المؤتمر الشعبي الفلسطيني … شعبنا ليس بحاجة لإحباطات أخرى،

د. عصام حجاوي

بعد اكثر من عام من من انطلاق فكرة عقد مؤتمر شعبي كاطار ضاغط لانتخاب مجلس وطني فلسطيني ومن ثم قيام ذلك المجلس بانتخاب لجنه تنفيذيه ومجلس مركزي وتحديد السياسات الوطنيه الفلسطينيه تم عقد ذلك المؤتمر بالامس الخامس من تشرين ثاني ٢٠٢٢  

لقد تم طرح وثيقة سياسيه للمؤتمر اطلعت عليها قبل عدة اشهر عنوانها – نحو مؤتمر شعبي فلسطيني موحد لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينيه على اسس ديمقراطيه – وقد تم اعتماد تلك الوثيقه من قبل مؤتمر الامس ٠ الغريب والمستهجن في الموضوع ان تلك الوثيقه والتي قمت بنقاش ملاحظاتي عليها كتابة مع منسق اللجنه التحضيريه للمؤتمر الاستاذ عمر عساف قبل اشهر حيث اكد لي ان تلك الوثيقه هي عباره عن محصلة توافق بين اعضاء اللجنه التحضيريه وان للمؤتمر حق التعديل بها ٠ لقد كان ذلك الحوار على خلفية ندوة عقدت من خلال شبكة التواصل الاجتماعي شارك بها كامل حواش رئيس اللجنه التحضيريه للمؤتمر والذي كان لسان حاله في مداخلته وبشكل غير لائق ان تلك الوثيقه غير قابله للنقاش وعليه فمن يريد الحضور على اساسها والا مع السلامه وكأن فلسطين فصلت على مقاسه !!! وتلك الندوه هي التي كانت وراء منشور على صفحتي في حينه تطرقت بها لمداخلة حواش ٠

اولا : في الديمقراطيه وممارستها : لا تنهى عن خلق وتأتي مثله ٠٠عار عليك اذا فعلت عظيم ٠

بالتاكيد ان للقائمين على فكرة المؤتمر كل الحق بتنفيذ فكرتهم من جهة تشكيل لجنة تحضيريه او اعداد وثيقة سياسيه للمؤتمر ولكن بالتاكيد ايضا انه ليس لهم الحق بفرض مخرجات المؤتمر سواء باعتماد الوثيقه السياسيه كما هي او لجهة فرض ما سمي بهيئة التوجيه الوطني من ٩١ اسما ولجنة اخرى للمتابعه لمؤتمر سمي زورا وبهتانا ب- مؤتمر شعبي – لم يتجاوز عدد المشاركين به العشرات رغم ادعاء المنظمين في اللحظات الاخيره للمؤتمر ان من شارك به يقدر ب خمسمائة والف ٠٠٠ والله عيب !

فاذا كان جوهر المؤتمر هو التصدي لدكتاتورية القائمين على م٠ت٠ف هي المعضلة التي استوجبت عقد المؤتمر فكان من الاحرى ان يقوم المشرفون على المؤتمر بممارسة الحد الادنى من الديمقراطيه ؟؟؟؟

اليس من الف باء الديمقراطيه ان تنتهي صلاحيات اللجنه التحضيريه ببدا اعمال المؤتمر وعند انتخاب ٠٠ نعم انتخاب هيئة رئاسه للمؤتمر تقوم بتسيير اعماله وفق جدوا اعمال يقرر ويوافق عليه من المؤتمرين ؟؟؟ اليس من الف باء الديمقراطيه ان يتم انتخاب كافة المؤسسات التي يرتئي المؤتمر تشكيلها ؟؟؟؟

اليس من المعيب ديمقراطيا ان تكون مداخلات المؤتمر محصوره تقريبا باعضاء اللجنه التحضيريه على كثرتهم ؟؟؟؟ اليس من المخجل ان يدعى المشاركون من خارج نطاق اللجنه التحضيريه بالالتزام بدقيقه واحده فقط ثم تكرموا بتمديدها لدقيقتين بعد ان صال وجال اعضاء اللجنه التحضيريه على مدار ٦ ساعات بتكرار ممل وبغيض لنفس الكلمات ؟؟؟

ثانيا : في شخوص اللجنه التحضيريه ٠٠٠ قطعا الموضوع ليس شخصيا ٠

يسر لي ان اتعرف شخصيا على كثير من اعضاء اللجنة التحضيريه فمنهم من اعتبره صديقا شخصيا جمعنا بهم الهم والفعاليات الوطنيه والبعض الاخر مطل على تاريخه وان لم نلتقي شخصيا ٠ فيا اصدقائي ممن اعرفهم أغلبيتهم وانا منكم قد استنفذنا مشروعية قيادة العمل الوطني وكلنا تجاوز ال الستينيات والسبعينيات بل والثمانينيات من عمرنا ٠٠٠ فاليس من الحري بنا ان ننسحب باحترام وكرامه لتاريخنا وان لا نزاحم الواقع الذي بدأت تفرضه طلائع القيادات الشابه لشعبنا في جنين ونابلس والشتات ؟؟؟ فاذا لا بد من استمرار دوركم الوطني فليكن من خلال مساهمتكم بتعبيد الطريق لتلك القيادة الشابه وان كانت ليست بحاجه لكم اصلا وانما احتراما لماضيك ليس الا فتلتك الطلائع ومن خلال دمائها ستنتزع قيادة العمل الوطني وبجداره بعد ان فشل جيلنا بمهماته ومنها فرض الديمقراطيه في مؤسسات العمل الوطني ٠٠٠ هذا هو دوركم فلا تستعجلوا بهدلتكم في سنين اعماركم المتبقيه فل تعطوا العجين لخبازه احتراما لانفسكم على الاقل ان لم يكن احتراما لدماء من يخطون المرحلة الجديدة المشرفه من تارخ قضيتنا الوطنيه ٠

وفي نفس السياق وهنا اوجه حديثي لبعض من ينتمون لبعض الفصائل التي تم استهلاكها في مزاد العمل الوطني الذين شاركوا في اللجنة التحضيريه وكلمات المؤتمر ٠ الا تخجلون من انفسكم عندما تشدقتم بالحديث عن تحرير يافا وعكا وكل برنامجكم المعلن سقفه دولة مسخ في المغتصب من وطننا عام ٦٧ ؟؟؟ وتتبجحوا لحد اللحظه بان عبقريتكم هي من تفتقت عن البرنامج المرحلي !!! الم يكن من بينكم من كان ولا يزال لا يؤمن بالكفاح المسلح كاحدى الوسائل النضاليه المشروعه في مواجهة الكيان ؟؟؟ الم تشاركوا في مؤسسات م٠ت٠ف وسلطة اوسلوا وتشاركون حتى اللحظه ؟؟ الم تشاركوا ولا زلتم باللجنه التنفيذيه القائمه حاليا ل م٠ت٠ف والتي ترون الان كما هو منوط بهذا المؤتمر بانها ليست ديمقراطيه ؟؟؟ الم تشاركوا ولا تزالون باعمال المجلس المركزي المعين من سلطة اوسلو ؟؟؟ فعلا اللي استحوا ماتوا !!!!

اما لاعضاء اللجنة التحضيريه من شعبنا في المغتصب في العام ١٩٤٨ فان من المخجل انكم قبل ايام فقط شاركتم في انتخابات كنيست الكيان الصهيوني رغم الحوار المزمن معكم حول ذلك ؟؟؟ كيف يستوي موقفكم اللفظي من اعتبار انفسكم جزاء من الشعب الفلسطيني بوحدة ارضه وقضيته وانتم تعطون شرعية للكيان من خلال مشاركتكم بانتخاب كنيسته ؟؟؟

ثالثا : في البيان السياسي المتناقض للمؤتمر

كنت قد اشرت للبيان الذي قيل لي انه سيكون خاضع للنقاش في المؤتمر وان المؤتمر سيد نفسه ! ليتم تبني البيان السياسي بحذافيره بما يحمل من تناقضات مميته رغم الجمل الثوريه الرنانه التي ادلى بها اعضاء اللجنه التحضيريه في كلماتهم والتي جائت كلها متناقضه مع تلك الوثيقه ٠ وكمثال على ذلك التناقض اورد فقط ما نصت عليه النقطه رقم ٤ من البيان السياسي والتي تنص حرفيا على ما يلي ( يشكل اعضاء المجلس الوطني المنتخبون في الضفه وغزه مجلسا يتولى مهمة الرقابه والتشريع في المنطقتين بعد تغيير وظائف السلطه لتغدو خادمة للمشروع الوطني ونقل الوظيفه السياسيه للمنظمة وتنبثق عنه هيئه لادارة شؤونهم اليوميه وتقديم الخدمات اللازمه لحياة المواطنين وامنهم خارج اطر اوسلو ودون اشتراطات موافقة الاحتلال ) ٠ ان من الف باء الديمقراطيه التشريعيه ان يقوم اي برلمان منتخب بشكل ديمقراطي بمهمة التشريع والرقابه بجميع اعضائه فلماذا حصر تلك المهمه باعضاء المجلس المنتخب فقط من تلك المناطق في المحتل من اراضي ١٩٦٧ كمجلس من حيث المبدأ؟؟؟ ان ذلك المجلس لا يعدو ان يكون مسمى اخر للمجلس التشريعي القائم والذي انشاته سلطة اوسلو الذين يدعون انها اسباب البلاء لشعبنا ٠ اي ان المحصله لا تعدو عن كونها استبدال المسميات ٠ ولكن الطامة الكبرى ليست هنا وانما تكمن في وهم امكانية تغيير وظائف السلطه – اي سلطة اوسلو لتغدو خادمة للمشروع الوطني – !!!!! اي وهم واي صبيانية هذه بربكم ؟؟ كيف ستغيرون وظائف سلطة اوسلو ؟؟؟ فهل سيتم تغييرها برغبة ذاتيه مفصوله عن الواقع في عالم الفانتازيا الذي تعيشونه ؟؟ بحيث انه وبمجرد رغبتكم ستسلم لكم سلطة اوسلو مفاتيحها ؟؟ وكذا الحال بما يتعلق بالكيان فهو ايضا سيشد على اياديكم بهذا المشروع وكليهما – السلطه والكيان سيقدمون لكم مؤسسات اوسلو على طبق من ذهب !!!! كل ذلك بوهم ان تصبح سلطة اوسلو – خادمة للمشروع الوطني – !!! يا سلام ! وكأن اوسلو مجرد مشروع حبر على ورق ومؤسسة تعيش خارج سياق واقع الفساد الوطني والوظيفي والتنسيق الامني المتصله بجورها ٠ لا اعرف ان مهزلة هذا الوهم لا تقف عند هذا الحد ليذهب بنا القائمين على المؤتمر بنية تشكيل -هيئه لادارة شؤونهم اليوميه – ! ان ما يخطر ببالي في هذا السياق مبدئيا هو هيئة روابط قرى ومدن على غرار روابط مصطفى دودين وصالحه التي قبرها شعبنا في مهدها ولكن للانصاف تستطرد الوثيقه السياسيه بان ذلك المجلس ستناط به مهمة – ادارة شؤونهم اليوميه وتقديم الخدمات اللازمه لحياة المواطنين وامنهم خارج اطر اوسلو ودون اشتراطات موافقة الاحتلال – يا سلام !!!! مرة واحده ولخبطة معلم يريدون تولي مهام – امن المواطنين – ! ولكن كيف سيكون ذلك ؟ هل تنوون مثلا اعادة تشكيل كتائب فهد اسود ونسر احمر من جديد ؟ ام سيكلفون عرين الاسود وكتائب جنين وبلاطه بذلك ؟؟؟ وخاصة انكم تشترطون عدم – موافقة الاحتلال – على ذلك فعليه فان الاجهزه المسلحه التي لا تستوجب موافقة الاحتلال لا بد ان تكون اجهزه سريه ٠ ان ما ورد في النقطه ٤ سالفة الذكر يفضح رقم التفكير والتناقض في مشروع القائمين على المؤتمر والذي كنت ارى فيه قبل انعقاده ليس الا اضافة تجربة محبطه جديده شعبنا بغنى عنها وخاصة في ظروف حالة النهوض النوعي التي تشهدها فلسطين التاريخيه حيث تتعمق وتجدد انتمائية شعبنا في المغتصب عام ٤٨ لوطنيته والتي تم التعبير عنها بمقاطعة اغلبية شعبنا هناك لانتخابات الكيان رغم كل سياسات سلخهم عن هويتهم وانتمائهم على مدار ٧٤ عاما من السياسات الصهيونيه الممنهج وكذلك الحال في مناطق سلطتي رام الله وغزه – لا وطنية الاولى بحكم وظيفتها الاولويه ولا وطنية حماس بحكم ايديولوجيتها الاخوانية وهكذا يكون مشروع القائمين على مؤتمر الامس ليس سوى محاولة بائسه لايجاد موقع قدم لهم ما بين مشروعي السلطتين في رام الله وغزه رغم كل منمقات الجمل الثوريه التي اتشح بها خطابهم ٠

لن امضي في نقاش تفصيلي لبقية ما احتوته وثيقتهم السياسيه والتي بمجملها تؤكد ما جاء في النقطه رقم ٤ سالفة الذكر وان كنت قد اقترحت على المؤتمرين ان يستبدلوا الوثيقه السياسيه تلك باعتماد كلمة كل من الاستاذ عمر عساف والدكتوره ناريمان لما جاء فيهما من تناقض كلي مع محتوى الوثيقه الا ان ذلك كما بقية مداخلات من سمح لهم بالحديث من خارج اللجنة التحضيريه ذهبت في مهب الريح ٠

واخيرا فانني وبكل تواضع ارى ان مهمة الوطنيين الفلسطينيين الملحه في المرحلة الراهنه هي العمل على دعم القيادة الشابه والتي بدأت بالتبلور وترسم خارطة الصراع مع الكيان بدمها كاولية قصوى في هذه المرحله وليس انتخاب مجلس وطني واعادة تشكيل م٠ت٠ف رغم اهمية تلك المهمه المزمنه ٠ ان اعادة بناء م٠ت٠ف لن تتحقق من خلال هكذا مؤتمرات وجهود مهدوره في غير مكانها الصحيح وانما سيتم فرضها من خلال تطوير مسيرة العمل الوطني الفلسطيني المقاوم بكل اشكاله وفي كل الساحات وليس من خلال تشكيل – كتلة جماهيريه ضاغطه – لم تتجاوز جماهيرها بضع عشرات ممن استنفذوا تاريخهم وفعلهم النضالي فشعبنا قد مل من المؤتمرات والمؤتمرين وها هو يوسس لمرحلة نضالية نوعيه يكون مقياس وطنية وانتماء كل منا بمقدار دعمها بما ملكت ايمانه وفي موقعه .هذا هو الطريق وغير ذلك فهو كزبد البحر

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *