تنافس أمريكي صيني: صراع القطبية وتأثيره على الشرق الأوسط

 تنافس أمريكي صيني: صراع القطبية وتأثيره على الشرق الأوسط

على الرغم من تركيز إدارة ترامب على الشرق الأوسط وأهمية إسرائيل كقاعدة عسكرية متقدمة للولايات المتحدة في المنطقة، فإن التطورات المتسارعة في الصين على الصعيدين الاقتصادي والعسكري تجذب اهتماماً أمريكياً متزايداً، حيث تسعى الصين إلى أن تصبح قطباً مؤثراً في النظام الدولي الجديد.

تتمتع الصين بعلاقات اقتصادية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة، وتحقق مكاسب مالية كبيرة. اتهم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الصين باستغلال هذه المكاسب في تطوير قدراتها العسكرية. وأشار إلى أن الصين استخدمت الأموال التي حصلت عليها من التجارة مع الولايات المتحدة لتمويل برنامجها العسكري المتسارع، مما يهدد موازين القوى الإقليمية والعالمية.

أوضح ترامب أن الصين حصلت على حوالي 722 مليار دولار من الولايات المتحدة على مر السنين، وأن هذه الأموال ساهمت في تمويل برنامجها العسكري. تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها للحد من النفوذ الصيني من خلال المناورات العسكرية في المناطق القريبة من الصين، بينما تستخدم بكين نفوذها الاقتصادي في أفريقيا والشرق الأوسط لتعزيز مصالحها السياسية والأمنية.

جاءت تصريحات ترامب بعد لقاء جمعه بالرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث تم التوصل إلى اتفاقية تجارية تضمنت خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية مقابل موافقة الصين على شراء منتجات زراعية أمريكية واستمرار توريد المعادن الأرضية النادرة. يمثل هذا الاتفاق صراعاً ناعماً على القطبية في العالم.

لقد بنوا قواتهم المسلحة بالأموال التي قدمناها لهم على مر السنين.

تسعى إدارة ترامب إلى اللحاق بالصين في إنتاج الطائرات بدون طيار، بل وتجاوزها في أقرب وقت ممكن، مما يعكس التنافس المستمر بين البلدين في المجالات الاستراتيجية والعسكرية والصناعية.

تعتبر الصين قوة اقتصادية عالمية كبرى وثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة. تعتمد الصين على قوة صناعية هائلة وصادرات ضخمة، وتستثمر في التكنولوجيا والبنية التحتية ضمن استراتيجيات طويلة الأجل مثل “مبادرة الحزام والطريق” لتوسيع نفوذها السياسي. تسعى الصين لتغيير النظام الدولي نحو تعددية الأقطاب بدعم من الأمم المتحدة، مع التركيز على التعايش السلمي وعدم التدخل العسكري المباشر، وتستخدم نفوذها الاقتصادي لتعزيز دورها الإقليمي والعالمي وتأمين مصادر الطاقة، وتجنب المواجهة المباشرة مع القوى التقليدية في أي نزاع دولي. تعتبر الصين أكبر مصدر للسلع في العالم، وتستثمر بكثافة في التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية.

تهدف استراتيجية الصين في العلاقات الدولية، وخاصة مع الولايات المتحدة، إلى خلق نظام دولي متعدد الأقطاب وليس حكراً على الولايات المتحدة فقط.

تعتبر إدارة ترامب العلاقات مع الصين أولوية قصوى، على الرغم من اهتمامها بالشرق الأوسط ودعم إسرائيل كأداة للولايات المتحدة في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *