برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاذ المخزون الغذائي في غزة

واشنطن – سعيد عريقات
أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP) يوم الجمعة أنه سلّم آخر امداداته المتبقية إلى المطابخ التي تُعدّ وجبات ساخنة، والتي من المتوقع أن تنفد تمامًا خلال أيام.
وحذرت الوكالة الأممية التابعة للأمم المتحدة من أنها قد تُضطر إلى وقف المساعدات الأساسية للأسر ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وأضافت: “وصل الوضع داخل قطاع غزة إلى نقطة الانهيار مرة أخرى: فالناس ينفدون من سبل التكيّف، والمكاسب الهشة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار القصير قد انهارت”.
وكانت المطابخ المصدر الوحيد المستمر للمساعدات الغذائية في غزة لأسابيع، مُمثلةً شريان حياة بالغ الأهمية، على الرغم من أنها لم تصل إلا إلى نصف السكان بربع احتياجاتهم الغذائية اليومية.
كما دعم برنامج الأغذية العالمي 25 مخبزًا أغلقت جميعها بالكامل في 31 آذار بسبب نفاد دقيق القمح ووقود الطهي. علاوة على ذلك، نفدت الطرود الغذائية الموزعة على الأسر – والتي تحتوي على حصص تكفي لأسبوعين – في نفس الأسبوع.
ولم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة لأكثر من سبعة أسابيع، حيث لا تزال جميع المعابر الحدودية الرئيسية مغلقة.
وقد ناشدت وكالات الأمم المتحدة وكبار المسؤولين، بمن فيهم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، مرارًا وتكرارًا توفير وصول المساعدات الإنسانية.
وصرح برنامج الأغذية العالمي بأن الإغلاق هو الأطول الذي تواجهه غزة، وهو يُفاقم من تدهور الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلًا.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1400% مقارنةً بفترة وقف إطلاق النار في وقت سابق من العام، في حين أن السلع الغذائية الأساسية شحيحة.
ويُثير هذا الأمر قلقًا بالغًا بشأن سوء التغذية – وخاصةً لدى الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن وغيرهم من الفئات الضعيفة.
وفي الوقت نفسه، فإن أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية – وهي كمية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر – جاهزة ومُنتظرة لإدخالها إلى غزة من قِبل برنامج الأغذية العالمي وشركائه بمجرد إعادة فتح الحدود.
وصرحت الوكالة: “يحث برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة فورًا والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
يشار إلى أنه منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار يوم 18 آذار الماضي، وتحديدا خلال الأسبوع الماضي، تصاعدت الهجمات الوحشية الإسرائيلية على الفلسطينيين، مما أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين وزاد من خطر التدمير التام لما تبقى من بنية تحتية محدودة.
وقد ازدادت الظروف المعيشية المأساوية للمدنيين سوءا بسبب أوامر النزوح والحصار الإسرائيلي الكامل المتجدد على قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى وقف تدفق المساعدات الحيوية والضرورية التي يحتاجها المدنيون بشدة.