عشر كواكب وقمر،
- د. كمال عبد الفتاح…أنا مدينٌ لك
بين حدث اليوم وبعضاً من مذكراتي (حملة/حفل صيد طراد مقدس):
يوم 26 كانون ثانٍ 2023 أضاءت سماء جنين عشرة كواكب وقمر هو كمال عبد الفتاح، فالمجد للسيف وكذا المجدُ للقلمِ والعلم.
وتزامن الترجُّل ذكَرني بقول شوقي:
“إخترت يوم الحشر يوم وداعِ…ونعاك في عصف الرياح الناعي”
ش/ه/د/ا/ء يترجلون وأقمار تنتقم لهم وتفدي الوطن وبين زحمة الكفاح واعتلاء ا/ل/ش/ه/د/ا/ء رحل د. كمال عبد الفتاح وفي جنين نفسها.
كُتب ويُكتب عنهم الغزير والكثير، لكنني هنا سأكتب عن كمال عبد الفتاح ففي ذلك عبرة كي تنسب الناس المجد لمن يستحقه ولتعرف الناس أن من يُعيق النهوض ليس العدو وحده. كما ان مفعول محمول الكلمة يشترط الوقت الأنسب حيث شبق النضال هو في اعاليه.
كما أن مصداقية وإشكالية كتابة المذكرات مرتبطة ببعدين نقيضين لبعضهما:
• فالكتابة مع وجود شهود أحياء أمر هام
• والكتابة دون شهود أحياء تُفقدها بعض حقيقتها
د. كمال عبد الفتاح عالم حقيقي في مجاله وعالم حقيقي تطبيقيا ووطنياً كما كتب عنه د. حمدان طه أمس وبين تخصص كمال الجغرافيا وحمدان الآثار/ الأركيولوجيا تقاطعات أكيدة.
وكمال رجل مؤمن إيماناً وطنياً علمياً وعلمانياً، وهذا حالة نادرة، أذكر مثيلاً له الراحل د. احمد كمال جبر الذي علمني في التوجيهية.
أذكر ربما عام 2000 اتصل بي د. كمال عبد الفتاح على مكتب مجلة كنعان، وكنت اعرفه من خلال الصديق د. عثمان شركس أحد تلامذته الأوفياء الذي أوَّل من نعاه.
قال: مرحبا د. عادل، لدينا في جامعة بير زيت برنامج هذا الصيف للماجستير عن التنمية في الوطن العربي، وأعتقد أنك أفضل من يُحاضر في هذا المجال. اليوم الأربعاء وسأتصل بك الأربعاء القادم.
قلت: أهلاً د. كمال، شكراً على التزكية، ربما لست أنا الأفضل، ولكنني أستطيع ذلك بكل سرور، ولكن: هل “تَموْن أنت” على تشغيلي في جامعة بير زيت؟
طبعاً كانت لي تجارباً وتلتها تجارب اخريات مع جامعة بير زيت خاصة أقصد الإدارة والمالكين وأدواتهم من الإداريين والمحاضِرين وكذلك، ولكن بشكل اقل، مع الجامعات المحلية الأخرى وملخصها: فيتو في “مجلس امن الأكاديميا المحلية” أن لا يدخل الجامعات هذا العروبي الشيوعي.
رغم تأكُدي أن كمال على إخلاصه العلمي لن يتمكن من إدخال هذا اللغم “أنا” إلى جامعة بير زيت التي تحكمها توازنات سلبية والتي اكتسبت سمعتها من الطلبة وليس من الإدارة وليس ايضاً من قيادات الفصائل التي ينتمي لها بعض الطلبة، بل إن أفضل مجالس الطلبة كانت قبل تحول الحركة الطلابية إلى حركات للفصائل. ومن يذكر فترة1974-1979 وإضراب التعريب واحتلال المقصف حين كان المجلس بأيدي مجموعة من الماركسيين الذين كنت على علاقة بهم ورئيسته فتاة ومسؤول شؤون الطلبة الراحل العالم في التاريخ د. سليمان بشير الذي فُصل بعد هذه الانتفاضة الطلابية.
قال: طبعاً “بمون”، فأنا رئيس القسم وهذه صلاحيتي وسأتصل بك الأربعاء القادم.
مضى الأسبوع الأول والثاني ولم يتصل كمال مع أنني جهزت المراجع من مكتبتي “القرمطية “وغيرها وجهزت الإطار النظري …الخ. وبعدها اتصلت مع د. كمال:
قلت: تحياتي، كيف أنت، لم تتصل بي بعد.
قال: بالتأكيد سأتصل الأسبوع القادم.
مضى الأسبوع وأكثر، وجاء ذات يوم إلى مكتب مجلة كنعان د. عبد السلام عبد الغني المحاضر في قسم الأحياء في جامعة بير زيت حينها وعبد السلام هو المحرر المسؤول لمجلة كنعان التي اسسها الراحل صالح برانسي والراحل أحمد حسين ورفاق آخرين وانا آخر رئيس تحرير لها. عبد السلام انتقل إلى جامعة القدس، وتقاعد ويجهز مذكراته كما اعلم.
قال: شو صار مع د. كمال؟
قلت: أنتظر رد نهائي منه.
قال: شو رأيك نتصل الآن؟
قلت: ماشي.
اتصلت مع د. كمال.
قلت: تحياتي د. كما، هل من تطورات في البرنامج؟
قال: يا عادل، طلعت أنت عارف هذه الجامعة أكثر مني، أنت مستحيل تدخلها.
ضحكت
وقلت: يا صديقي أولاً اشكر إخلاصك العلمي والوطني وهذا دينٌ لك عندي، ولكن ألم أقل لكَ أن ذلك مستحيل.
وحيث أُعنون مذكراتي ب “حملة/حفل صيد طراد مقدس” فمقصود به عدوانية وغدر وحقد الكثير ممن يُمسكون بمفاصل البلد لخنقه لا لإنقاذه. أما الاحتلال، فأنا واحد من ملايين الفلسطينيين الذين يستهدفهم.
قد يستغرب القارئ أنني اُقرُّ ب دَيْنٍ لم يحصل. لكن الدين الأخلاقي والمعنوي والوطني هو الأغلى وخاصة حين يكون مقابل هذا الرجل العديد ممن يُخربون علمية التعليم ووطنية التعليم. ويُحيلون العمل لعديمي الكفاءة حتى العلمية.
أقمار فلسطين لن تنطفئ رغم المحاقات.
ملاحظة1: لن أتحدث عن من أُحيل له تدريس المساق!
ملاحظة 2: كثير ممن كان لهم القرار ضد موقف د. كمال هم اليوم يرتزقون في قطر فصلاً وآخر في جامعة بير زيت وغيرها فصلاً آخر، فأي “صوائف وشواتي” وفي معيتهم كائنات ضغيرة دسَّها عزمي بشارة في كنعان عام 2010، وانتهت في دوحة قطر.
ملاحظة 3: هذا الفيديو يوم 28 كانون ثانٍ 2023 عن الكواكب العشرة وشمسهم علقم
On 26 January 2023
_________