تقرير صادم:الأسْر تحت الموت .. 110 شهيدًا من الأسرى الفلسطينيين خلال عامين
كشف تقرير حديث عن ارتفاع حاد في أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا داخل السجون الإسرائيلية، في مؤشر خطير على تصاعد الانتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين.
وبحسب المعطيات، بلغ عدد الأسرى الذين استشهدوا منذ بداية ولاية الحكومة الإسرائيلية الحالية في كانون الثاني/يناير 2023 وحتى حزيران/يونيو 2025 نحو 110 أسرى وذلك بسبب سياسات وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير القمعية، في واحدة من أعلى النسب المسجلة خلال فترة زمنية قصيرة.
ويأتي ذلك في وقت تتجه فيه لجنة الأمن القومي في “الكنيست” الإسرائيلي إلى المصادقة على مشروع قانون يتيح فرض عقوبة الإعدام على الأسرى الفلسطينيين، تمهيدًا لعرضه على التصويت في القراءتين الثانية والثالثة، في خطوة وصفتها مؤسسات حقوقية بأنها تصعيد تشريعي خطير يضفي غطاءً قانونيًا لممارسات قمعية بحق الأسرى.
ووثّق تقرير صادر عن 12 منظمة حقوقية إسرائيلية، الأسبوع الماضي، استشهاد 98 أسيرًا فلسطينيًا منذ بدء الحرب على قطاع غزة، نتيجة التعذيب، والإهمال الطبي، والحرمان من العلاج، وسوء المعاملة، مؤكدًا أن هذه الممارسات تحولت إلى سياسة ممنهجة داخل السجون وأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأظهرت معطيات أخرى أن عدد المعتقلين الإداريين ارتفع بشكل غير مسبوق، من أكثر من ألف معتقل إداري عام 2023 إلى 3577 معتقلًا خلال عام 2025، أي ثلاثة أضعاف المعدلات السابقة.
كما تشير التقديرات إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تجاوز عشرة آلاف أسير، حتى بعد تنفيذ صفقات التبادل الأخيرة.
وفي السياق نفسه، أفاد تقرير لنادي الأسير الفلسطيني بأن الاحتلال اعتقل منذ بدء الحرب على غزة نحو 21 ألف فلسطيني في الضفة الغربية والقدس، إضافة إلى آلاف المعتقلين من قطاع غزة، وسط تصاعد خطير في مستوى الانتهاكات المرافقة لعمليات الاعتقال، بما في ذلك الإعدامات الميدانية خلال الاقتحامات.
وكشف تقرير صادر عن هيئة الدفاع العام في إسرائيل عن تدهور غير مسبوق في أوضاع الاحتجاز داخل السجون، حيث تحدث عن حالات “جوع حاد” وفقدان كبير للوزن بين الأسرى الفلسطينيين، نتيجة اعتماد قوائم غذائية “فقيرة للغاية” بشكل مقصود منذ اندلاع الحرب.
وأشار التقرير إلى اكتظاظ خانق داخل الزنازين، حيث يُحتجز نحو 90% من الأسرى في مساحات تقل عن ثلاثة أمتار مربعة للفرد الواحد، فيما ينام آلاف الأسرى على الأرض دون أسرّة، إلى جانب انتشار واسع لمرض “الجرَب” (سكابيس)، لدرجة وصفه كوباء يتفشى داخل المعتقلات.
وتحذر مؤسسات حقوق الإنسان من أن ما يجري داخل السجون الإسرائيلية لم يعد مجرد انتهاكات فردية، بل سياسة رسمية ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الأسرى، في ظل غياب الرقابة الدولية الفعالة، ودعوات متزايدة لتشكيل لجان تحقيق دولية ووضع حد للجرائم المرتكبة بحق المعتقلين الفلسطينيين.
