سورية, اليمن، وروسيا
في منطق الامور، كان يجب ان تكون سورية وجيشها البطل انتهت ورفعت راية الاستسلام بعد سنة او سنتين او ثلاثة سنين على اكثر تقدير، ففي سورية احتل ما يقارب من ٧٥٪ من اراضيها، خرجت السلة الغذائية والنفطية من سلطة الدولة، وبعد ان كانت سورية تملك اكتفاء ذاتي مستقبلي من الغذاء، وكان يطلق على عاصمتها الصناعية-حلب- تايوان العرب، صادراتها من النسيج والادوية تصل معظم انحاء العالم الغربي والشرقي. وكان القمح السوري يرسل منحةً الى دول ادعوا العروبة والأخوة كالأردن ومصر، ودون مقابل. بلإضافة الى القمح المصدر ومن النوعيات الممتازه الى انحاء العالم، ثم اجتمعت على سورية دول العالم الديمقراطي الحر صاحب حقوق الحيوان، ومعهم اصطف ضد سورية دول العربان والمتأسلمين، الغرب سلح وسخر الدعايات ونقل المرتزقة والارهابين، بناء على تقرير الامم المتحدة كان عددهم يتجاوز ٣٥٠ الف ارهابي ومرتزق، من الدرجة الاولى الى دول الجوار -تركيا، الاردن، لبنان، والاراضي المحتلة بأشراف قيادات الكيان الصهيوني. ليدخلوا منها الى سورية ويعيثوا فيها قتلاً وتدميراً وسرقات واحتلالات واسواق نخاسة بيعت فيها الحرائر السوريات، ودفع عربان الخليج العبري ومهلكة الشر من الاموال لو وزعت على العالم العربي لكان كل مواطن حصل على ما لا يقل من مليون دولار كما قال في مذكراته المصورة حمد بن جاسم العميل القطري.
سورية اجتمع عليها العالم، قصفت مواقعها العسكرية واستهدف جيشها المقدس، الاميركي والتركي والبريطاني والفرنسي وحتى الإيطالي، حاصرها العالم ومنع عنها الدواء والغذاء ومنع حتى الاموال من مغتربيها مهما قليلة كانت ان تحول منهم الى اهلهم في الوطن ، مع سورية كان داعمها دولتين اساسيتين، روسيا وإيران، كلاهما قدم الرجال، منهم شهداء وجرحى، وقدموا الغذاء والوقود، ومعهم الصين كانوا صوت سورية المغيب في اروقة الامم المتحدة-علينا- واستخدم الروسي والصيني حق الفيتو ضد اكثر من ستة قرارات عدوان، مجتمعين لأول مرة في التاريخ الاممي وضد قرارات لشن عدوان رسمي على سورية من قبل مجلس الامن، وشكك البعض في الحلفاء واتهمهم البعض بالتقصير وحتى الخيانة وبيع الوطن الى الصهيوني.
وانتصرت سورية بدعم اخوة من كرام الكرام من لبنان والعراق وفلسطين، ودعم روسيا والصين والكريمة إيران، ولازالت سورية تقاوم وتحرز الانتصارات ويعود اليها ابنائها المهجرين، ويستجدي عودة العلاقات اليوم التركي والخليجي ويغازلها السعودي، ويرسل اليها الوفود، الاوروبي، وتعود السفارات الى اعادة التأهيل استعداداً لفتح الابواب للسفارات باختلافها في الفيحاء من جديد.
في اليمن، ولسبع سنوات، يقاتل الرجال الرجال من اليمن السعيد،و اموال قارون والة عسكرية هي الاحدث في العالم بلا منازع، طيران وجيوش مرتزقة سودانية وكتائب داعش ومرتزقة، وحصار بري بحري خانق وانتشار امراض من كوليرا الى ملاريا الى امراض لم نسمع بها من قبل، ولا يزال رجال المقاومة وجيش البلاد يوسعون رقعة الاراضي المحررة ويقصفون مهلكة الشر والامارات العبرية ويهددون الكيان الصهيوني بعد ان طوروا سلاحهم الصاروخي ليصبح بالستي عابر لألاف الأميال، واليوم يستخدمون المسيرات لمهاجمة سفن تسرق بترولهم الوطني، بأختصار اهل اليمن الكرام، الاغنياء بشرف الانتماء، تغلبوا على اموال قارون ومهلكة الشر وسلاح الغرب ولاتزال الحرب سعار والنصر حليفهم لا محال.
كل هذا التفصيل السابق لم اذكره لتكرار ما يعرفه الجميع ولكن كي يستخدم كنقطة مقارنة مع الحرب التي تخوضها روسيا في اوكرانيا والتي تعد نزهة ان قورنت بالذي حدث في سورية واليمن، فعلى الاقل لا توجد جغرافية روسية تحت الاحتلال، وثرواتها طوع ارادتها، ومع ذلك هناك مقولات عن حربها في اوكرانيا تذهل المتابع، يتحدثون عن تكبد روسيا خسائر فادحة في تعداد الجيش الروسي، ومع كل تلك الخسائر التي يدعون، لم تسحب قيادة الجيش الروسي جندي واحد من قواتهم في سورية ليدعم جيش بلادهم المهزوم كما يقول او يتمنى البعض، ومع ذلك يقولوا اليوم ان روسيا شحنت ٥٠٠ جندي سوري الى اوكرانيا لدعم قواتهم هناك، ومع بداية الحرب كان تعداد الجيش السوري المشارك في القتال في اوكرانيا تجاوز العشرين الف، وكله كذب وزيف ونفاق، ويتحدثون نقلاً عن اعلام التبن الغربي ان كوريا الشمالية تشحن لروسيا ذخيرة للمدافع الروسية، ووضعت قواتها الجوية بتصرف القيادة الروسية لتنتصر في الحرب، علماً ان نفس اعلام التبن الغربي يتحدث عن ارتفاع بقيمة ٤ بليون دولار في اجمالي مبيعات الروسي للسلاح واخرها كانت صفقة عسكرية مع الجزائر تتجاوز بليون ونصف دولار، والروسي بالترتيب العالمي، ثاني دولة في العالم بتصنيع وتصدير السلاح، فكيف يستجدي الروسي سلاح ودعم من الصين وكوريا الشمالية ومن ثم يبيع كميات كبرى من نتاج تصنيعه العسكري.
بأختصار ومع كامل الاحترام لأصحاب الرغبات والاماني، لا تهينوا القارئ ولا تقللوا من قيمة ما تكتبون، وليكن الحديث واقعي بعض الشيء، فمع روسيا، الصين، الهند، البرازيل، فنزويلا، كوريا الشمالية، ودول اوروبية لاتزال الى لحظة كتابة هذه الكلمات تتعامل مع الروسي وتشتري منه غاز وقمح ومعدات هذا عدا عن دول من الاتحاد السوفيتي سابقاً تصطف مع روسيا في هذه الحرب وتعول على مستقبل افضل بانتصار الروسي، واميركا في الامس بدأت التواصل مع القيادة الروسية عن طريق مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي والتسريبات تتحدث عن اربع اتصالات مثمرة الى الان.
انسحاب هنا وتراجع هناك لا يعد ذلك هزيمة ولا يشرع احتفال، فالحرب خدعة والحرب سجال، والروسي ليس صدام او قذافي مع كامل احترامي للشهيد القذافي، الروسي لديه قيادة جماعية وليست كما يصورها الغرب ديكتاتورية فردية قرارها ارتجالي وهي بما نرى ونسمع ونتابع ابعد من ذلك الوصف ولا حقيقة للأتهام. فياسادتي، مهلاً علينا فربيع عبري اطاح بجمهوريات عربية ودمر وهجر واحتل قد علم الرضيع فينا ان خمسين بالمئة من الحرب اعلام مزيف كذاب، أن لم يكن أكثر، ففعلوا العقل في الوصف وقارنوا الامر، فالله لم يرى بالعين ولكن عرف بالعقل ومنطق الامور.–