فك الارتباط والإقليمية الأردنية والفلسطينية

عادل سماره


ما يعلنه قادة الكيان اليوم هو الحلقة الثانية من “فك الارتباط”. ورغم هشاشة القانون الدولي إلا أن إعلان قادة الاحتلال ليس قانونيا، بل كل الكيان ليس قانونيا لكن كون المنطقة بلا ولاية رسمية دولانية يصبح الاحتلال شبه حر، وادعائه أنه يفعل ذلك ردا على دول اعترفت بفلسطين ليس سوى كذب صهيوني كلاسيكي ويندرج ضمن “الولاية الربانية المدعاة بوعد بلفور رباني”.

هم يعلنون التخلي عن قرار شارون 2005 عن فك الارتباط في مستوطنات شمال الضفة ومستوطنات كانت في قطاع غزة.
لكن هذا نتيجة لخدمات قدمها لهم الأردن والفلسطينيون.
حينما أعلن الملك حسين فك الارتباط بالضفة اي انها لم تعد ضمن ولاية الأردن كدولة معترف بها في الأمم المتحدة طبقا لقرارات الأمم المتحدة اي تركها بدون ولاية رسمية معترف يها وبهذا أهدى الضفة الغربية للكيان. ويبدو أن الكيان أخبره أن لا عودة للنظام الأردني إلى الضفة الغربية.
بالمقابل فرح القُطريون الفلسطينيون بذلك حيث اعتبروا ان الولاية وصلت لهم لكنهم لم يتم الاعتراف بهم كدولة. والنتيجة أن هذه المناطق أضحت مفتوحة للضم الصهيوني طالما ليست تحت ولاية دولة تعترف بها الأمم المتحدة.
حينما أعلن الملك حسين فك الارتباط كنت أنا الوحيد الذي كتب في جريدة النهار التي كانت تصدر في القدس أن هذا ليس في صالح الفلسطينيين ولا الأردنيين بل في صالح الكيان. وبالطبع صرخ ضدي كثير ممن يعبدون القيادة الفلسطينية وحتى بعض العروبيين!!
لم يكن الأمر لدي ولاية فلسطينية شكلية، وكنت ولا أزال مع الوحدة العربية وهنا وحدة الضفتين كشعب واحد وبأنه طالما ليس هناك اعترافا رسميا من الأمم المتحدة بفلسطين فإن ترك الضفة بلا ولاية هو خدمة للكيان.
أذكر عام 1993 وكنت موظفاً في وكالة الغوث قسم ” إدرار الدخل INCOME GENERATION وكان هناك اجتماعاً أسبوعيا لكبار موظفي الوكالة في القدس وكنت أحضر كموظف بدرجة عالية ولكن ليس بوظيفة ثابتة (ولذا تم تذويب وظيفتي لأنني رفضت المشاركة في محادثات بروتوكول باريس). المهم في إحدى الجلسات أتى شخص من القنصلية الأمريكية في القدس واسمه “جيم” وعرض فيلماً عن المستوطنات في الضفة الغربية.
وخلال النقاش سألته سيدة فلسطينية قائلة:

(إن هذه المستوطنات غير شرعية لأن الأرض ليست ضمن دولة إسرائيل).

فقال: “حكومة بلادي تعتبر هذه المناطق بعد فك الارتباط الأردني مناطق ليست تحت أية ولاية رسمية لأية دولة”.
حينها تأكدت أن موقفي كان صحيحاً والذين ثرثروا كانوا مجرد عاطفيين أو إقليميين.
واليوم والأنظمة العربية في معظمها تعترف بالكيان فإن قادة الكيان يعرفون ماذا يفعلون!
العروبيون وحدهم هم الحريصون على الوطن.

✺ ✺ ✺

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *