تداعيات اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى.. كتيبة “العياش” تقصف مستوطنة بغلاف جنين والفصائل الفلسطينية تدعو للانتفاض وتحذيرات من اشعال حرب دينية والأردن يُدين
![تداعيات اقتحام “بن غفير” للمسجد الأقصى.. كتيبة “العياش” تقصف مستوطنة بغلاف جنين والفصائل الفلسطينية تدعو للانتفاض وتحذيرات من اشعال حرب دينية والأردن يُدين](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/07/2023-07-27_06-55-22_785980.jpg)
الإنتشار العربي : اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، المسجد الأقصى بالقدس الشرقية وسط حراسة شرطية مشددة.
وقال شهود عيان للأناضول، إن بن غفير اقتحم المسجد بحراسة مشددة من الشرطة من باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، وقام بجولة في باحات المسجد برفقة عدد من المستوطنين.
وهي هذه المرة الثالثة التي يقتحم فيها زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف المسجد الأقصى منذ تسلمه منصبه بداية العام الجاري.
وكان اقتحامان سابقان في يناير/ كانون الثاني، ومايو/ أيار الماضيين، تسببا بانتقادات دولية وعربية وإسلامية واسعة للحكومة الإسرائيلية.
وقال بن غفير في شريط مسجل خلال اقتحامه: “هذا هو المكان الأكثر أهمية لشعب إسرائيل حيث يتعين علينا العودة وإظهار حكمنا”.
وجاء الاقتحام بالتزامن مع قيام مستوطنين إسرائيليين باقتحام المسجد لمناسبة ما يسمى “ذكرى خراب الهيكل” الذي تقول الجماعات الإسرائيلية المتشددة إنه كان قائما مكان المسجد وهو ما ينفيه المسلمون.
وفي السياق ذاته، قال شهود عيان للأناضول، إن وزير النقب الإسرائيلي يستحاق فاسرلاوف ومئات المستوطنين اقتحموا أيضا المسجد اليوم.
وأشار إلى أن قوات من الشرطة الإسرائيلية انتشرت في ساحات المسجد واقتحم بعض عناصرها مصلى قبة الصخرة دون توضيح الأسباب.
وبحسب الشهود، فإن عددا من المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية في باحات المسجد خلال اقتحاماتهم.
وأشاروا إلى أن العشرات من المستوطنين قاموا برقصات وصلوات عند البوابات الخارجية للمسجد الأقصى.
وقالت وزارة شؤون القدس الفلسطينية في بيان وصلت نسخة منه للأناضول: “إقدام المتطرف بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى للمرة الثالثة هو استفزاز مقيت ومرفوض ومدان لمشاعر المسلمين حول العالم”.
وأشارت إلى إنه “ما كان لبن غفير وما يسمى وزير النقب يتسحاق فاسرلاوف اقتحام المسجد بدون موافقة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تريد تصدير أزماتها الداخلية”.
حذرت الوزارة من أن “حكومة الاحتلال وأنصارها من المستوطنين يريدون دفع الأمور نحو حرب دينية عبر التغول في استفزاز مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم”
ودعت إلى “وقفة عربية وإسلامية ودولية إزاء هذه الجرائم المتعمدة من قبل حكومة الاحتلال وأنصارها المستوطنين ضد المسجد الأقصى”.
وكان عشرات اليمينيين الإسرائيليين نظموا، مساء الأربعاء، مسيرة في محيط البلدة القديمة وفي داخل أزقة البلدة لذات المناسبة، شارك فيها بن غفير.
واعتبارا من عام 2003، بدأت الشرطة الإسرائيلية تسمح بشكل أحادي للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى.
وتتم الاقتحامات يوميا بالفترتين الصباحية وبعد الظهر ما عدا يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
ولطالما طالبت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، يوقف الاقتحامات ولكن دون استجابة من السلطات الإسرائيلية
بدورها أعلنت كتيبة “العياش” التابعة لكتائب القسام قصف مستوطنة “رام أون” في غلاف جنين شمال الضفة الغربية.
وقالت الكتيبة في بيان مقتضب: “تمكن مقاتلونا من قصف مستوطنة رام أون في غلاف جنين بصاروخ من طراز قسام 1 رداً على عدوان الاحتلال والمستوطنين على الأقصى”.
من جانبها دعت فصائل فلسطينية أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للانتفاض أمام العدوان الإسرائيلي الواسع الذي يتعرض له المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر.
المتحدث باسم حركة حماس “حازم قاسم” قال إنّ الاقتحامات الواسعة والمستمرة من قبل المستوطنين ووزراء في حكومة العدو الصهيوني، تصعيد خطير للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأضاف قاسم، أنّ هذه الاقتحامات استفزاز لمشاعر كل شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية ولاحرار العالم، واستهتار من الاحتلال بالمنظومة العربية الرسمية والشعبية.
وشدد، أنّ شعبنا سيدافع عن هوية المسجد الأقصى المبارك ويحافظ على إسلاميته وعروبته مهما بلغت التضحيات؛ فالأقصى كان دائماً مفجر الثورات والانتفاضات.
وتابع، أنّ شعبنا لن يسمح للعدو الصهيوني بتمرير مخططاته في المسجد الأقصى، وكل شواهد التاريخ تؤكد أن شعبنا الباسل لا يمرر جرائم الاحتلال بحق مقدساته.
بدوره، دعا الناطق باسم حركة الجهـاد طارق سلمي، الشباب الفلسطيني للاشتباك مع قوات الاحتلال على نقاط التماس ردًا على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
ومن جهتها قالت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، إنّ ما يجري في المسجد الأقصى جزء أساسي من الهجمة الصهيونية العدوانية المستمرة ضد مدينة القدس والمقدسات والأقصى على وجه الخصوص، وفي إطار محاولات تكريس التقسيم الزماني والمكاني.
ودعت الجبهة جماهير شعبنا للتوجه، يوم الجمعة للمسجد الأقصى لحمايته من المستوطنين ومنعهم من استباحة الأقصى وساحاته، قائلة “لتنطلق جماهير شعبنا في الداخل المحتل والضفة لتلتحم مع شعبنا في القدس للدفاع عن عروبة مدينة القدس وإفشال مخططات الصهاينة والمجرم بن غفير التي تستهدف المقدسات”.
وأكَّدت الجبهة على أهمية وحدة الموقف الفلسطيني وتلاحمه، موجهةً تحيّة الصمود الأسطوري لشعبنا في مدينة القدس على تصديهم البطولي للمستوطنين الصهاينة.
ودعت الجبهة المجتمع الدولي للخروج من دائرة التواطؤ والانحياز الأعمى للاحتلال واتخاذ موقف صريح وواضح تجاه ما يجري على الأرض من استهداف صهيوني متواصل لشعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
وشدّدت الشعبيّة، أنّ شعبنا الفلسطيني سيحمي مقدساته بكل ما أوتي من قوةٍ وإصرار مقدمًا الغالي والنفيس من أجلها، لا سيما وأنّ الحقيقة الساطعة التي يرد بها شعبنا على المجرم “بن غفير” وكل المنظومة الأمنيّة الصهيونيّة الاجراميّة أنّ المسجد الأقصى ملك للشعب الفلسطيني، والقدس لا يمكن إلّا أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينيّة مهما أجرم الاحتلال.
وختمت الشعبية بيانها بالتأكيد على ضرورة توجيه رسائل واضحة للعدو الصهيوني بالنار وبكل أشكال المقاومة، بأنّ عدوانه على أيّ شبرٍ من أرضنا وخاصةً مدينة القدس، لن يواجه إلّا بالمقاومة المتواصلة والاشتباك المستمر.\
كما أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس ، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، محذرة من “التبعات الخطيرة للسماح للمتطرفين باقتحام الأقصى وممارساتهم الاستفزازية تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية”.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية ( بترا ) اليوم عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي قوله إن “قيام وزيرٍ إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وانتهاك حرمته وممارسات المتطرفين تمثل خطوة استفزازية وخرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”، مشددا على أنه “لا سيادة لإسرائيل على القدس المحتلة”.
وأضاف أن “استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها تهدد بتفجير دوامات جديدة من العنف” ، مؤكدا أن “المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين”.
وأشار إلى أن “إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه”.
وشدد على “حق دولة فلسطين بالسيادة على مدينة القدس الشرقية المحتلة، وأنه ليس لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، أي حق أو سيادة على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.