قراءة في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الفلسطيني 14 مليون!
عصام سكيرجي
في البداية انقل لكم البيان، ثم سنحلل مضامين البيان..
(البيان الختامي لأعمال المؤتمر الشعبي الفلسطيني – 14 مليون)
تحت شعار (لاستعادة حقوق شعبنا وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية) انعقد ( المؤتمر الشعبي الفلسطيني – 14 مليون ) يوم السبت الموافق 5 نوفمبر 2022 في مدن الضفة الغربية وقطاع غزه وبمشاركة واسعه ومتزامنه من الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وأماكن اللجوء في الاردن وسوريا ولبنان والشتات. وقد ابتدأ المؤتمر بالنشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين والامة العربية وانهى أعماله بالنشيد الخالد لشاعر فلسطين الكبير ابراهيم طوقان (موطني). وعلى وقع الكفاح الذي يخوضه شباب فلسطين في الضفة الغربية والقدس العاصمة، وصمود غزه ومعاناة شعبنا في الداخل والشتات وتلهفهم للمشاركة وإسناد شعبنا في الارض المحتلة ؛ تنادى عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية والفعاليات والمناضلين الفلسطينيين الى التحضير لهذا المؤتمر وعقده متحدين بذلك ظروف التشتت وقسوة الاحتلال الصهيوني وكذلك رفض السلطة الفلسطينية لعقده في رام الله.
وحسب جدول الاعمال، ناقش المشاركون، الذين قدموا مداخلاتٍ هامه من القدس ونابلس وغزه وجنين والخليل ورام الله والجليل والنقب وعمّان واوروبا والامريكيتين، واقع القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وما آل اليه وضع الحركة الوطنية الفلسطينية بعد سنوات من إتفاق أوسلو المشؤوم وحالة التردي التي تعيشها المؤسسات الفلسطينية بما فيها المجلس الوطني الفلسطيني ؛ أعلى هيئة تشريعية وسياسية فلسطينية ؛ وكذلك المجلس المركزي الفلسطيني.
وقف المؤتمر امام حال منظمة التحرير الفلسطينية ؛ الوطن المعنوي للفلسطينيين ومظلة نضالهم وأهم مؤسساتهم ؛.فغيابها وغياب دورها الجامع والنضالي، الحق ضررا كبيرا بالشعب وتاثيرا سلبياً كبيرا على اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية اضافة الى انه يحدث الما بالشعب الفلسطيني؛ وهو الذي قدم التضحيات الجسام تحت رايتها وعمل على تطوير مؤسساتها ودفع بها لتكون جبهة وطنية لقواه السياسية والنضاليه وفعالياته الشعبية والنقابيه في المواجهة مع الصهيونية والاحتلال قبل ان تكون ممثلته في الجامعة العربية والمؤسسات الدولية.
ويرى المجتمعون ان الحاجة اصبحت ماسة جدا لانتخاب مجلس وطني فلسطيني بموجب الميثاق الوطني، يمثل كافة مكونات الشعب الفلسطيني سواء المتواجدون منهم في فلسطين التاريخية وفي المهاجر المختلفة، والذي يقوم بدوره في انتخاب مجلس مركزي ولجنة تنفيذية ويضع الاستراتيجيه الكفيلة بالحفاظ على القضية الفلسطينية والدفع بنضال الفلسطينيين قدماً نحو التحرير والعودة والاستقلال.
ان الشعب المقاوم، الذي يتصدى بصلابة أسطورية للاحتلال وتهويد القدس والاستيطان والعنصرية ويواجهه أعتى الهجمات التي يشنها عليه التحالف الصهيوني الديني المتجدد وما يسمى باليسار الصهيوني، وضع شعبنا الفلسطيني في حالةٍ قصوى من الاستنفار وهو يقدم الشهداء والجرحى ويجترح البطولات في معارك غير متكافئة مترفعاً عن المرارة التي يكابدها في المهجر او الأسر او أمام هدم البيوت ويعاني أشكال الاضطهاد العنصري يستحق ان ينتخب قيادته والتي تتبنى مشروعا وطنيا يستجيب لطموحاته وآماله.
وأذ يرى المؤتمرون أنه آن الاوان لان تُستعاد منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها النضالية الجامعة الديمقراطية، يهيبون بكل قوى الشعب والفصائل الفلسطينية وكل القوى الوطنية الفلسطينية ان تضع حداً للترهل والانقسامات وان تبدأ في معالجة جاده وصادقة لواقع الحال وان تستجيب بصدق لمبادرة لم الشمل ( الجزائرية) ؛ باصلاح المؤسسات الفلسطينية عبر اجراء الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس ديمقراطية والاسراع في الاتفاق على استراتيجية نضالية وبرنامج وطني.
وفي ختام مداولاته شكل المؤتمر هيئة توجيه وطني من الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني واماكن اللجوء والشتات وكلفها بالعمل الدؤوب وتعظيم الجهود لتحقيق المطالب والاهداف التالية :
١- اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيداً للشعب الفلسطيني وحاضناً اميناً على المشروع الوطني الفلسطيني المستند الى الميثاق الوطني الفلسطيني لسنة ١٩٦٨.
٢- إعادة بناء وتطوير وتفعيل ( م ت ف ) لتستعيد دورها القيادي في النضال الوطني من اجل انقاذ المشروع الوطني التحرري وذلك من خلال توحيد القوى والفعاليات الوطنية الفلسطينية واشراك كافة القوى السياسية الفاعلة عبر اجراء انتخابات للمجلس الوطني بموجب مواد الميثاق الوطني الفلسطيني والذي يقوم بدوره بتشكيل اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي.
٣- عقد فعاليات وطنية وشعبية لإذكاء الحالة الوطنية التحررية في فلسطين والشتات وخلق كتلة شعبية ضاغطة للدفع باتجاه تغيير واقع القيادة الفلسطينية نهجاً وشكلاً لتكون قائدة لكفاحه الوطني.
٤- العمل على ان يشكل اعضاء المجلس الوطني المنتخبون في الضفة وغزة مجلسا يتولى مهمة الرقابة والتشريع في المنطقتين، بعد تغيير وظائف السلطة لتغدو خادمة للمشروع الوطني، ونقل الوظيفة السياسية للمنظمة وتنبثق عنه هيئة لإدارة شؤونهم اليومية وتقديم الخدمات اللازمة لحياة المواطنين وامنهم خارج اطر اوسلو ودون اشتراطات او موافقة الاحتلال الصهيوني.
5- تأمين الدعم الواجب للانتفاضة الجارية والمتواصلة والدعوة الى المشاركة بها في الداخل وإسنادها من الخارج بكل السبل فلسطينياً وعربياً وعالمياً، ورفع سوية الجهود لدعم صمود غزه وكسر الحصار الظالم عليها. وهي مسؤولية فردية وجماعية، فلسطينيةٌ وعربية ايضاً، وينبغي ان تكون وتبقى كذلك.
عاشت فلسطين حره عربية
المجد والخلود للشهداء
والحرية للاسرى الابطال.
…اتيحت لي الفرصة لمشاهدة وقائع الجلسة عبر شبكة الزووم، وكان واضحا منذ البداية غياب النهج الديمقراطي في الحوار، يبدو ان المنظمين ارادوا فقط ايصال صوتهم دون الاستماع لأصوات الحضور، المهم استمعت لكافة المداخلات والكلمات واستطيع القول انه وباستثناء كلمة الرفيق عصام حجاوي فان جميع الكلمات كانت انشائية وتوصيفية لا اكثر ولا اقل، واذا اردنا تصفيط الكلام الانشائي التوصيفي فاننا وبالتأكيد نستطيع كتابة مجلدات وبلا مبالغة، ثم كانت قراءة الوثيقة السياسية التى لم تختلف عن مسار الكلمات من حيث الانشاء والتوصيف، فلم تتطرق الوثيقة السياسية الى جوهر المشروع الوطني الفلسطيني، بل هي اكدت على الميثاق الوطني الفلسطيني لعام 68، وهذا الميثاق يعتبر وبحق ميثاق انعزالي وبداية طريق التنازل والتفريط، كان الاجدر ان تكون الدعوة للميثاق القومي التأسيسي لعام 64، لم تتطرق الوثيقة الى الموقف من طرح حل الدولتين، والموقف ايضا من طرح حل الدولة الواحدة بمستوطنيها، واي دولة نريد وتعريف المواطنه، بشكل عام كان واضحا ان الهدف الرئيسي للمؤتمرين لا يتعدى المطالبة بانتخابات المجلس الوطني، وجاء البيان ليعبر عن ذلك بكل وضوح. وهنا يتضح القصور فلم يتطرق لا البيان ولا الوثيقة لاليات انتخاب المجلس الوطني ولم يجب على الاسئلة التى تفرضها مثل هذه الدعوة، على سبيل المثال، من هي الجهة التى ستدعو لمثل هذه الانتخابات، ومن هي الجهة التى ستشرف على هذه الانتخابات، وما هو العدد الذي سيتشكل منه المجلس الوطني، وكيفية توزيع مقاعد المجلس الوطني على التجمعات الفلسطينية في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني 48.
قلت وفي عدة مناسبات ان الحالة الفلسطينية تستدعي وتحتاج الى البديل، ولكن ليس اي بديل، نحتاج فلسطينيا الى البديل الثوري والمقاوم والمنحاز الى محور المقاومة، وبكل تاكيد لا نحتاج ولا نريد بديل اتبوريا مؤنجزا كجماعة ما يسمى بالمسار البديل. البديل الثوري يصنعه الثوار والبندقية المقاتلة عبر الجبهة الوطنية العريضة كإطار قيادي مؤقت للشعب الفلسطيني، وهذا الإطار تناط به المهمات الاساسية التالية:
أولا: نزع الشرعية عن القيادة الحالية لمنظمة التحرير الفلسطينية والاعلان بان الإطار القيادي المؤقت هو الهيئة القيادية الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ثانيا: يقوم هذا الإطار القيادي بتشكيل لجنة انتخابية مهمتها الدعوة والاشراف على انتخابات المجلس الوطني على ان لا يتجاوز عدد المقاعد عن 300 مقعد تكون موزعة على كافة تجمعات شعبنا الفلسطيني. ثالثا: الاعلان عن ان الميثاق القومي لعام 64 هو بمثابة الدستور الفلسطيني الذي لا يحق لاحد تجاوزه او الغائه خلال مرحلة التحرر الوطني.
رابعا: الاعلان عن ان الوطن الفلسطيني هو وحدة واحدة غير قابل للتجزئة او القسمة وتعريف المواطنة بسكان فلسطين قبل الانتداب، اعتقد ان هذا هو الطريق الوحيد الممكن للنهوض بالنضال الوطني الفلسطيني على طريق التحرير وبناء الدولة على كامل التراب الوطني الفلسطيني من رفح والى الناقورة.