المنارة

 المنارة

عقيل هنانو

في الأعلام الاميركي هذا الصباح وعلى محطة MSNBC الاميركية وفي فقرة مخصصة استقبل مدير البرنامج الصباحي كلاً من رئيس منظمة صهيونية وسفير الامارات العبرية المتحدة في واشنطن ليعلنوا عن تأسيس منظمة جديدة بإسم -المنارة-…

المنظمة الجديدة التي تم الإعلان عنها صباح الامس من واشنطن، واطلقوا عليها اسم المنارة… والتي اعلن عنها بحضور سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن ورئيس منظمة صهيونية تدعى ADL (Anti-Defamation League)، تعمل هذه المنظمة ADL في الداخل الاميركي على محاربة (معاداة السامية)…

تحدث سفير الإمارات عن أهداف المنظمة الجديدة -المنارة- والتي اعلن إن مقرها الأساسي سيكون في ابو ظبي هو محاربة معاداة السامية في العالم العربي والاسلامي عن طريق العمل على تثقيف الاجيال الصاعدة عما قدمه اليهود للبشرية من حضارة وعلم وثقافة انسانية في محاولة لتغير صورة العداء العربي/الأسلامي لليهود وتأسيس أجيال تسعى للسلام والتعايش السلمي مع اليهود عوضاً عن الحروب والصراعات…

ثم تحدث رئيس منظمة ADL فقال انه ومنذ فترة ليست بالقصيرة كانت منظمته تقوم بالتعاون مع دولة الامارات بشكل غير علني على دفع التقارب بين الشعوب من خلال التواصل والتشاور المستمر مبيناً الى انهم يعملون على تغير المناهج التعليمية والدينية في العالم العربي لتغير الصورة النمطية لليهود وقد نجحوا في ادخال تغيرات كبيرة مؤثرة في المنهاج الدراسي الابتدائي لكل من دولة الامارات والبحرين ومؤخراً مصر ولاحقاً ستكون المغرب، منوهاً بالجهد الكبير الذي لعبته القيادة الاماراتية في دفع مصر الى تغير مناهجها التعليمية في ذلك الخصوص…

وتوسع الطرفان في شرح ان نشاطات -المنارة- التي لن تقتصر على العلاقة اليهودية العربيه/الأسلامية بل ستتعداها بعد فترة الى مواضيع اجتماعية مهمة، وفصل رئيس ADL انها -المنارة- وبعد ان تنتهي من التعريف عن مهامها واهدافها للعالم العربي ستكون حقوق المراءة والمثلية وحقوق الطفل من المواضيع التي توليها -المنارة- اولوية كونها مواضيع لا تنفصل عن حقوق الانسان الدولية التي تتبناها منظمة ADL في اميركا وستتبناها من خلال مساهمتها في منظمة -المنارة- 

ثم اعلن الطرفان عن احتفال قريب لإفتتاح مركز -المنارة- في ابو ظبي بحضور قيادات عربية غربية (اسرائلية)…

وبذلك تنتهي حاجة الصهيوني لإحتلال عسكري وحروب هجومية أو دفاعية، فحين تسيطر على العقل والفكر والاجيال الصاعدة يكون الصهيوني قد استلم قيادة العالم العربي وثرواته وخيرات البلاد وطوع الشعوب، فهل يتصدى مثقفينا وكتابنا وجمهور عربي منتمي لهذه المنظمات المسمومة التي بدأت بالظهور بيننا منذ بداية الربيع العبري من خلال منظمات NGO والتطبيع العلني لعبيد الغرب الصهيوني من حكام وزعامات عربية أعرابية لم تملك الانتماء ولا الشرف ولا الأخلاق… 

الصراع العربي الصهيوني ليس مسؤولية الحكومات والقيادات والمقاومة فقط، بل هي مسؤولية شعبية تقوم بفضح هذه المحاولات أقلها شعبياً وجماهرياً من خلال الحديث عنها وكشف اهدافها كلاً في دائرته الضيقة العائلية والاجتماعيه والمهنية…وذلك اضعف الإيمان،…أقرأ وتنور وتوسع في الفهم وربط الاحداث وما يجري في عالمنا العربي كله فلم يعد هناك فصل فيما يحدث في المغرب عما يحدث في الامارات ومصر وووو…وتأثيره على بقية الدول والعالم العربي فالهجوم مكثف ومتعدد الاساليب وذلك يتطلب منا جميعاً وعياً ونظرة تتجاوز اقليمية وقطرية التواجد فالمستهدف هو غدنا القادم واجياله الصاعدة، وليس يومنا هذا وحاضر مأساوي اشعلوه بحروب وفتن وتقسيم وتهجير وتشرذم. 

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *