روسيا تُطلق المرحلة التالية من هجومها على “جميع المناطق” الأوكرانية.. والاتحاد الأوروبي يبحث تشديد العقوبات على موسكو

الإنتشار العربي: قال مسؤول عسكري أوكراني إن روسيا تستعد للمرحلة التالية من هجومها في أوكرانيا، بعد أن قالت موسكو إن قواتها ستكثف عملياتها العسكرية في “جميع مناطق العمليات”.
وانهمرت صواريخ وقذائف روسية على عدد من المدن في ضربات تقول كييف إنها أدت إلى مقتل العشرات في الأيام الأخيرة.
وقال فاديم سكيبيتسكي، المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، يوم السبت “ليست ضربات صاروخية من الجو والبحر فحسب.. بل يمكننا أن نرى القصف على طول خط التماس بأكمله، على طول خط المواجهة بأكمله. هناك استخدام نشط للطيران التكتيكي وطائرات الهليكوبتر الهجومية”.
وتابع “هناك بالفعل نشاط معين للعدو على طول خط المواجهة بأكمله … من الواضح أن الاستعدادات جارية الآن للمرحلة التالية من الهجوم”.
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تعيد على ما يبدو تجميع وحداتها لشن هجوم على مدينة سلافيانسك ذات الأهمية الرمزية التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك الشرقية.
وتقول أوكرانيا إن 40 شخصا على الأقل قتلوا في قصف روسي لمناطق حضرية في الأيام الثلاثة الماضية، مع اشتداد الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير شباط.
قال أوليه سينهوبوف حاكم منطقة خاركيف إن صواريخ سقطت على بلدة تشوهيف شمال شرق خاركيف ليل الجمعة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة تبلغ من العمر 70 عاما وإصابة ثلاثة آخرين.
وإلى الجنوب، تعرضت مدينة نيكوبول على نهر دنيبرو لهجوم بأكثر من 50 صاروخا روسيا من طراز جراد، مما تسبب في مقتل شخصين تم العثور عليهما تحت الأنقاض، وفقا لما ذكره حاكم المنطقة فالنتين ريزنيشنكو.
وتقول موسكو، التي تصف الغزو بأنه “عملية عسكرية خاصة” لنزع السلاح و”القضاء على النازية” في جارتها، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لتقويض البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وحماية أمنها. ونفت مرارا استهداف المدنيين.
وتقول كييف والغرب إن الصراع هو محاولة غير مبررة لإعادة احتلال دولة تحررت من حكم موسكو مع انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
وأمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الوحدات العسكرية بتكثيف العمليات لمنع الضربات الأوكرانية على شرق أوكرانيا والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها روسيا، حيث قال إن كييف قد تضرب البنية التحتية المدنية أو السكان، وفقا لبيان صادر عن الوزارة.
وبدت تصريحاته بمثابة رد مباشر على ما وصفته كييف بسلسلة من الضربات الناجحة التي نفذت على 30 من المراكز اللوجستية ومراكز الذخيرة الروسية باستخدام العديد من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة التي قدمها الغرب مؤخرا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية يوم الجمعة إن الضربات تسببت في فوضى في خطوط الإمداد الروسية وقللت بشكل كبير من القدرة الهجومية لروسيا.
وفي سياق آخر يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين تشديد العقوبات على روسيا.
وسيتعين على وزراء الاتحاد الأوروبي النظر في أمور عدة، بينها اقتراح للمفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا. ويهدف اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين “على موسكو أن تستمر في دفع ثمن باهظ لعدوانها”. وبحسب مسؤول أوروبي كبير، لا يُتوقع اتخاذ أي قرار خلال مناقشة أولية في بروكسل بشأن هذه العقوبات الجديدة.
والمملكة المتحدة هي أكبر مشتر للذهب الروسي (290 طنًا عام 2020 بمبلغ 16,9 مليار دولار وفقًا لأرقام الجمارك الروسية).
من جهتها قالت الدول الأعضاء في مجموعة العشرين خلال اجتماع في بالي انتهى السبت من دون صدور بيان مشترك بسبب غياب التوافق، إن كلفة الحرب على أوكرانيا يشعر بها أيضا باقي العالم.
واعتبرت وزيرة المال الكندية كريستيا فريلاند أن مشاركة روسيا في اجتماع بالي “عبثية” و”تُشبه دعوة مُفتَعِل حريق إلى اجتماع لرجال الإطفاء”.
من جهته صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف بأن حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوكرانيا يمثلان تهديدا دائما بالنسبة لروسيا.
وفي اجتماع مع محاربين قدامى في مدينة فولجوجراد (ستالينجراد سابقا)، قال الرئيس الروسي السابق اليوم الأحد إنه طالما لم يعترف الناتو وأوكرانيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، على أنها جزء من الاتحاد الروسي، فإن ذلك سيظل خطرا بالنسبة لروسيا.
وأوضح ميدفيديف:” إذا اعتقدت دولة أخرى، سواء كانت أوكرانيا أو دول الناتو، أن القرم ليست روسية، فإن ذلك يمثل تهديدا منهجيا بالنسبة لنا”.
كان الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين قد برر الحرب التي بدأها على أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، بهذا السبب أيضا.
وتابع ميدفيديف أن دول الناتو لديها أسلحة نووية موجهة نحو روسيا.
وأعرب ميدفيديف عن اعتقاده بأن هناك خطرا لتصعيد الصراع في حال جاء على رأس أوكرانيا مرة أخرى ” قومي مجنون أو شخصية تنفيذية ضعيفة”.
يذكر أن موسكو تصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه دمية في يد الغرب وأن سياسته تخضع في المقام الأول لإملاءات الولايات المتحدة وأنه بوصفه ممثلا سابقا يؤدي دور الرئيس الأوكراني.
وأعلن ميدفيديف أن بلاده ستواصل الحرب إلى حين نزع أسلحة أوكرانيا بالكامل :” لا يجب عليكم أن تشكوا في أن أهداف العملية سيتم تحقيقها” مشيرا إلى أنه سيتم التغلب على كل التهديدات الموجودة في أوكرانيا الموجهة لروسيا، وادعى ميدفيديف مجددا أن أوكرانيا تقودها قوى قومية و”موالية للفاشية”.