بعد موسكو وطهران.. هل تستقبل الصين وفدًا من حركة حماس؟.. وفي المساحة السعودية: حرارة استقبال فقط في شهر رمضان و”انفراج” في ملف “السّجناء” لكن لا تطوّرات بعد و”استدارة الرياض” شملت السلطة والمُقاومة بمقدارٍ محسوب

 بعد موسكو وطهران.. هل تستقبل الصين وفدًا من حركة حماس؟.. وفي المساحة السعودية: حرارة استقبال فقط في شهر رمضان و”انفراج” في ملف “السّجناء” لكن لا تطوّرات بعد و”استدارة الرياض” شملت السلطة والمُقاومة بمقدارٍ محسوب

الإنتشار العربي :يُمكن القول بأن الاتجاه الايجابي نسبيا الذي ذهبت إليه العلاقات بين حركة حماس والمملكة العربية السعودية في شهر رمضان المبارك الماضي القريب لن تقف بعد عند حدود علاقة حقيقية بإستثناء حصول بعض الخطوات الافتتاحيه التي طالبت بها حركة حماس والمتعلقة ليس بعودتها كاطار تنظيمي الى الساحة السعودية.
ولكن المرتبطة بالافراج عن العشرات من ابناء الحركة و الفلسطينيين والاردنيين الذين سجنوا واتهموا خلال مرحلة الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب باعتبارهم يمثلون تنظيم غير مرخص في الساحة السعودية مع ان قناعة جميع الاطراف بان المملكة العربية السعودية سبق على الصعيد الاداري والمالي ان سمحت بنشاطات تخص بعض ابناء حركة حماس في الاراضي السعودية.
وبالتالي لا حدبث اصلا عن اهتمام الحركة بالتواجد في الساحة السعودية وان كان الأمر يتعلق بالقاء القبض على نحو 60 شخصا من الاردنيين والفلسطينيين ومن ابناء قطاع غزة قبل عدة سنوات بتهمة التعامل مع حركة حماس.
الانفراج الوحيد في هذا الملف كان باستقبال بعض قادة الحركة والسماح لهم بأداء العمرة في شهر رمضان ونهايته قبل عدة اسابيع.
واستقبل قادة الحركة هنا بحفاوة وتمت بعض الاتصالات بين مسؤولين بارزين تردد انهم في المستوى الامني السعودي وليس في المستوى السياسي وطريقة وصيغة الاستقبال من قبل حركة حماس وعددهم 5 قياديين على الاقل اظهرت وجود رغبة في فتح قناة اتصال عمليا خصوصا وان المعتمرين سئلوا عن احتياجاتهم باسم مكتب ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
وهنا برز ان الخطوة الاولى التي تعتبر اولوية هي الافراج عن السجناء والمحكومين وهي مسالة تم ترتيبها ولكن ببطء شديد.
وبعد ذلك لا يوجد لا أدلة ولا قرائن على ان الاتصالات يمكن ان تنفتح اكثر بين قادة الحركة والدوائر السعودية السياسية.
لكن ما حصل في شهر رمضان يؤسس الاإطباع لان العلاقة لم تعد متوترة وهذا بحد ذاته انجاز انعكس فعلا على الواقع بالافراج عن بعض السجناء الذين طالبت حركة حماس بالافراج عنهم ولكن ضمن ترتيبات قانونية بطيئة وبدون التشاور مع حكومة الاردن في هذا السياق.
ولا تبني الأطر القيادية في حركة حماس آمالا عريضة على انفتاح مع المملكة العربية السعودية لكنها تلاحظ بان الاستدارة الاقليمية في الحسابات الاستراتيجية السعودية التي حصلت مؤخرا خصوصا مع الجمهورية الايرانية والصين وروسيا من شانها ان تنعكس باجواء رطبة قليلا او اقل توترا في العلاقة مع حماس التي ترتبط بطبيعة الحال بالعلاقات ايجابية مع الجمهورية الايرانية.
كما سبق لموسكو ان استقبلت وفدا قياديا فيها وجاء حوار حول القضية الفلسطينية وفي الوقت نفسه يبدو ان حكومة الصين بطريقة الاستضافة وفد من حماس ايضا الامر الذي يعزز القناعة بان الحراك الدبلوماسي والسياسي لقادة حماس فتح افاقا جديدة لا بل ابتكر طريقة للتواصل مع ساحات مهمة في اي قرارات تتخذها الدول الكبرى في المنطقة والاقليم.
والأمل في ان ينعكس ذلك عمليا على علاقات أكثر ايجابية مع دول مثل المملكة العربية السعودية تحقق استدارة كاملة و تحاول تثبيت وانجاح تلك الاستدارة.
وهي استدارة لا يمكن ان تكتمل نتائجها برأي المراقبين السياسيين بدون إطلالة السعودية اكثر اهمية في المستقبل على القضية الفلسطينية.
وهو الامر الذي ألمح له الامير بن سلمان عند مستقبل بالتزامن مع وجود وفد حركة حماس القيادي في عمرة شهر رمضان السياسية الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعدا بان تستانف حكومة السعودية إرسال المساعدات التي كانت ترسلها و تم تجميدها للسلطة الفلسطينية مع التلميح الى ان المملكة بصدد العودة للاهتمام بالقضية الفلسطينية وستكون آخر دولة عربية معنية بالتطبيع مع الحكومة الاسرائيلية خارج سياق اقامة دولة فلسطينية والاعتماد على وثيقة المبادرة العربية التي تعتبر السعودية بمثابة الاب الروحي لها.
تلك تأكيدات تلقاها عباس من الجانب السعودي ومن رأس الهرم في الرياض و بالمقابل جرت اتصالات إستشارية مع مسؤولين في حركة حماس و هذه التطورات في انتباه السعودية للملف الفلسطيني ينظر لها على الاقل في اوساط المقاومة الفلسطينية باعتبارها بوصلة تحول ايجابية لتجاوز خلافات التي حصلت بالماضي وتأمين الافراج عن عشرات المسجونين.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *