حرب في أوكرانيا: تهجير واستيطان في فلسطين

 حرب في أوكرانيا: تهجير واستيطان في فلسطين

الإنتشار العربي: – نقلا عن بوابة الهدف الإخبارية: سارع العدو الصهيوني للاستثمار في الأزمة الأوكرانية، ملايين اللاجئين الذين يغادرون أوكرانيا بحثًا عن ملجأ من الحرب هم بالنسبة للمخططين والساسة الصهاينة، فرصة لتجنيد واستقطاب مستوطنين جدد ووضعهم في خطوط المواجهة ضد شعب فلسطين.

بعد ٧٤ عامًا على النكبة وسيطرة العصابات الصهيونية على أرض فلسطين، لا زالت غالبية يهود العالم تعيش خارج فلسطين، ذلك رغم التدفق المالي الهائل للدعم الغربي الذي لم ينقطع عن الكيان، والذي توظفه المنظومة الصهيونية لخلق بيئة مغرية لجذب مستوطنين جدد وإبقاء نظام الامتيازات القائم للمستوطنين الحاليين في أرض فلسطين.

طيلة هذه السنوات واصل ١٢٠ ألف يهودي أوكراني العيش في بلادهم، ولم يروا ما يجذبهم للهجرة والانضمام للمشروع الاستيطاني الغازي في فلسطين، وفي خضم الأزمة الأوكرانية يتحرك الآن مندوبي الوكالة اليهودية وحكومة الاحتلال وممثلي الجمعيات الاستيطانية لاجتذاب هؤلاء ل فلسطين المحتلة، خليط من الوعود حول مستوى المعيشة في الكيان، والدعاية الصهيونية التقليدية العنصرية حول الوطن المختار للشعب المختار، في مقابل ذلك لا يستقبل الكيان الصهيوني أي لاجئين غير يهود، ففي نهاية المطاف هذا استقطاب وتجنيد وليس تدخل إنساني لمساعدة اللاجئين.

اللافت هنا ليس العنصرية والفاشية المعهودة للمنظومة الصهيونية، وتجاوزها لكل معيار إنساني في مقاربتها لأي قضية، فالمعادلات والمقاربات الصهيونية لم تنطلق يومًا من أرضية إنسانية، فهناك بشر وهناك صهاينة، ولكن في جولتها لاصطياد اللاجئين اليهود الأوكران، لتفصح نيتها في استخدامهم كمتاريس بشرية تضعها في الأراضي التي تقوم بتهجير أهلها في النقب، تلك الأراضي التي يمتنع عن سكنها المستوطن الصهيوني القديم، المتمتع بامتيازات هامة في “المركز” الصهيوني. هؤلاء اللاجئين لا يعي معظمهم حقيقة الصراع، ولا يعي أنه سيقيم لا على أرض محتلة فحسب، ولكن على أرض تم تهجير أهلها منها حديثًا، قد يرونه كل يوم وينظرون إليه وغالبًا سيقاومونه وقد يدفع حياته ثمنًا لما تخططه المنظومة الصهيونية.

ترسانات الإعلام العربي المُشغل لحساب مموليه لا تهتم بهذا الشأن إطلاقًا، فهي ماضية في الحشد لمعسكر الناتو ودفاعًا عن سياساته العدائية، كذلك إن عشرات المنظمات والتجمعات، وربما مئات من النشطاء الذين تنطعوا طيلة سنوات لمسؤولية الدفاع عن “صورة الضحية الفلسطينية” لا يضعون اللاجئين الأوكران أو فقراء الفلاشا في حساباتهم، فالعالم يتكون فقط من الجمهور الغربي في العواصم الرأسمالية الكبرى، وفلسطين وقضيتها وشعبها ليست إلا محتوى يتقربون فيه لمراكز القرار الغربي أو يلتقطون فيه رزقهم ومكاسبهم اجتماعيًا وماليًا، إمّا من السادة البيض أو من الفلسطينيين المخدوعين، لذلك لن ترى “حملات مناصرة” تسعى لردع الأوكران أو غيرهم عن الانضمام للمشروع الصهيوني وخدمة الغزو في فلسطين، وستواصل هذه الترسانة الإعلامية المهيمنة وأدوات عملها من نشطاء ومتحدثين وحقوقيين و”مؤثرين” خطابهم حول ازدواجية المعايير الغربية وضرورة اجتهاد الفلسطيني أكثر في مصرعه أمام أدوات القتل الصهيونية ليبدو ضحية أكثر، لعله يحظى بالتعاطف الغربي.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *