الصين وأوكرانيا… أول محادثة هاتفية بين “شي” و”زيلينسكي” منذ الحرب الروسية على أوكرانيا.. وبيكين سترسل وفدا إلى كييف للبحث عن “تسوية سياسية” للنزاع.. وموسكو تتهم كييف بـ”تقويض مبادرات السلام”

 الصين وأوكرانيا… أول محادثة هاتفية بين “شي” و”زيلينسكي” منذ الحرب الروسية على أوكرانيا.. وبيكين سترسل وفدا إلى كييف للبحث عن “تسوية سياسية” للنزاع.. وموسكو تتهم كييف بـ”تقويض مبادرات السلام”

الإنتشار العربي :أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقوف بكين الدائم في صف “السلام” وحضّه على اعتماد “التفاوض” سبيلا لحل النزاع، وذلك في اتصال بينهما الأربعاء هو الأول منذ بدء الغزو الروسي مطلع العام الماضي.
والتزمت الصين بشكل عام موقفا محايدا في الحرب منذ اندلاعها في شباط/فبراير 2022، الا أن علاقتها بروسيا شهدت تقاربا في الأشهر الماضية، ما أثار خشية الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا من أن تقدّم بكين دعما عسكريا لموسكو.
وخلال زيارة الى روسيا في آذار/مارس لقيت انتقادات غربية واسعة النطاق، شدد شي على أن الصين تدعم “تسوية سلمية” للنزاع في أوكرانيا، على رغم أن بلاده ما زالت تمتنع عن إدانة غزو روسيا لأراضي جارتها الغربية.
وأبلغ شي زيلينسكي الأربعاء إنه “فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، لطالما وقفت الصين إلى جانب السلام وموقفها الأساسي هو تعزيز محادثات السلام”، وفق قناة “سي سي تي في” الصينية الرسمية.
واعتبر شي جينبينغ أن “الحوار والتفاوض” هما “المخرج الوحيد” للنزاع الذي دخل عامه الثاني، مشددا على أن بلاده لا تبحث عن تحقيق “مكاسب” في هذه “الأزمة” التي تعدّ من الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من جهته، دعا زيلينسكي إلى “دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية”.
ورحبت واشنطن، أكبر الداعمين لكييف في الحرب الروسية، بالاتصال بين الرئيسين، وإن حاذرت في البناء عليه.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “نرحب بالأنباء عن اتصال بين الرئيسين شي وزيلينكسي. نعتقد أن هذا الأمر جيد”.
وأضاف “لا أعتقد أننا نعرف حتى الآن ما اذا كان ذلك سيؤدي الى نوع من تحرك سلام ذي مغزى أو خطة أو مقترح”.
ورحب الاتحاد الأوروبي في بيان بمحادثات شي وزيلينسكي وب”فتح قنوات الاتصال” بين البلدين.
كذلك أعربت فرنسا عن ترحيبها بالاتصال.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية طلب عدم ذكر اسمه، إن باريس “تشجّع كل حوار” يمكن أن “يساهم في حل النزاع”، بشرط أن يكون “متماشيا مع المصالح الأساسية لكييف” والقانون الدولي.
وفي أعقاب الاتصال الصيني الأوكراني العالي المستوى، اتهمت موسكو كييف ب”تقويض مبادرات السلام” ورفض الحوار.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “السلطات الأوكرانية وداعميها الغربيين أظهروا قدرتهم على تقويض مبادرات السلام”، مؤكدة أنها “أحيطت علما” برغبة الصين في “السعي لإقامة عملية تفاوض” بين روسيا وأوكرانيا.
وانتقدت الخارجية الروسية كييف “لرفضها أي مبادرة معقولة تهدف إلى تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة”.
– تعزيز العلاقات –
وشدد شي جينبينغ على أن الصين “لن تقوم بمراقبة النيران من الجانب الآخر ولن تقوم بصب الزيت على النار أو حتى الاستفادة من الأزمة لتحقيق مكاسب”.
ولم ترشح تفاصيل كثيرة عن مضمون الاتصال، لكن زيلينكسي أكد أنه أجرى “محادثة هاتفية طويلة ومهمة مع الرئيس الصيني”، مشيرًا إلى أنه دعا إلى “دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية” بين كييف وبكين.
وأكد المتحدث باسم زيلينسكي سيرغي نيكيفوروف أن الرئيسين أجريا “محادثة هاتفية استمرت لساعة تقريبا”.
وأوضحت الخارجية الصينية أن الاتصال تمّ بمبادرة من أوكرانيا، وهو الأول بين الرئيسين منذ تموز/يوليو 2021، علما بأن شي جينبينغ تعرض لانتقادات أوكرانية وغربية متكررة على خلفية عدم تواصله مع زيلينسكي منذ بدء الحرب، على عكس ما يفعل مع بوتين.
وبعد الاتصال، أعلن زيلينسكي تعيين وزير سابق سفيرا لدى الصين، بحسب مرسوم صادر عن الرئاسة، وكان هذا المنصب شاغراً منذ شباط/فبراير 2021.
وكتب على تويتر “اعتبر أن هذا الاتصال بالإضافة إلى تعيين سفير أوكرانيا لدى الصين، سيعطي دفعة لتطوير علاقاتنا الثنائية”. وأكد مسؤول في الرئاسة صحة التغريدات عبر حساب زيلينسكي.
وأعلنت الصين أيضا أنها سترسل “ممثلاً خاصاً عن الحكومة الصينية، مسؤولاً عن الشؤون الأوروبية الآسيوية، إلى أوكرانيا ودول أخرى لإجراء محادثات معمقة مع جميع الأطراف من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية”.
– تحذير من النووي –
وبحسب ما أوردت قناة “سي سي تي في”، كرر شي جينبينغ خلال الاتصال موقف بلاده الرافض لاستخدام السلاح النووي.
وقال “عند مقاربة المسألة النووية، على كل الأطراف المعنية أن تبقى هادئة ومعتدلة، التركيز فعلا على مستقبلها ومصيرها، إضافة الى مصير البشرية جمعاء، وإدارة الأزمة وضبطها معا”.
وعززت موسكو وبكين تعاونهما خلال السنوات الماضية بدفع من رغبتهما في مواجهة الهيمنة الأميركية في العالم. ونمت شراكتهما بشكل أوثق منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وطرحت الصين في شباط/فبراير خطة من 12 بندا لحل النزاع في أوكرانيا، أكدت احترام سيادة كل بلد، لكنها امتنعت عن توجيه أي انتقاد لموسكو.
وفي الوثيقة، قالت الخارجية الصينية إنّ “على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في الاتّجاه نفسه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن”.
كذلك، دعت الوثيقة البلدين إلى تجنب أيّ هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية. وقالت “ينبغي على أطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنّب مهاجمة مدنيين أو منشآت مدنية”.
ولقيت الوثيقة تشكيكا من حلفاء أوكرانيا الغربيين. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنها “لا تملك مصداقية كبيرة لأنهم لم يكونوا قادرين على إدانة” الغزو.
وخلال زيارة الرئيس الصيني موسكو في آذار/مارس، أشاد بوتين وشي بـ”الحقبة الجديدة” في علاقات البلدين وناقشا مقترحات بكين لإنهاء حرب أوكرانيا.

وأتى الاتصال بين شي وزيلينسكي بعد يومين من تأكيد الصين أنها تعتبر كل الجمهوريات المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي السابق، ومنها أوكرانيا، “دولًا ذات سيادة”، بعدما أثار كلام لسفيرها في باريس شكك فيه بسيادة هذه البلدان تنديدًا واسعًا في أوروبا.
من جهتها، اتهمت روسيا الأربعاء أوكرانيا بـ “تقويض مبادرات السلام” برفضها الحوار مع موسكو، بعد المحادثة الهاتفية الأولى بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الصيني شي جينبينغ حليف الكرملين، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “السلطات الأوكرانية وداعميها الغربيين أظهروا قدرتهم على تقويض مبادرات السلام”.
وأكدت موسكو أيضا أنها “أحيطت علما” برغبة الصين في “السعي لإقامة عملية تفاوض” بين روسيا وأوكرانيا، ولكنها انتقدت كييف “لرفضها أي مبادرة معقولة تهدف إلى تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة”.
واعتبرت الوزارة الروسية أن أوكرانيا تقدّمت بـ”طلبات متنوعة غير واقعية عن قصد” و”رفضت فجأة” خطط اتفاقات سلام في ربيع 2022، في أعقاب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
في المقابل، اتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي روسيا مرارًا بوضع “عقبات”. وقال إنه لن يتفاوض مع فلاديمير بوتين، مشدّداً على استعادة جميع الأراضي التي احتلها الجيش الروسي، وبينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
وقالت الوزارة الروسية “أي دعوة للسلام سيكون من الصعب أن تراها بشكل مناسب دمى تحرّكها واشنطن”.
وأعلن زيلينسكي الأربعاء أنه أجرى محادثة “طويلة وهامة” مع شي جينبينغ، حليف موسكو، الذي رغب بإجراء محادثة معه منذ شهور.
وتقول الصين رسمياً إنها محايدة في النزاع، لكن شي جينبينغ لم يدن الغزو الروسي، وأظهر دعمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *