سورية في الامس واليوم، الثابت الوحيد
يا سيدي لا اختلف معك في العموم، إلا في زاوية واحدة، الظروف الامنية في تلك العهود منذ الخمسينيات الى ان دخلنا اتونجهنم الربيع العبري لا تقارن اطلاقاً بما تعانيه اليوم بلادنا، انا اتفهم انني اتهم انني من الموالين (العميان) الذين يهللونويطبلون لقيادة ورئاسة بلاد، وانا لا انفي اطلاقاً تأييدي المطلق لقيادة البلاد في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا،ولكنني موالي بعقل وواقعية العلم بحال وتفاصيل المأساة التي تضرب اطنابها في البلاد، موالي، الف نعم، ولكنني لست جزءمن الغنم.
لا انفي فساد وبطش، ولا انكر مراكز قوى اوجدتها الحرب، واعترف بوجود لصوص ومهربين وسفهاء اصبحوا زعامات لاتسقط اسمائهم من عناوين الصحف والاعلام، لكنني دكتورنا العزيز ابحث في خضم الحرب عن الخطة البديلة، عن مصدراخر يؤمن دخل البلاد بعد ان احتلت السلة الغذائية والنفطية، وتركيا تقطع المياه، تقصف المحطات الحرارية، تفرض عملتهاومنهاج دراستها، وسورية بغض النظر عن اسم القيادة فيها، غير مسموح لها ان تتحرك، تجارة او سياسة او اقتصاد مع ايدولة او مؤسسة او منظمة او مخلوق كان، الغالبية في بلادي تريد محاربة الفساد، وأنا منهم، ولكن، هل ايقاف مهرب او فاسدسيعيد البلاد جنة، وينشر الأمن والأمان، وهل وصدقاً هناك قيادة مهما بلغ لديها الغرور والاستعلاء او الجهل والغباء، ترضىان تقلب شعبها ضدها وهي القادرة على تخفيف الأمر ولا تفعل..؟؟…علماً ان بعض الفساد والتهريب هو جزء من تأمين القليلالقليل للداخل السوري، قد اكون مخطأ وجاهل بالتفاصيل، ولكن لا حل سوري دون اتفاق دولي ولا انفراج سوري دون توافقاقليمي، نحن فقدنا سيادة القرار ليس لتخلي القيادة او غباء القرار او جبن رجالات الوطن، ولكن بواقع اربع احتلالات ،حصار عالمي، وعداء دولي، أتوقع قريباً انفجار حرب سيخوضها الجميع فحالة التأزم الذي يعيشه الاقليم كل الاقليم، منفلسطين الى اليمن، لليبيا والعراق، لبنان وسورية، ونار تحت الرماد في الاردن، احتقان لا يمكن اطلاقاً تنفيسه سياسياً، هيحرب ستغير واقع وتفرض اخر واتمنى، واتوقع، بل متأكد أنا، ان وضعنا بها سيتحسن.
نقطة اخرى، لا اوافق اطلاقاً انه لو كان الرئيس الراحل حافظ الاسد على قيد الحياة لما جرى بنا ما جرى، يمكن بوجوده،رحمه الله، قد تتأجل المصيبة شهر او شهرين ولكنها حاصلة لا محالة، فالخطة حين وضعت لهذه الحرب وضعت لجغرافيةبعينها وليس لقيادة او حزب او شخص، ، فالاستهداف كان لسورية وليس قيادة بغض النظر عن من الذي يتولى القيادة.
الحرب على سورية هي حرب (تكسير عظم) لروسيا وإيران وليس تدمير سورية غضباً على سورية، ولكن غضباً من موقعسورية الذي يمنح حلفائها امتياز جغرافي يمنع تفرد الغرب الغارق بحضارة الدماء، مطلق الحرية ان يفعل ما يشاء، حربالعراق والغاء ليبيا، واتفاقيات اوسلو ووادي عربة ملحقات لكامب ديفيد، كانت حتمية بعد ذلك هي مهاجمة سورية وافقارهاوتقسيمها ولو اذعنت قياداتها، فالمجتمع السوري هو المستهدف، وسطيته، اكتفائه الذاتي، ابداعه في ابتكار الحلول وتقزيمالكبائر، وعلم وثقافة يحلم بها العالم، مجانية متاحة للجميع، كما كان العراق، وكما فعلوا في العراق، شيطنوا وورطوا صدام، وهو الغبي الدموي، حتى اصبح ابو لهب بالمقارنة قديس، ومن ثم اعدموا الرجل، ومن ثم امعنوا في تدمير البلاد وتقسيمالعباد، ذلك ما خططوا لبلاد الشام لسورية العربية الانتماء.
وهاهو العراق وتسعة اشهر بعد الانتخابات الاختلاف على رئيس برلمان الذي من دونه لا تتشكل حكومة وتعقد جلسة استماع،اختلاف على شخص رئيس الوزراء ومن هو الحزب الحاكم، ودونهم لا يتم انتخاب رئيس للبلاد ، ونحن لا نتحدث عن لبنان بلالعراق وخلاف بين الشيعي والشيعي على رئيس الوزراء، وبين السني والسني على رئيس للبرلمان، وبين الكردي والكردي علىرئيس للبلاد، والمسيحي هو الغائب الكبير، ومحيطات من البترول والثراء ولايزال هذا البلد العريق يستجدي الوقود من إيرانلأنه ممنوع عليه التعامل مع بلد عربي.
لا يمكن اختصار التغريبة السورية بفاسد وفساد، او بالرئيس الراحل او الحالي، انا على قناعه ان لدينا قيادة مخلصة للبلادوتقوم بما تقدر عليه، تواجه العالم والكون وشياطين الارض والسماء ولاتزال مع كل العروض لها بكنوز الارض تصر على البقاءوالتحالفات وهوية الانتماء.
هو حوار مستمر ولن ينتهي هنا بموافقة او خلاف، فسورية هي الثابت الوحيد والمتغير هو العالم، العدو، والصديق والحليف. تحياتي. 🌹