عشرات الكنائس الأمريكيّة تحتّج بشدّةٍ ضدّ مشروع قانونٍ إسرائيليٍّ يُصادِر الأراضي بالقدس المُحتلّة والكنيسة الأنغليكانية بجنوب إفريقيا تدين إسرائيل كدولة فصلٍ عنصريٍّ (أبارتهايد)

 عشرات الكنائس الأمريكيّة تحتّج بشدّةٍ ضدّ مشروع قانونٍ إسرائيليٍّ يُصادِر الأراضي بالقدس المُحتلّة والكنيسة الأنغليكانية بجنوب إفريقيا تدين إسرائيل كدولة فصلٍ عنصريٍّ (أبارتهايد)

الإنتشار العربي :رحّبت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS) عالميًا، بإدانة الكنيسة الأنغليكانية في جنوب إفريقيا لإسرائيل كدولة فصل عنصري (أبارتهايد) في ختام اجتماع اللجنة الإقليمية الدائمة السنوي.
كما رحّبت بدعوتها لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني، مستندة إلى تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية، بمن فيها (منظمة العفو الدولية) و(هيومن رايتس ووتش)، والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية، والتي أكّدت على حقيقة يعيشها الفلسطينيون/ات منذ عقود.
بهذا الإعلان، تنضم الكنيسة الأنغليكانية في جنوب إفريقيا للحراك العالمي للكنائس لصالح التضامن الفعال مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة، من مجلس الكنائس الأفريقية المستقلة حتى بعض أهم كنائس الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت سحب استثماراتها من الشركات والبنوك المتواطئة في نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، أبرزها: الكنيسة المشيخية (Presbyterian) والجمعية العامة للموحدين الكونيين (Unitarian Universalists) والكنيسة الميثودية المتحدة (United Methodist Church) وكنيسة المسيح المتحدة، الكويكرز، لجنة المنونايت (Mennonite) المركزية، والمؤتمر الكاثوليكي الرائد للرؤساء من الرجال، وتحالف المعمدانيين والكنيسة الأسقفية الأمريكية.
يذكر أنّ الكنيسة الأنغليكانية في جنوب إفريقيا (ACSA) صوتت بالإجماع عام 2019 لدعم حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS).
على صلةٍ بما سلف، تلعب الشركات التي تحمل العلامة التجارية (HP) أدوارًا رئيسيّةًّ في الاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين، فهي متواطئة في الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان الاستعماري ونظام الفصل العنصري.
وتوفّر هذه الشركات معدات الحاسوب للجيش الإسرائيلي، ولديها مراكز بيانات من خلال خوادمها الموفّرة للشرطة الإسرائيلية. كما توفّر خوادم “إيتانيوم” لتشغيل نظام” أفيف”، قاعدة البيانات المحوسبة لسلطة السكّان والهجرة الإسرائيلية. ويشكل هذا النظام العمود الفقري لنظام الفصل العرقي العنصري الإسرائيلي (الأبارتهايد).

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، انقسمت شركة (HP) إلى شركتين:(HP Inc)، للأجهزة الخاصة بالمستهلكين، مثل أجهزة الحاسوب الشخصية والطابعات، وشركة هيوليت باكارد إنتربرايز (HPE) لأنظمة الشركات والخدمات الحكومية. وتعتبر الشركتان اللتان تحملان علامة (HP) التجارية متواطئتين في الفصل العنصري والاستيطان الاستعماري الإسرائيليين.

وقد شهدت حملة مقاطعة (HP) الدولية سحب عدة كنائس أمريكية استثماراتها من الشركة أوْ حظر شراء منتجاتها، وقد حظيت الحملة بدعم المجالس البلدية والنقابات العمالية والمنظمات الطلابية من كافة أنحاء العالم.
إلى ذلك، أرسلت عشرات الكنائس في الولايات المتحدة رسائل شديدة اللهجة لوزير الخارجية الأمريكيّة، طالبته فيها بالتدخل لمنع مشروع قانون إسرائيلي يصادر أراضي الكنائس في القدس.
ووصف رؤساء الكنائس مشروع القانون بأنه (خطر وجودي)، ودعوا وزير الخارجيّة للعمل مع القيادة الإسرائيلية “على ضمان وقف هذا المشروع بشكل دائم”، مشيرين إلى أنّ “هذه أعمق أزمة تمر على المسيحيين في الأرض المقدسة وفي جميع أنحاء العالم”.
وعبّرت الكنائس الأمريكية عن قلقها لأيّ مساس بالأراضي الكنسية، مؤكِّدةً أنّ فرض الضرائب على الكنيسة، قد يضعف بشكل كبير من قوة المسيحية في القدس.
وشددت الرسائل على أنّ “الحفاظ على الحرية الدينية الدولية هو أمر بالغ الأهمية للولايات المتحدة، ومنع الأزمة بين إسرائيل والكنيسة يصب في مصلحة جميع الأطراف”.
وذكرت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ أنّ ممثلي كنائس القدس طالبوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حزيران (يونيو) الماضي بمنع الترويج للقانون وعدم تطبيقه لأنّه يخدم الدوافع العنصريّة.
عُلاوة على ما ذُكِر أعلاه، عبّر كبار رؤساء الكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية، عن قلقهم إزاء الوضع القائم بمنطقة باب الخليل التاريخية في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، جراء أنشطة استيطانية تهويدية تقوم بها منظمة إسرائيلية.

وأكّد رؤساء الكنائس في رسالةٍ موجهّةٍ إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، دعمهم لتعزيز صمود العنصر المسيحي المكوّن للهوية المقدسية، ومواجهة منظمة (عطيرت كوهانيم) الاستيطانية الإسرائيلية، “التي تسعى دائمًا للاستيلاء على العقارات المسيحية في مدينة القدس المحتلة”.
وشدّدّ رؤساء الكنائس، بحسب الرسالة، على أنّ أعمال منظمة (عطيرت كوهانيم)، “لا تهم مسيحيي الأرض المقدسة، بل إنّها سبب قلق مسيحي عالمي، لأنّها تُهدد الوصول إلى الأماكن المقدسة المسيحية”.
وتابع رؤساء الكنائس أنّ الكنائس في العالم أجمع ستُعاني من فقدان عقارات باب الخليل، كما دعوا لدعم توجه بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، لحماية عقارات باب الخليل، ومنحها وضع خاص للحي المسيحي بالبلدة القديمة، بهدف الحفاظ على العنصر المسيحي.
الجدير بالذكر أنّ منظمة جمعية (عطيرت كوهانيم) الاستيطانية، تدعي شراء العقارات، بمنطقة باب الخليل في مدينة القدس المحتلة.
وأشارت إلى أنّ هذه ليست أزمة الكنيسة الأولى مع إسرائيل، فقد أغلقت أبواب كنسية القيامة حتى إشعار آخر بعد قرار من رئيس بلدية القدس السابق فرض الضريبة على ممتلكات الكنائس في المدينة لأوّل مرّةٍ.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *