انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات النووية الإيرانية الأميركية دون اتفاق، ولكن بتقدم بسيط

 انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات النووية الإيرانية الأميركية دون اتفاق، ولكن بتقدم بسيط

واشنطن – سعيد عريقات

انتهت الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم داخل البلاد في العاصمة الإيطالية روما دون اتفاق، ولكن على ما يبدو دون الانهيار المُخشى.

وصرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في وقت متأخر من يوم الجمعة: “آمل أن نتمكن خلال الاجتماع أو الاجتماعين القادمين من التوصل إلى حلول تُمكِّن المفاوضات من التقدم. مع حلول عُمان لإزالة العقبات، هناك إمكانية لإحراز تقدم، لكن المفاوضات مُعقَّدة للغاية بحيث لا يُمكن حلّها في اجتماع أو اجتماعين”.

وصرح مسؤول أميركي بأن الجانبين اتفقا على معاودة الاجتماع قريبًا.

وأضاف المسؤول: “لا تزال المحادثات بنّاءة، وقد أحرزنا مزيدًا من التقدم، ولكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به. اتفق الجانبان على الاجتماع مرة أخرى في المستقبل القريب. ونحن ممتنون لشركائنا العُمانيين على تسهيلهم المستمر”.

وصرحت وزارة الخارجية العمانية في بيان لها: “نأمل في توضيح المسائل المتبقية في الأيام المقبلة بما يسمح لنا بالمضي قدمًا نحو هدف مشترك يتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام ومشرف”.

وتُعقد المحادثات على خلفية تهديدات إسرائيلية متكررة بضرب المواقع النووية الإيرانية. ولطالما خشيت إسرائيل من أن تكون إيران تستعد لصنع قنبلة نووية، وليست، كما تزعم، تسعى إلى برنامج نووي مدني.

وأبلغت دول الخليج (التي زارها) دونالد ترمب بأنها لا تريد صراعًا آخرأ في الشرق الأوسط قد يشعله أي محاولة إسرائيلية لقصف إيران، وأبدى الرئيس الأميركي استعدادًا مفاجئًا للتوصل إلى اتفاق مع طهران.

وكانت الولايات المتحدة قد صرحت قبل بدء الجولة الأخيرة ، إن منع إيران من القيام بأي تخصيب محلي يُعدّ خطًا أحمر، بينما أصرت إيران على أنه بصفتها عضوًا في معاهدة حظر الانتشار النووي، لا يمكن عزلها بمنعها من مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم محليًا.

وعرضت وضع قيود صارمة على حجم مخزونها ونقاء اليورانيوم. ودفعت حدة الخلافات العلنية بين الجانبين بشأن التخصيب المراقبين إلى الخوف من أن تؤدي هذه الجولة الخامسة من المحادثات إلى انهيار ذي عواقب لا يمكن التنبؤ بها على الشرق الأوسط.

ومع أن عُمان لم تحدد موعدًا فوريًا للمحادثات القادمة، بدا أن هناك إجماعًا على عقد جولة أخرى. وصرح وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، في تغريدة على منصة  “X” بأنه تم إحراز “بعض التقدم، ولكنه ليس حاسمًا”.

وقد اقترحت دول مثل الإمارات العربية المتحدة، التي لديها برنامج نووي صغير يعتمد على اليورانيوم المستورد، أن تحذو إيران حذوها باستيراد اليورانيوم المطلوب، لكن إيران تعتبر موقفها مختلفًا نظرًا لتضحياتها الكبيرة في شكل عقوبات اقتصادية أميركية لمواصلة ما تصفه ببرنامج نووي مدني سلمي. وتعتقد إيران أن لها حقًا سياديًا في تخصيب اليورانيوم، وتشير إلى أن إسرائيل تمتلك سلاحًا نوويًا غير مُعلن لا تطالبها الولايات المتحدة بالتخلي عنه. اقترح بعض الوسطاء كبديل أن تُوقف إيران التخصيب لفترة محددة، أو أن تُشكّل، بالإضافة إلى التخصيب المحلي، اتحادًا نوويًا مدنيًا مع المملكة العربية السعودية، مما يُوفر طمأنينة ومعرفة إضافية بطبيعة برنامجها المحلي.

ولأسباب غير واضحة حتى الآن، غادر ستيف ويتكوف، كبير المفاوضين الأميركيين، الاجتماع مبكرًا، ولم تُصدر الولايات المتحدة، على عكس إيران، أي بيان فوري بشأن المحادثات. وكان ويتكوف قد التقى قبل الاجتماع مسؤولين إسرائيليين، بمن فيهم رئيس الموساد، ديفيد بارنيا، كما فعل في سياق جلسات التفاوض السابقة مع إيران.

Al Enteshar Newspaper

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *