رُوح “مُصارحات” هادي عمرو تُرفرف.. كواليس قمّة شرم الشيخ: الطاقم الإسرائيلي “اعتذر مُسبقًا” عن عدم وجود تفويضٍ سياسيّ والأردن يذهب مُضْطرًّا وبحماسٍ أقل والفِلسطيني يشتكي ويتذمّر ويحمل معه قائمة خُروقات بـ 37 بندًا بعد لقاء العقبة

 رُوح “مُصارحات” هادي عمرو تُرفرف.. كواليس قمّة شرم الشيخ: الطاقم الإسرائيلي “اعتذر مُسبقًا” عن عدم وجود تفويضٍ سياسيّ والأردن يذهب مُضْطرًّا وبحماسٍ أقل والفِلسطيني يشتكي ويتذمّر ويحمل معه قائمة خُروقات بـ 37 بندًا بعد لقاء العقبة

الإنتشار العربي :تمكّنت اتصالات سياسية وأمنية بين الأردن والسلطة الفلسطينية من وضع لمسات ما يُمكن وصفه بصيغة مشتركة سيتقدم بها الطرفان إلى طاولة الاجتماع الثاني في القمة الأمنية في شرم الشيخ والذي جازف الأردن بحضوره مجددا تحت ضغط الجانب الأمريكي، لكن بصخب أقل وتغطية إعلامية صفرية وبدون الإعلان رسميا عن هوية وأسماء الوفد الأردني الذي غادر لاجتماعات شرم الشيخ صباح الأحد.
ويبدو أن الجانب الأردني تحديدا أقل حماسا في الكواليس للوجبة الثانية من الاجتماعات بعد انعقاد قمة العقبة الامنية قبل نحو أسبوعين وانكشاف حقائق ووقائع الموقف الأمريكي الذي يصر على اقتراح التوصيات على الإسرائيليين دون وضع آليات وتقنيات لإجبار حكومة اليمين الإسرائيلي على الالتزام بها وفقا لما فهم من الدبلوماسي الأمريكي هادي عمرو الذي حضر إلى عمان والتقى نخبة من الإعلاميين قبيل تحضيرات ما يسمى بقمة العقبة الأمنية.
قمة العقبة كانت قد رفضت بخشونة من الشعب الأردني وهوجم بقسوة وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي استضاف تلك النسخة من القمة الأمنية ثم توارى عن الأنظار والمشهد الإعلامي للأسبوع الثالث على التوالي.
في الجانب الإجرائي تُشارك عمّان في شرم الشيخ بطريقة أقل زخما وأكثر فتورا خصوصا وأن موافقة الأمريكيين على نص يدعم في إعلان العقبة الوصاية الهاشمية بالقدس أعقبها اقتحامات جديدة برعاية بنيامين نتنياهو لا بل انتهاكات مباشرة واعتداء على صلاحيات طاقم الأوقاف الأردني المختصة حصرا بتحديد وقت فتح المرافق الإسلامية أمام السياح الأجانب.
وبات واضحا للأردني والفلسطيني بأن الادارة الأمريكية لا تضع ميكانزيمات عملية وإجرائية تُلزم حكومة إسرائيل لا بما تقرّر في العقبة ولا بما سيتقرّر في شرم الشيخ حيث أبلغ مسؤولون أمنيون إسرائيليون مسبقا قبل اجتماع شرم الشيخ بأنهم يشاركون بالاجتماع ولديهم صلاحيات بعرض الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية فقط والغطاء السياسي لما يتقرّر ليس من اختصاصهم.
وهو الأمر الذي يخرج عمليا أي تفاهمات عن سياقها في الوقت الذي أبلغ فيه هادي عمرو كُتّابًا أردنيين وفلسطينيين مؤخرا بأن الإدارة الأمريكية كل ما لديها الآن من خطط هو تخفيض مظاهر الصراع عشية شهر رمضان مؤكدا بأنه لا يوجد خطة أمريكية حتى في السنوات العشر المقبلة بعنوان تسوية لحل الصراع”.
وشهد إعلاميون أردنيون بأن عمرو كان واضحا ومباشرا وصريحا في هذه الجزئية.
لكن في الوقت الذي يحضر فيه الأردن شرم الشيخ بدون آمال عريضة أبلغ الجانب الفلسطيني حكومة عمان ونسق معها بعض التفاصيل وعلى إساس أن الطاقم الفلسطيني سيضع على طاولة شرم الشيخ مرافعة قانونية وسياسية وأمنية شاملة تتضمن كشفا وقائمة بالخروقات الإسرائيلية التي رصدتها السلطة وأجهزتها لما تقرّر في قمة العقبة.
ويضم التقرير الإحصائي الفلسطيني هنا تفاصيل أكثر من 37 اختراقا من الجانب الإسرائيلي لما اتّفق عليه مع الاشارة لبند واحد اتفق عليه في العقبة ومرّره الإسرائيليون وهو المتعلق بتخفيض رسوم العبور على الجسور.
وسيُحاجج الوفد الفلسطيني بأنه يُساند خطّة الجنرال فينزل، لكن لا يستطيع تنفيذ أي واجب يخصّه بشأنها إذا ما استمرّت الاجتياحات الإسرائيلية وبدون تنسيق أمني في المدن والبلدات في الضفة الغربية مع التأكيد على أن بعض الهجمات التي يُصنّفها الوفد الإسرائيلي انطلقت من مناطق تابعة أمنيا لإسرائيل وليس للسلطة.
ويعني ذلك أن لقاءات العقبة وشرم الشيخ مع كل الجدل الذي تُثيره والغضب في الأردن وفلسطين تُعاني من عدم التزام حكومة اليمين الإسرائيلي أولا، وثانيا من عدم وجود إجراءات أمريكية من الصنف الالزامي لإسرائيل أو يُمكنها أن تنجح في رفع نسبة الالتزام.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *