في ظل التحولات التي تشهدها الساحة العالمية.. مساع جزائرية للتخلي عن “التبعية الاقتصادية للمحروقات”… فما دور طهران

الإنتشار العربي :في ظل التحولات التي تشهدها الساحة العالمية على صعدٍ متعددة، تعمل الكثير من الدول على إعادة تموضعها من ناحية، وتعزيز شراكاتها وعلاقاتها مع الدول القريبة من جهة أخرى.
تسعى الجزائر أخيرا للتخلي عن التبعية الاقتصادية للمحروقات، وترى أن العلاقات مع إيران في هذا الإطار يمكن أن تحقق نتائج مهمة، بالنظر للاستفادة من التجربة الإيرانية، التي باتت تعتمد في ميزانيتها على نحو 35 %، بعدما كانت تعتمد على المحروقات بنسبة 95 % من الميزانية.
وفي فبراير/ شباط 2019، أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر، رضا عامري، وجود مفاوضات متقدمة بين الجزائر وطهران بخصوص الاستثمارات الاقتصادية في مجالي السيارات والدواء.
وأوضح السفير رضا عامري حينها بشأن مساعدة الجزائر في التخلي عن التبعية الاقتصادية للمحروقات، بقوله: “العقوبات الظالمة التي فرضتها قوى الاستكبار العالمي على بلدنا بحجج واهية أدت إلى توظيف إيران إمكانياتها ومواردها الضخمة الاقتصادية والبشرية والعلمية، بغية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في الكثير من مناحي الحياة وتحرير اقتصادها من التبعية للمحروقات، حيث انخفض معدل اعتماد ميزانية الدولة على البترول من 95% في بداية الثورة إلى حوالي 35% في الوقت الحاضر”.
وأكد حينها أن “إيران مستعدة تماما أن تجعل هذه التجارب القيمة تحت تصرف الأشقاء في الدول الصديقة، ليستفيدوا منها لخفض اعتماد الميزانية على المحروقات وتنويع موارد الدخل والتحرر من التبعية للبترول، واتخذت الجزائر خطوات جيدة في هذا الاتجاه نأمل أن تصل إلى أهدافها المنشودة في أسرع وقت ممكن”، حسب “الشروق” الجزائرية.
برلمانيان جزائريان أكدا لـوكالة “سبوتنيك” الروسية، رغبة الجزائر في توطيد العلاقة مع إيران ورفع مستوى التبادل التجاري وكذلك التعاون الصناعي في العديد من المجالات.
بالأمس، تلقى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، هنأه فيها والشعب الجزائري بمناسبة شهر رمضان المبارك، حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية.
واستعرض الرئيسان، خلال الاتصال الهاتفي، العلاقات الثنائية واتفقا على دعمها وتقويتها في المجالين السياسي والاقتصادي بما يخدم مصالح الشعبين”، حسب المصدر نفسه.
يقول النائب موسى خرفي رئيس لجنة الصداقة الجزائرية – الإيرانية، إن المجالات المشتركة بين البلدين تتمثل في قطاع الفلاح والإنتاج الزراعي، والمجال الطبي، إلى جانب علاج مرضى السرطان.
يوضح في حديثه مع “سبوتنيك”، أن “الجزائر تعمق تعاونها العسكري بشكل أكبر مع روسيا، ولا تتجه إلى هذا المجال مع إيران في الوقت الراهن”.
واستطرد: “مواقف الجزائر تتطابق مع إيران في العديد من القضايا، وخاصة القضية الفلسطينية، الأمر الذي يعزز آلية التعاون والعمل المشترك.
وفق البرلماني، فإن المبادلات بين الجانبين خجولة ولا تتناسب مع حجم العلاقات بين البلدين، فيما تعمل لجنة الصداقة في الوقت الراهن على العمل لرفع المعدلات الحالية.
من ناحيته قال البرلماني الجزائري، سليمان زرقاني، إن مجالات الاستثمارات بين البلدين مفتوحة على مصراعيها في مختلف المجالات خاصة الصناعية منها، فقد سبق للجزائر وإيران التوقيع على عديد الاتفاقيات في مجال صناعة السيارات وصناعات الأدوية والنسيج.
وفق البرلماني الجزائري، فإن تعزيز العلاقات في الوقت الراهن يستند إلى تاريخ ممتد ومحطات مهمة بين البلدين، إذ كانت إيران من أوائل الدول المعترفة باستقلال الجزائر سنة 1962، وترجمته بفتح سفارتها في الجزائر سنة 1993، ثم تطورت العلاقات بالوساطة الجزائرية الناجحة في عهد الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين سنة 1975، بين العراق وإيران في الصراع الحدودي بشأن شط العرب.
وتابع: ” تجسدت المساعي الحالية في عقد شراكات في إنتاج الدواء ومجال البناء والتعاون الصناعي والفلاحي، وزيادة حجم التبادلات التجارية التي لم ترق لحد الساعة للمستوى المطلوب”. وفق البرلماني.
وتابع:” جسدت المساعي الحالية في عقد شراكات في إنتاج الدواء ومجال البناء والتعاون الصناعي والفلاحي، وزيادة حجم التبادلات التجارية التي لم ترق لحد الساعة للمستوى المطلوب”.
بشأن الأهداف والمساعي من رفع نسب التعاون والتبادل التجاري بين البلدين، يوضح البرلماني، بقوله: “لدى إيران تجربة هامة في التحول من التبعية الكلية للمحروقات إلى إقامة اقتصاد منافس، وهو نفس المسعى لدى الجزائر، ويمكن للتعاون بين البلدين أن يحقق نتائج هامة في هذا المسار”.
تتطابق وجهة نظر البلدين في العديد من المواقف والقضايا الإقليمية، بشأن أهمية التنسيق بين البلدين، ويوضح زرقاني: “تقوية التعاون بين إيران والجزائر تحقق انتصارات إقليمية كبيرة كونهما يشتركان في عديد وجهات النظر، خاصة مع التحولات العالمية، وموقعهما المؤثر فيها”.
يشير زرقاني إلى أن الجزائر تسعى لتعزيز العلاقات مع إيران في إطار رغبتها في تحقيق ثقل دبلوماسي في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادلات بين البلدين متدنية لدرجة كبيرة، خاصة في ظل العقوبات والعراقيل المفروضة على إيران، حيث تشير المعلومات المتوفرة إلى أنها تبلغ نحو 30 مليون دولار فقط.