات”.
وأضاف: “إن استخدام إسرائيل للمساعدات الإنسانية لأهل غزة كسلاح، بالإضافة إلى تقييد أو منع وصولهم إلى الخدمات الأساسية للحياة، يُشكل جريمة حرب”، مشددا على أن المحكمة وحدها هي التي يمكنها إصدار حكم قانوني بشأن ما إذا كانت جرائم حرب قد ارتُكبت.
أشار خيطان إلى “مشاهد الفوضى حول نقاط توزيع الغذاء” التابعة لمؤسسة الغذاء العالمية. وقال للصحفيين (في جنيف): “لا يزال سكان غزة اليائسون والجياع يواجهون خيارًا غير إنساني بين الموت جوعًا أو خطر القتل أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء” مشيرا إلى أنه “منذ بدء عمل مؤسسة الغذاء العالمية، قصف الجيش الإسرائيلي وأطلق النار على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى نقاط التوزيع، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى”.
وأشار خيطان إلى تقارير تفيد بأن “أكثر من 410 فلسطينيين قُتلوا نتيجة لذلك، (بينما) قُتل ما لا يقل عن 93 آخرين على يد الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الاقتراب من قوافل المساعدات القليلة جدًا التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى”.
وقال إن “هذه الأرقام جاءت من وزارة الصحة في قطاع غزة ومن مصادر أخرى، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية”، مؤكدا أن “مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بصدد التحقق من الأرقام، وفي كلتا الحالتين، ربما قُتل أشخاص آخرون بنيران من مصادر أخرى، وهو أمر لا يمكن لمكتبه تأكيده. وأضاف: “أُصيب ما لا يقل عن 3000 فلسطيني في هذه الحوادث؛ “يجب التحقيق في كل حادثة قتل على الفور وبنزاهة، ومحاسبة المسؤولين عنها”.
كما حذّر خيطان من أن هذا النظام “يُعرّض المدنيين للخطر ويساهم في الوضع الإنساني الكارثي”.
يشار إلى أن الأمم المتحدة حذرت في أيار الماضي إن “100% من سكان” القطاع المحاصر “معرضون لخطر المجاعة”.
في غضون ذلك، انتقد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، منظمة GHF ووصفها بأنها “عملٌ بغيض يُذلّ ويُهين اليائسين”.
وقال في مؤتمر صحفي عُقد في برلين: “إنها فخٌّ مُميتٌ يُكلف أرواحًا أكثر مما يُنقذ”.
واتهمت إسرائيل الأونروا بتوفير غطاءٍ لمسلحي حماس، ومنعت الوكالة في وقتٍ سابق من هذا العام من العمل على الأراضي الإسرائيلية أو الاتصال بالمسؤولين.
ودعا لازاريني الأونروا إلى استعادة إمكانية الوصول إلى الأراضي الفلسطينية واستئناف جهودها الإغاثية.
وقال: “إن المجتمع الإنساني، بما في ذلك الأونروا، يمتلك الخبرة، ويجب السماح له بأداء عمله وتقديم المساعدة باحترام وكرامة” مؤكدا أنه “لا يوجد بديلٌ آخر لمواجهة تحديات انتشار الجوع في قطاع غزة”.