بقصف الحوثيين… ترامب يخوض معركة ضد عدو صمد أمام أعداء أقوياء منذ نشأته

 بقصف الحوثيين… ترامب يخوض معركة ضد عدو صمد أمام أعداء أقوياء منذ نشأته

واشنطن – سعيد عريقات

أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها الأحد إلى أن حركة الحوثيين ظهرت في تسعينيات القرن الماضي، كحركة تمرد قبلية متناحرة، واستولت على مساحات شاسعة من شمال اليمن، بما في ذلك عاصمتها صنعاء، في عام 2014، مما أشعل فتيل حرب أهلية مستمرة. وتعرضت الجماعة لآلاف الغارات الجوية من خلال حملة عسكرية بقيادة المملكة العربية السعودية ، ودعم قوي من الولايات المتحدة استمرت لأكثر من سبع سنوات، وفشلت في إعادة الحكومة المعترف بها دوليًا إلى السلطة. وباستخدام الأسلحة والتدريب الإيرانيين، وسّع الحوثيون من قدرتهم على تهديد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالطائرات بدون طيار والصواريخ.

يشار إلى أنه بعد اندلاع حرب غزة في أواخر عام 2023، حوّل الحوثيون أنظارهم إلى المدن الإسرائيلية، وسفن إسرائيل المبحرة ومرورا بالساحل اليمني إلى البحر الأحمر، مما أدى إلى إعاقة التجارة عبر أحد أكثر الممرات المائية التجارية ازدحامًا في العالم. وردّت إدارة الرئيس السابق جو بايدن، إلى جانب المملكة المتحدة، بغارات جوية متقطعة خفّفت من هجمات الحوثيين لكنها لم توقفها. كما شنّت إسرائيل غاراتها الخاصة على اليمن أربع مرات على الأقل، بما في ذلك غارة على مطار صنعاء شهر كانون الأول الماضي.

تقول الصحيفة أن “الرئيس ترامب يأمل ألآن، في أول عمل عسكري كبير لإدارته الجديدة، أن ينجح حيث فشلت جميع الجهود الأخرى. وصرح مسؤولون أميركيون بأن ضربات يوم السبت (15 آذار 2025) كانت تهدف إلى إعادة فتح ممرات الشحن وتحذير داعمي الحوثيين الإيرانيين. ووصفوها بأنها بداية حملة متواصلة، كما يقول محللون إنها قد تستمر لأسابيع”.

يشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي ، بيت هيجسيث، قال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الأحد قائلاً: “حرية الملاحة أمر أساسي، إنها مصلحة وطنية جوهرية”. وأضاف: “في اللحظة التي يقول فيها الحوثيون: سنتوقف عن إطلاق النار على سفنكم، سنتوقف عن إطلاق النار على طائراتكم المسيرة، ستنتهي هذه الحملة. ولكن حتى ذلك الحين، ستستمر بلا هوادة”.

كما قال مستشار الأمن القومي مايك والتز، يوم الأحد على شبكة سي.إن.إن، إن الضربات كانت تستهدف قادة الحوثيين، الذين أعاد ترامب تصنّيفهم ترامب منظمة إرهابية في شهر كانون الثاني الماضي، بعد أن رفع سلفه بايدن اسمهم من قائمة الإرهاب. وقال والتز، دون أن يُسمّي الأهداف: “كان هذا ردًا ساحقًا استهدف بالفعل العديد من قادة الحوثيين وقضى عليهم”. وقالت وزارة الصحة التي يديرها الحوثيون إن 31 مدنيًا على الأقل قُتلوا وجُرح 101″.

ومكنت هجمات الحوثيين وردّهم المتحدي على الغارات الجوية الغربية الجماعة من إظهار التضامن مع الفلسطينيين، واكتساب شعبية كبيرة في العالم العربي، وتصوير أنفسهم كلاعب دولي، والتنافس المباشر مع بعض أقوى جيوش العالم.

وقال محمد الباشا، مؤسس شركة “باشا ريبورت” الاستشارية الأمنية للشرق الأوسط ومقرها الولايات المتحدة في تصريح للصحيفة: “إن فكرة شنّ هذه الموجة الهائلة من الغارات الجوية وأن الحوثيين سيكتفون بالاستلقاء على ظهورهم وتلقيها هي فكرة سخيفة”. “سيردون بشدة. ستكون حلقة مفرغة”.

وقال إن الغارات الجوية تُمثّل مستوى جديدًا من الشدة في الصراع. إلى جانب استئناف الهجمات ضد إسرائيل والسفن الإسرائيلية، قد يحاول الحوثيون أيضًا ضرب القواعد الأميركية في جيبوتي، المقابلة لليمن، وفي الإمارات العربية المتحدة، على بُعد حوالي 800 ميل. وحذّر من أنه إذا استمر الصراع، فمن المرجح أن يستأنف الحوثيون هجماتهم على المملكة العربية السعودية كشكل غير مباشر من أشكال الضغط على واشنطن.

ويجدر بالذكر أنه منذ 7 تشرين الأول 2023، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة، مما أدى إلى إغراق سفينتين ومقتل أربعة بحارة. وزعموا مؤخرًا إسقاط طائرة استطلاع أميركية مسيرة وإطلاق صاروخ على مقاتلة أميركية.

وقال متحدث باسم الجماعة إن عملياتها البحرية تستهدف إسرائيل لانتهاكها وقف إطلاق النار في غزة، وإن الهجمات الأميركية على اليمن ستؤدي إلى رد فعل. وكتب المتحدث محمد البخيتي على موقع X: “سنقابل التصعيد بالتصعيد، ومن يبدأه هو الأظلم”، واصفًا الصراع مع الولايات المتحدة بأنه معركة بين الخير والشر.

وينضم ترامب إلى سلسلة من الرؤساء الأميركيين منذ الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش الذين أمروا بشن غارات جوية في اليمن ضد الحوثيين، أو فرع القاعدة المحلي، أو كليهما. في العقد الماضي، عانت الدولة القديمة قدم التاريخ نفسه – التي تُعد بالفعل واحدة من أفقر دول العالم – من عشرات الآلاف من الضحايا والمجاعة والأمراض إلى جانب كون اليمن دولة فاشلة بسبب الحروب المتتابعة.

واستهدفت الغارات الجوية الأخيرة منصات إطلاق صواريخ حوثية كانت تُنقل نحو الساحل استعدادًا لهجمات جديدة على السفن، وفقًا لأشخاص اطلعوا على معلومات من إدارة ترامب بحسب الصحيفة.

وتدعي واشنطن أنها ركزت في ضرباتها على منازل قادة الحوثيين في صنعاء ومدينة صعدة، المعقل الجبلي للجماعة. ويقول محللون إن استهداف القادة، علما بأن التقارير من الأماكن التي وجهت إليها الضربات، تشير إلى أن معظم الضحايا هم من الأطفال والنساء ، إلى جانب المئات من المواشي ورعاتها، زاعمة أن إدارة بايدن السابقة، امتنعت عن ضرب القيادات في الغالب خوفًا من التصعيد، وأن الضربة ستقوض من قدرة الحوثيين على الرد بشكل أكبر. ولكنه أيضًا، أيضا ، بحسب الخبراء، يُخاطر (ترامب) بجعلهم (الحوثيين) أكثر صعوبة في التنبؤ بتصرفاتهم واحتمالات الهجوم، حيث أن من المرجح أن يُظهر الحوثيون مقاومة، مما يعني أن سياسة الردع الأميركية ، إن حققت نجاحا، ستستغرق وقتًا طويلا لإظهار فعاليتها، حيث أثبتت الحوثيون، باستمرار على قدرتهم على التكيف والتعافي.

وتدعي إدارة ترامب أن الغارات الأميركية جاءت في أعقاب تهديد من الحوثيين الأسبوع الماضي باستئناف الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد أن قطعت إسرائيل شحنات المساعدات إلى غزة.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *