حكومةٌ حققت أحلام نتنياهو بدولةٍ يهوديّةٍ وعنصريّةٍ ودينيّةٍ تعتمِد استخدام القوّة و”تنظيف” إسرائيل الكبرى من العرب.. تحذيرات من ردّ الجنايات الدوليّة وتلطيخ اسم الكيان عالميًا
الإنتشار العربي :دولة جميع العنصريين: انطلقت اليوم الخميس حكومة بنيامين نتنياهو السادسة، التي تُعتبر من أخطر الحكومات التي تمّ تشكيلها في كيان الاحتلال، والأكثر عنصريّةً وتطرفًا، وفي هذا السياق رأى رئيس تحرير صحيفة (هآرتس) العبريّة، ألوف بن، في تحليل نشره اليوم أنّ هذه الحكومة هي بمثابة تحقيق لحلم نتنياهو القاضي بإقامة حكومةٍ عنصريّةٍ ودينيّةٍ وقائمةٍ على استخدام القوّة، لافتًا إلى أنّ نتنياهو لم يقع فريسة لشهوانية الشركاء في الائتلاف، بل هو الذي قاد عملية تشكيل الحكومة وهو الذي رغب بالوصول إلى هذه النتيجة، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، كشف موقع (WALLA) الإخباريّ العبريّ النقاب عن أنّ حوالي مائة سفير إسرائيليّ سابق وقّعوا على رسالة تمّ توجيهها الى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعربوا فيها عن قلقهم من المس بالعلاقات الخارجية للكيان في أعقاب السياسات التي تتبلور للحكومة الجديدة.
وكتب السفراء في الرسالة التي أرسلت الى نتنياهو: “نحن نخشى من إلحاق الضرر بمكانة إسرائيل وبمصالحها، نتيجة السياسات التي تتبلور، من التصريحات التي تصدر عمّن سيتولى مناصب كبيرة في الحكومة والكنيست، وممّا ينشر عن تغيير متوقّع في الضفة الغربيّة، وفيما يتعلّق بعدد القوانين المتطرفة التي قد تؤدي الى تمييز وقمع الأقليات وإلحاق ضرر محتمل بحرية التعبير”.
وأردف السفراء في الرسالة: “أنتَ تعلم أهمية العلاقات مع العالم الواسع على حصانة إسرائيل وعلى أهمية الصراعات التي قمنا بخوضها، والأزمات التي تغلبنا عليها والإنجازات التي حققناها نيابة عن الحكومات الإسرائيلية لأجيال كموظفين عامين متمرسين ومخلصين، وبصفتنا أولئك الذين يعرفون المجتمع جيدًا، فإننا نخشى جدًا أنْ تؤدي التطورات الأخيرة على الساحة المحلية إلى ردّ فعلٍ دوليٍّ حادٍّ، وإلحاق الضرر بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وأوروبا، وإلحاق ضرر محتمل بالاتفاقيات الابراهيمية واتخاذ إجراءات قانونية ضد إسرائيل”، وفق ما أكّده السفراء في رسالتهم.
وذكر الموقع الإخباريّ العبريّ أنّ السفراء الموقعين على الرسالة حذّروا من أنّ هذه الخطوات قد تؤثر على الرأي القانوني الذي ستقدمه محكمة العدل الدولية في لاهاي، وعلى الوجود التجاري الدولي في إسرائيل، وأوضحوا: “المخاوف التي نطرحها أمامكم هنا لها أشكال دعم مختلفة سبق أنْ أعرب عنها أصدقاء إسرائيل وأولئك الذين ليسوا أصدقاء لنا في الخارج”.
وشدّدّ السفراء في رسالتهم على أنّه: “نحن نناشدك ونناشد الحكومة القادمة تحت قيادتكم إعطاء الأولوية اللازمة للسياسة الخارجية وعدم إهمال الساحة الدولية اعترافًا بمدى أهمية هذه القضايا في الحفاظ على صمود إسرائيل وتعزيزها والعمل على منع إلحاق الضرر بالجوانب الحيوية لمصالح الدولة ومواطنيها”، بحسب أقوالهم.
وغنيٌّ عن القول في هذه العُجالة إنّ الفلسطينيين من طرفيْ ما يُسّمى بالخّط الأخضر هم الحلقة التي ستكون أكثر استهدافًا في الكيان، ذلك أنّه بحسب المحللين في العام 2018 سنّ نتنياهو قانون القوميّة العنصريّ، الذي أكّد على الفوقيّة اليهوديّة.
أمّا الشركاء في الحكومة فإنّهم لا يخفون تعطشهم لتنقية إسرائيل من العرب وطرد المهاجرين غير الشرعيين، وأولئك الذين يطلبون اللجوء، بالإضافة إلى رغيتهم الشديدة في التخلّص من منظمات حقوق الإنسان ومن القضاة اللبراليين الذي يتخذون القرارات المؤيّدة للمساواة.