شرفاء من العراق جمعوا بين الوطنية والنبل

 شرفاء من العراق جمعوا بين الوطنية والنبل

معن بشور

معن بشور
فيما ننهمك مع بعض الأخوات والأخوة من شرفاء الأمّة وأحرار العالم في إطلاق الحملة الشعبية العربية الدولية لرفع الحصار عن سورية، تقفز إلى الذاكرة صور معركتنا ضد الحصار والحرب والاحتلال في العراق حيث اعطت لنا كوكبة من الشخصيات العراقية المعارضة داخل العراق وخارجه دروساً في الوطنية والنبل في تلك المعركة.
على رأس هؤلاء نذكر الراحل الكبير د. خير الدين حسيب الذي رغم كل ما تعرّض له من قبل أجهزة النظام في أواخر ستينيات القرن الفائت، كان في طليعة المبادرين إلى التحرك عربياً ودولياً لرفع الحصار عن وطنه ووقف الحرب عليه عام 2003، ناهيك عن دعمه للمقاومة بعد الاحتلال.. وكان يقول دائماً “سواء كنت موالياً أو معارضاً للحكم في بلادك فيجب أن تقف دائماً إلى جانب شعبك ووطنك إذا تعرّض للخطر” .
ومن هؤلاء أيضاً الراحل الكبير الأستاذ الجامعي وأحد مؤسسي المؤتمر القومي العربي د. وميض عمر نظمي الذي كان معروفاً بمعارضته للحكم في بلاده، لكنه لم يغادر العراق لا قبل الاحتلال ولا بعده، بل كان له دور مميّز في تشكيل” اللجنة الشعبية العربية للتضامن مع الشعب العراقي” ، وكان يحرص في كل دورة من دورات المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الإسلامي على جمع التبرعات من أجل شراء الحليب والدواء لأطفال العراق، وكان في طليعة من يلبّي نداءه القيادي الكويتي الراحل جاسم القطامي، أحد مؤسسي المؤتمر القومي العربي، والذي كان يردّد بعد غزو الكويت “أن خلافنا مع النظام في العراق لا يعني تخلينا عن شعبنا في العراق وعن مساعدته” .

ومن هؤلاء أيضاً نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي سابقاً ، مؤسس النادي العربي في لندن، المناضل الاستاذ ضياء الفلكي الذي غادر العراق في أوائل الستينيات، ولم يدخله إلى عام 2001 لحضور دورة المؤتمر القومي العربي التي أبدت القيادة العراقية استعدادها لاستقبال كل عراقي معارض يأتي إلى بغداد.
من هؤلاء أيضاً لا نستطيع إلاّ أن نذكر رجل الأعمال ذي الجذور العروبية الناصرية الاستاذ نظمي أوجي، والأستاذ الجامعي سعد ناجي جواد، والمناضل الكبير الراحل عبد الجبار الكبيسي، والكاتب الراحل موسى الحسيني، والمناضلين اليساريين المعروفين د. باقر ابراهيم ود. كاظم الموسوي و الأستاذ صبحي توما، والراحلين د. صباح علي الشاهر ود. منذر الاعظمي، ممن تجاوزوا معارضتهم للنظام وقادوا حملة الانتصار لشعبهم بوجه الحصار والحرب والاحتلال.
في هؤلاء الشرفاء من أهل العراق والأمّة الذين تجاوزوا خلافهم مع النظام لصالح الوطن والشعب، اجتمعت مزايا حميدة، وهي الوطنية في الموقف والنبل في الأخلاق.
وسيبقى شعبهم يذكر لهم على مدى الزمن تلك الرفعة والروح الوطنية والقومية، على أمل أن يكونوا قدوة لكل مناضل يميّز بين خلافه مع حكم، وبين انتصاره لشعب.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *