عملية مجيدو أوّل الغيث؟ الأمن القوميّ: حزب الله تبنّى تكتيكًا لعملياتٍ نوعيّةٍ داخل الكيان وزاد نشاطه الاستفزازيّ على الحدود وسلاحه الجويّ رسّخ ردع إسرائيل.. الحرب الشاملة واردة!

الإنتشار العربي :هل عملية التفجير التي تعتقد الجهات الأمنيّة في إسرائيل تمّ تنفيذها يوم الاثنين الماضي من قبل عنصرٍ تابعٍ بحسب الإعلام العبريّ لحزب الله تسلل من لبنان وتمّ قتله بشمال الكيان وهو في طريقه، على ما يبدو، إلى لبنان، هي العملية الأولى التي تدخل في إطار الإستراتيجيّة الجديدة لحزب الله باستهداف أماكن داخل العمق الإسرائيليّ؟
الجواب على السؤال ما زال سرًا مُطبقًا، ومع ذلك، رأت دراسةٌ جديدةٌ صادرةٌ عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّ تفاقُم الأزمة الداخليّة التي يشهدها كيان الاحتلال يزيد من إيمان الأمين العّام لحزب الله، حسن نصر الله، باقتراب زوال ونهاية إسرائيل، لافتةً في ذات الوقت أنّ الأزمة تدفع نصر الله إلى التأكّد بأنّ حزب الله قادرٌ أنْ يندفِع نحو التحدّي الماثِل أمامه، وبالتالي فإنّه من غيرُ المُستبعد بتاتًا أنْ يزيد حزب الله من نشاطه العملياتيّ والاستفزازيّ ضدّ إسرائيل على طول الحدود اللبنانيّة مع دولة الاحتلال، بحسب الدراسة الإسرائيليّة.
الدراسة شدّدّت على أنّه بحسب التقديرات الإسرائيليّة فإنّ حزب الله ليس معنيًا في الوقت الحالي بحربٍ شاملةٍ مع الكيان، ولكنّه بالمُقابِل عاقد العزم على تنفيذ عملياتٍ على طول الحدود مع إسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك القيام بعملياتٍ عسكريّةٍ نوعيّةٍ داخل العمق الإسرائيليّ بمُشاركة الفلسطينيين، بيد أنّ الدراسة حذّرت من أنّ ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة من طرف حزب الله من شأنه أنْ يقود إلى تصعيدٍ وجرّ الأطراف إلى حربٍ شاملةٍ، على حدّ تعبيرها.
ولاحظت الدراسة أنّ نصر الله في الفترة الأخيرة، وعلى نحوٍ خاصٍّ في خطاباته يعود ويُكرّر أنّ نهاية إسرائيل اقتربت، ويُشدّد على أنّ الحرب الداخليّة بين الصهاينة والحرب التي تخوضها إسرائيل ضدّ الفلسطينيين، تؤكّدان نظريته القائلة إنّ الكيان لا يتعدّى كونه أوهن من بيت العنكبوت، مُشيرةً إلى أنّ التهديدات التي اطلقها نصر الله عشية التوقيع على اتفاق الغاز بين لبنان وإسرائيل، وفق فهمه، هي التي دفعت الحكومة في تل أبيب إلى التوقيع على الاتفاق خوفًا من أنْ يُخرِج نصر الله تهديداته إلى حيِّز التنفيذ.
عُلاوةً على ما جاء أعلاه، أوضحت الدراسة أنّ تزايد قوّة حزب الله نابعةٌ أيضًا من سلاح الجوّ التي تعمل المنظمة على إقامته في لبنان بدعمٍ إيرانيٍّ، والذي أدّى إلى تقليل نشاط سلاح الجوّ الإسرائيليّ في الأجواء اللبنانيّة حتى الصفر، وهذا التطوّر، أضافت الدراسة، أكّدت لنصر الله بقدرته على درع إسرائيل من ناحية، ومن جهةٍ أخرى التعامل معها في حال نشبت الحرب بين الطرفيْن، وفق الدراسة الإسرائيليّة.
وأكّدت الدراسة أيضًا أنّ الشعور بالقوّة والثقة بها من طرف حزب الله دفع المنظمة إلى رفع وتيرة عملياته على طول الحدود، وزاد من عمليات تحدّي جنود الاحتلال على طول الحدود مع لبنان، كما أنّه قام مؤخرًا بنشر عناصره على الحدود في رسالة تحدٍّ واضحةٍ للكيان وجيشه المُرابِط على الحدود، بحسب الدراسة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ عدم رغبة حزب الله في حربٍ جديدةٍ مع إسرائيل نابِعةٌ من وضع لبنان الداخليّ الصعب في جميع المجالات، ولذا فإنّ نصر الله على اقتناعٍ بأنّ جولةً جديدةً من القتال مع إسرائيل ستُلحِق الأضرار الكبيرة بالدولة اللبنانيّة الغارقة في المشاكل، لذا فإنّه يمتنع في هذه الفترة عن المغامرة بمُواجهة إسرائيل عسكريًا، بحسب الدراسة.
الباحثان اللذان أعّدا الدراسة لفتا إلى أنّ نصر الله ما زال متمسكًا بالإستراتيجيّة التي تبنّاها في السنوات الأخيرة والقاضية بتقوية معادلة الردع بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ، ومع أنّ جميع نشاطات الحزب وخطابات نصر الله تهدِف لعرض حزب الله كحامي حماة لبنان، إلّان أنّ الهدف الرئيسيّ لهذه الإستراتيجيّة يكمن في ردع إسرائيل ومنعها من تغيير قواعد اللعبة على الأرض، وفي البحر وفي الجوّ، كما أكّدا.
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّه في حقيقة الأمر نصر الله ليس معنيًا بحربٍ شاملةٍ مع إسرائيل في هذا الوقت بالذات، ولكنّه في الوقت عينه يُواصِل استفزاز جيش الاحتلال على طول الحدود مع لبنان، وأيضًا على ما يبدو بواسطة المبادرة تنفيذ عملياتٍ داخل العمق الإسرائيليّ، بمُشاركة الفلسطينيين، ولكنّ هذا الأمر، حذّرت الدراسة من شأنه أنْ يقود أحد الأطراف إلى فهمٍ خاطئٍ لنية الطرف الثاني، ومن هنا ستكون الطريق لاندلاع الحرب القادمة بينهما قصيرةً جدًا، وفق الدراسة الإسرائيليّة.