ترمب يبدأ جولة آسيوية تشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية بلقاء أمير قطر على متن طائرته

 ترمب يبدأ جولة آسيوية تشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية بلقاء أمير قطر على متن طائرته

واشنطن – سعيد عريقات 

قال مسؤول في البيت الأبيض، يوم السبت، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيلتقي أمير قطر ورئيس وزرائها على متن طائرة الرئاسة خلال توقفٍ للتزود بالوقود في قطر، وذلك في طريقه إلى ماليزيا لحضور قمة إقليمية، لبحث آخر تطورات وقف إطلاق النار في غزة، والمرحلة الثانية للاتفاق. ومن المقرر أن ينضم وزير الخارجية ماركو روبيو إلى الرئيس خلال المحطة القطرية.

وتُعد هذه الزيارة إلى ماليزيا أول جولة آسيوية لترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض، وتشمل ثلاث دول هي ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، على أن تُختتم بلقاء مرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في وقتٍ تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً على خلفية الخلافات التجارية والتكنولوجية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وبحسب الخبراء، فإن الرسالة الأولى من هذه الجولة هي أن ترمب صانع سلام، والثانية أنه صانع مال، في الوقت الذي يقرون فيه أن الاجتماع مع الصين قد لا يُسفر عن اتفاق تجاري كبير، لكن ترمب سيسعى إلى تهدئة التوترات وربما تجميدها مؤقتاً.

قضايا التجارة في صدارة الجولة

ومن المتوقع أن تهيمن ملفات التجارة والعلاقات الاقتصادية على محطات الجولة الثلاث. وقال ترمب للصحفيين على متن طائرته يوم الجمعة إنه سيدعم المزارعين الأميركيين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الصين، مشيراً إلى أنه سيناقش مع الرئيس شي الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، وأضاف: “نأمل أن تساعدنا الصين في هذا الملف”.

كما ألمح ترمب إلى رغبته في عقد لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رغم نفي البيت الأبيض وجود أي ترتيبات لذلك، قائلاً مازحاً: “كما تعلمون، ليس لديهم الكثير من خدمات الهاتف هناك، لذا ربما تصل رسالتي عبركم”.

كوالالمبور: الشمولية والاستدامة

في كوالالمبور، سيجتمع ترمب مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم قبل المشاركة في عشاء عمل لقادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تترأسها ماليزيا هذا العام تحت شعار “الشمولية والاستدامة”. وأعلن البيت الأبيض أن ترمب سيحضر كذلك حفل توقيع اتفاقية سلام بين كمبوديا وتايلاند، التي يُنسب إليه الفضل في الوساطة لإنهاء نزاعهما الحدودي، في خطوة تهدف إلى إبراز الدور الأميركي كوسيط في النزاعات الإقليمية.

محطة اليابان: تحالف متجدد وتحديات تجارية

بعد ماليزيا، يتوجه ترمب إلى اليابان في زيارة رسمية هي الرابعة له، حيث سيلتقي رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايشي والإمبراطور ناروهيتو. ومن المتوقع أن يتناول اللقاء قضايا الأمن والدفاع، خاصة في ظل تعهد الحكومة اليابانية بزيادة الإنفاق العسكري إلى 2% من الناتج المحلي بحلول مارس المقبل، وهو هدف طالما دعا ترمب حلفاءه لتحقيقه. كما سيبحث الجانبان إمكانية مراجعة اتفاقية التجارة الأميركية اليابانية الموقعة في يوليو الماضي، وسط توقعات بإعادة التوازن لصالح واشنطن.

وسيختتم ترمب زيارته لليابان بلقاء رجال الأعمال الأميركيين واليابانيين، وزيارة القوات الأميركية المتمركزة هناك، في رسالة دعم للتحالف العسكري بين البلدين، الذي يعد الأكبر في آسيا.

كوريا الجنوبية: الملفات الكبرى على الطاولة

في كوريا الجنوبية، سيشارك ترمب في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) ويلقي خطاباً أمام قادة الأعمال، قبل أن يعقد اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الكوري الجنوبي ويشارك في مأدبة العشاء الرسمية. لكن الأنظار تتجه أساساً إلى اللقاء المنتظر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي لم تؤكده بكين رسمياً بعد.

ويجتمع كبار المسؤولين من البلدين في ماليزيا قبيل اللقاء لمناقشة مستقبل العلاقات الثنائية، خاصة بعد تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية بدءاً من تشرين الثاني ، رداً على القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة والتقنيات الحساسة. ويتوقع أن تشمل المباحثات أيضاً ملفات تايوان، والفنتانيل، ومشتريات الصين من النفط الروسي.

وقال ترمب قبل مغادرته واشنطن: “لدينا الكثير لنناقشه مع الرئيس شي، ولديه أيضاً ما يناقشه معنا”، مضيفاً أنه يتوقع “اجتماعاً جيداً” رغم الخلافات الحادة بين الطرفين.

بين الرمزية والسياسة الواقعية

ويرى محللون أن لقاء ترمب وشي، إن تم، سيكون رمزياً أكثر منه جوهرياً، حيث أن دبلوماسية القمة لا تغيّر جوهر العلاقات، فخلال ولاية ترمب الأولى، لم تمنعه اللقاءات الرفيعة من تبني مواقف أكثر تشدداً تجاه بكين لاحقاً.

كما نفى مسؤولون أميركيون وجود خطط للقاء جديد بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رغم تصريحات الرئيس بأنه “يرغب” في ذلك، قائلاً: “لديهم الكثير من الأسلحة النووية، وهذا ما أقوله”.

وتأتي جولة ترمب الآسيوية في لحظة دقيقة من العلاقات الدولية، حيث يسعى الرئيس الأميركي إلى استعادة زمام المبادرة في السياسة الخارجية وإعادة تأكيد نفوذ واشنطن في آسيا بعد سنوات من التحولات العالمية. إلا أن التحليل العام يشير إلى أن أهداف الجولة – سواء في الاقتصاد أو الأمن – تواجه واقعية سياسية جديدة في آسيا، إذ لم تعد العواصم الآسيوية تتعامل مع واشنطن كقوة مهيمنة مطلقة، بل كشريك تفاوضي في نظام دولي يتّجه نحو التعددية.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *