سفير الكيان الأسبق بمصر: صَدَقَ نصر الله بوصفه إسرائيل بـ(بيت العنكبوت) … وضعنا الداخليّ صعبٌ والشرخ والاستقطاب يُحددان حياتنا… القضاة ضعفاء وسحابةٌ ثقيلةٌ تُغطّي الجيش وأسلوب منتخبينا مُترّدٍ

 سفير الكيان الأسبق بمصر: صَدَقَ نصر الله بوصفه إسرائيل بـ(بيت العنكبوت) … وضعنا الداخليّ صعبٌ والشرخ والاستقطاب يُحددان حياتنا… القضاة ضعفاء وسحابةٌ ثقيلةٌ تُغطّي الجيش وأسلوب منتخبينا مُترّدٍ

الإنتشار العربي :على وقع الخلافات الداخليّة المُستعصية داخل المجتمع الصهيونيّ في كيان الاحتلال وتصاعد حدّة التوتّر بين معسكر بنيامين نتنياهو والمعسكر المناهض له، علمًا أنّ نتائج الانتخابات أوضحت بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل أنّ نصف الإسرائيليين يؤيّدون نتنياهو، فيما يُعارِضه النصف الآخر، على وقع هذا الأمر، قال سفير إسرائيل الأسبق في مصر، يتسحاق ليفانون إنّه “في أيار (مايو) من العام 2000 ألقى الأمين العّام لـ (حزب الله) اللبنانيّ، حسن نصر الله، خطابًا ملتهبًا عقب انسحاب الجيش الإسرائيليّ من لبنان، وأكّد فيه أنّ الدولة اليهوديّة وإنْ كانت قويّةً عسكريًا ولديها طائرات ودبابات، ولكنّها ضعيفة من داخلها حتى أكثر من بيت العنكبوت”، بحسب تعبيره.
ليفانون، شدّدّ في الوقت عينه، من خلال مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة، على أنّه “بعد مرور 22 عامًا من ذاك الخطاب، نرى أمام أعيننا ضعفنا الداخليّ. فهل قرأنا نصر الله منذ ذلك الحين على نحو سليم؟”
السفير الأسبق، وهو ابن أشهر جاسوسة عملت لصالح (الموساد) الإسرائيليّ في لبنان، أوضح أيضًا أنّ “وضعنا الداخلي ليس جيدًا، على أقل تقدير، فالشرخ والاستقطاب يمليان علينا حياتنا. أينما نلمس نتألم. العنف لفظيّ وجسديّ، ويخيل أنّه تمّ اجتياز كل الخطوط الحمراء، والناس خائفون”.
 وفي محاولةٍ لاستدرار عطف المجتمع الصهيونيّ لفت ليفانون إلى أنّ “أولئك الذين تضرروا بالعنف يوصوننا جميعًا: لا تتدخلوا، لا تبدوا أيّ ملاحظةٍ، ابتعدوا. الترجمة العملية لذلك هي استمرار الفوضى… القضاة في إسرائيل، رمز فخرنا، يبدون ضعفاء في أحكامهم. سحابة ثقيلة تحوم أيضًا من فوق الجيش الإسرائيليّ، الذي هو تاج رأسنا وحمايتنا أيضًا. منتخبونا يتميّزون بأسلوب حديثٍ متردٍّ، وبدوسٍ خطيرٍ بقدمٍ فظّةٍ. العنف في الوسط العربيّ (أراضي الـ 48) يتعاظم، فيما نتحدث كثيرًا ونفعل القليل”، على حدّ قوله.
 الدبلوماسيّ الإسرائيليّ السابق أوضح في مقاله المذكور أنّ “الإعلام العبريّ من جهته يُفترَض أنْ يضيء لنا الطريق، أنْ يكون بوصلتنا الموضوعيّة ويطرح الأحداث كما هي، لكنّه فشل في ذلك، والآن، في ضوء الحكومة الجديدة، يبدو أننّا نسير بعيونٍ مفتوحةٍ إلى فترةٍ ستكون أصعب علينا جميعًا بكثير”، طبقًا لأقواله.
 ليفنانون قال أيضًا “لقد علّمونا على مدى سنواتٍ طويلةٍ بأن الهيكليْن خرِبا بسبب الكراهية المجانيّة، والحقيقة أنّهما خربا بسبب المتطرفين الذين نموا في أوساطنا”.
 عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، رأى ليفانون أنّ رئيس وزرائنا القادم (بنيامين نتنياهو) يؤمن بأنّه سيُدير الدفة، وسيتحكّم بالمتطرّفين وسيقودنا إلى برّ الأمان. طوبى للمؤمنين. فالعناصر التي تقود حياتنا أقوى من أمانيه”، مُشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ “ثمة حاجة لخطوةٍ شجاعةٍ، غيرُ شعبيّةٍ بل وحتى مثيرة للخواطر، لأجل إصلاح الوضع. يجب تأجيل محاكمة نتنياهو، المُتهّم بتلقّي الرشاوى، وخيانة الأمانة والاحتيال، إلى أنْ ينهي مهام منصبه السياسيّ ويصبح مواطنًا عاديًا، وبعدها استئناف محاكمته، وهكذا نفلت من كلّ المخططات التي يُحيكها معسكره كي يساعده في محاكمته، وسيتفرّغ لإدارة واستقرار الوضع”، وفقًا لأقواله.
وخلُص السفير الإسرائيليّ الأسبق في مصر إلى القول إنّ “(المعسكر الرسميّ)، أيْ حزب بيني غانتس مع 12 مقعدًا، من جهته، يجب أنْ يثبت بأنّه بالفعل رسميّ، وأنْ يضع الأنا جانبًا. عليه أنْ ينضّم لحكومة نتنياهو كي يُزيح المتطرفين الذين في داخلنا، فهذا هو وقت ترجمة أقوال إسرائيل فوق كلّ شيءٍ إلى أفعال، وإذا ما شمّرنا عن سواعدنا سنستعيد حصانتنا القوميّة ونثبت لنصر الله وللعالم كلّه بأنّ إسرائيل ليست بيت العنكبوت”، على حدّ قول ليفانون.
على صلةٍ بما سلف، زعم قائد الاستخبارات العسكريّة (أمان) سابقًا، الجنرال المتقاعد عاموس مالكا، أنّه “في الواقع، وعلى الرغم من أنّ إسرائيل ليست كبيت العنكبوت، لكنّها تنزلق بسهولةٍ كبيرةٍ جدًا”، كما أكّد في مقالٍ بصحيفة (معاريف) العبريّة.
الجنرال مالكا أكّد أنّ “الغائبين عن النقاشات حول موضوع تأثير الإرهاب على المناعة الوطنيّة للمجتمع الصهيونيّ، هم الزعماء، فهم لا يهتمون، بما فيه الكفاية، بقيادة ثقافة تساهم في الحصانة الوطنية وتعزيز الصمود الشعبي. هم منشغلون بأمور السياسة الصغيرة، وبصورة أقلٍ بالقيادة على صعيد الوطن، والوزارة الجديدة للأمن القوميّ، (التي سيستلمها العنصريّ الفاشيّ إيتمار بن غفير) لا تبعث على الثقة بهذه القيادة”، على حدّ تعبيره.
ونفى رئيس الاستخبارات العسكريّة الأسبق أنْ تكون إسرائيل كبيت العنكبوت، كما وصفها نصر الله، وقال: “إسرائيل لا تواجه خطرًا وجوديًا حقيقيًا من الإرهاب، والحرب ضدّه تُلحِق به ضرباتٍ شديدةٍ، ويتعيّن على مواطني الكيان إظهار مناعة وطنيّة وصمودًا، كي يثبتوا للإرهابيين أنّهم حتى لو نجحوا هنا وهناك، فإنّهم غير قادرين على كسر الدولة اليهوديّة”، كما زعم.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *