في عيد “الفصح”.. إجراءات الاحتلال تخنق المقدسيين وتُعزز سيطرته على الأقصى

مع اقتراب ما يسمى “عيد الفصح” اليهودي، شرعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بتحويل مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، لإتاحة المجال للمستوطنين المتطرفين لتنفيذ مخططاتهم ضد المسجد.
ويستغل الاحتلال أعياده من أجل تغيير الوضع القائم في الأقصى، ومحاولة تكريس سيادته وسيطرته عليه.
وعززت شرطة الاحتلال من تواجدها وانتشار عناصرها ووحداتها الخاصة وقوات “حرس الحدود” في المدينة المقدسة ومحيط الأقصى وفي البلدة القديمة وأزقتها.
ونصب الاحتلال الحواجز العسكرية والمتاريس الحديدية عند مداخل البلدة القديمة ومحيط الأقصى، لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد المبارك خلال “عيد الفصح” الذي يبدأ اعتبارًا من 13 نيسان/أبريل الجاري.
وأصدرت شرطة الاحتلال تعليماتها بشأن اقتحام المسجد الأقصى خلال العيد اليهودي، وتعهدت بتأمين حراسة مكثّفة للمقتحمين.
وتوقعت شرطة الاحتلال في تعليماتها، اقتحامات كبيرة وأعداد ضخمة من المقتحمين للأقصى.
وقالت: “إنها ستؤمن إدخال فوج من المقتحمين كل عشر دقائق للمسجد الأقصى، ما يسمح فعليًا بإدخال 30 فوجًا من المتطرفين الصهاينة إلى الأقصى يوميًا، ما لم يمدد وقت الاقتحام، ليتيح وقتًا للمزيد كما حصل مواسم العدوان السابقة هذا العام”.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تصاعدت وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية في باحاته وبالمنطقة الشرقية منه، بما فيها “السجود الملحمي”، وسط تضييقات مشددة على وصول الفلسطينيين للمسجد.
تغييرالواقع
المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يقول إن سلطات الاحتلال تستغل أعيادها ومناسباتها من أجل فرض مزيد من الاقتحامات للأقصى، وتغيير الواقع القائم فيه، وإظهار سيادتها على هذا المكان المقدس.
ويوضح الهدمي في حديث لوكالة “صفا”، أن سلطات الاحتلال تعتبر المسجد الأقصى من أهم الأماكن التي تظهر فيها سيادتها وسيطرتها عليه.
ويضيف “في هذا العام، وتحديدًا مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والاعتداءات على الشعب الغلسطيني، وما يجري من تغيرات إقليمية، لم يمنع الاحتلال من تنفيذ مشروعها التهويدي الاستيطاني في الأقصى، لأنها ترى في ذلك مشروعًا محوريًا مركزيًا لا يمكن وقفه”.
ويتابع “هذا العام أيضًا، يتسم بجرأة ووقاحة أكثر من قبل الاحتلال ووزرائه ومستوطنيه بشأن الحديث عن تغيير الواقع القائم قي الأقصى والسيطرة عليه، وفرض إجراءات ممنهجة في المدينة المقدسة وداخل المسجد المبارك”.
ويؤكد الهدمي أن الاحتلال يمارس إجراءات ظالمة بحق المقدسيين والفلسطينيين، لمنع وصولهم إلى الأقصى، عبر قرارات الإبعاد وعمليات التنكيل بحقهم.
ويبين أن الاحتلال حوّل القدس إلى ثكنة عسكرية عبر نشر الحواجز العسكرية في البلدة القديمة، ومحيط الأقصى، وسط انتشار مكثف للقوات الخاصة وعناصر الشرطة، بهدف تأمين الحماية لاقتحامات المستوطنين واستفزازتهم خلال “عيد الفصح”.
عسكرةالقدس
وأما المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، فيقول لوكالة “صفا”، إن الاحتلال بدأ بعسكرة مدينة القدس وبلدتها القديمة بشكل كامل، وحولّها إلى ثكنة عسكرية، تمهيدًا لتأمين استفزازات المتطرفين.
ويوضح أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة يُوظف “عيد الفصح” لممارسة مزيد من الاستفزازات والاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى، وتغيير الوضع الديني والتاريخي فيه.
ويضيف أن الاحتلال دائمًا ما يستبق أعياده بمزيد من الاعتقالات والاستدعاءات، وإصدار قرارات إبعاد عن الأقصى بحق عشرات المقدسيين والمرابطين والمرابطات.
ويبين أن شرطة الاحتلال ستوفر الحماية الكاملة للمستوطنين الذين يعتزمون اقتحام الأقصى بأعداد كبيرة خلال العيد اليهودي، وأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية في باحاته بشكل كبير ودون أية قيود، فضلًا عن محاولاتهم لإدخال “قرابين الفصح” داخل المسجد.
ويشير إلى أن الاحتلال أصبح يتعامل مع المسجد الأقصى كأنه “معبدًا وكنيسًا يهوديًا، وليس مكانًا مقدسًا للمسلمين”.
و”الفصح” يعتبر العيد الأخطر على المسجد الأقصى، والذي يُحول حياة المقدسيين إلى “جحيم”، بفعل إجراءات الاحتلال المشددة، وتقييد حركتهم وخنق اقتصادهم بشكل كبير، مع إغلاق الطرق والشوارع، وتشديد الحصار على البلدية القديمة.
ويؤكد أبو دياب أن الاحتلال لن يجرؤ على السماح للمستوطنين بتقديم أو “ذبح القرابين” داخل الأقصى، خشيةً من انفجار الأوضاع ليس بالقدس وحدها، بل في كل فلسطين، وفي الشارع العربي والإسلامي أيضًا.