صدمة وارتباك بإسرائيل: العمليتان بالقدس تصعيد خطير جدًا.. العبوّات الناسفة شُغّلت بجهاز التحكّم عن بعد.. “كتائب شهداء الأقصى” وحتى “داعشط وراء “الإرهاب الجديد”! الفدائيّ وصل بدراجّةٍ كهربائيّةٍ وَمَنْ صوّر المكان؟

الإنتشار العربي :ما زالت الدولة العبريّة تلملم جراحها إثر العمليتيْن الفدائيتيْن اللتيْن وقعتا صباح اليوم الأربعاء في مدينة القدس المُحتلّة، وأسفرتا عن مقتل وإصابة أكثر من عشرين إسرائيليًا، والأخطر من ذلك أنّه بحسب الإعلام العبريّ فإنّ الحديث يجري عن تصعيدٍ خطيرٍ في “الإرهاب” الفلسطينيّ ضدّ الأهداف الإسرائيليّة، إذْ أنّ الفلسطينيين “تركوا” هذا النوع من العمليات لعدّة سنواتٍ خلت، الأمر الذي أدخل الكيان في دوامةٍ وصدمةٍ.
ورويدًا رويدًا بدأت تتكشّف خفايا وخبايا ما حدث، علمًا أنّ قوّات الأمن الإسرائيليّة تؤكّد أنّه حتى اللحظة لا تعرف شيئًا عن هوية المُنفّذ أوْ المُنفذّين، في حين ذهبت مصادر إلى القول إنّ مَنْ قام بتنفيذ العملية هو تنظيم (كتائب شهداء الأقصى)، الجناح العسكريّ لحركة فتح، بعد أنْ امتنعت (حماس) وحركة (الجهاد الإسلاميّ) عن إعلان مسؤوليتهما عن العمليتيْن.
المصادر عينها أشارت، بحسب القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، إلى أنّ العمليتيْن وقعتا بعد مرور أقّل من سبع ساعات على قيام مسلحين فلسطينيين باختطاف جثّة شابٍ درزيٍّ من مدينة دالية الكرمل، داخل الخّط الأخضر من مستشفى (ابن سينا) في جنين، ونقلها إلى مخيّم جنين للاجئين، ومُطالبة الخاطفين بتحرير جثث الشهداء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل كورقة مساومةٍ.
وبحسب المحافل الأمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب فإنّ المفاوضات مع خاطفي الجثة لم تثمر عن أيّ تقدّمٍ، وأنّ جهود السلطة الفلسطينيّة وأجهزتها الأمنيّة بحلّ القضية باءت بالفشل المُدوّي.
أمّا فيما يتعلّق بالعمليتين الفدائيتيْن فقد نقل موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة عن مصدرٍ رفيعٍ في الشرطة الإسرائيليّة قوله إنّ التحقيقات الأوليّة تُشير إلى أنّ العبوّات الناسفة، التي استُخدِمت، تمّ تفعيلها بواسطة جهاز التحكّم عن بعد، الأمر الذي يُضيف صعوباتٍ أخرى في تحديد هوية العنصر أوْ العناصر التي قامت بتنفيذ العمليات، على حدّ تعبيره، علمًا أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة تميل إلى الإقرار بأنّ المُتنفّذ أوْ المنفذين وصلوا إلى المكان بواسطة دراجّةٍ كهربائيّةٍ ووضعوا العبوّات الناسفة في المكان، ومن ثمّ هربوا وقاموا بتفعيل المتفجرّات عن بعد، كما أنّ الأجهزة الأمنيّة تعتقد بأنّ المنفّذ أوْ المُنفذّين كانوا يحملون الهويّات الإسرائيليّة الزقاء، الأمر الذي سهّل عليهم الدخول إلى القدس الغربيّة وتنفيذ العمليتيْن.
وكما كان متوقعًا وصل إلى مكان العمليتيْن رئيس حزب (عوتسما يهوديت) الفاشي، إيتمار بن غفير، المرشح لتولي حقيبة الأمن الداخليّ في الحكومة المقبلة، وطالب بتنفيذ عمليات اغتيال بحق ناشطين فلسطينيين بزعم استعادة الردع.
وقال بن غفير لوسائل الإعلام العبريّة إنّه استمع إلى تقرير من المفتش العام للشرطة الجنرال كوبي شبتاي، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّه على ثقةٍ بقوات الأمن ويمنحها دعمًا مطلقًا.
وتابع العنصريّ بن غفير قائلاً لوسائل الإعلام: “أقول بصورة واضحة إنه ينبغي إعطاء دعم لجنودنا وأفراد شرطتنا والعودة إلى الاغتيالات وإلى السيطرة في دولة إسرائيل وردع الإرهاب وجعله يدفع ثمنه”، وأضاف أنّه يجِب قمع الأسرى السياسيين الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال، ومنعهم من رؤية النور، على حدّ وصفه.
إلى ذلك، قال والد أحد المصابين الإسرائيليين في التفجير الأوّل إنّ نجله اتصلّ معه وأبلغه بإصابته، لافتًا إلى أنّ ابنه أكّد له في المكالمة الهاتفيّة بينهما أنّ شخصًا ما قد قام بتصوير محطة الحافلات، على مداخل مدينة القدس بعد الانفجار، وفق ما أكّده موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة على الإنترنيت (YNET).
على صلةٍ بما سلف، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في الموقع العبريّ، رون بن يشاي، إنّ التحقيقات ما زال في البدايات، ولكنّه استدرك قائلاً إنّ “هذا النوع من الإرهاب هو ليس النوع الذي عرفناه، وهناك العديد من الإشارات التي تؤكّد أنّ المنفذّين هم على صلةٍ بتنظيم (داعش) الإرهابيّ.
وأضاف قائلاً إنّ وضع العبوّات الناسفة في عدّة أماكن مأهولةٍ بالمُواطنين يُشير إلى أنّ تنظيم (داعش) هو المسؤول عن العملية، لافتًا إلى أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة نفذّت في الآونة الأخيرة سلسلة اعتقالات بحقّ مواطنين فلسطينيين يُشتبه بالعمل لصالح التنظيم الإرهابي (داعش)، على حدّ قوله.