الرئيس التونسي: الانتخابات جزء من خارطة الطريق لإنهاء الفوضى والفساد
الإنتشار العربي :الرئيس التونسي يصف الانتخابات التشريعية في البلاد بأنها “تاريخية” بامتياز، ويؤكّد أنّ تونس ستصنع تاريخاً جديداً لها ولشعبها في مختلف المجالات.
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أنّ “الانتخابات البرلمانية التونسية فرصة لقطع الطريق على الذين نهبوا البلاد ونصّبوا أنفسهم أوصياء عليها”.
يأتي هذا في وقتٍ توجه فيه التونسيون إلى مراكز الاقتراع، من أجل انتخاب أعضاء جدد لمجلس نواب الشعب، في انتخابات تشريعية هي الأولى منذ إقرار الدستور الجديد للبلاد، الذي أعلنه الرئيس قيس سعيّد في شهر تموز/يوليو الماضي.
ودعا الرئيس التونسي إلى “الانتباه ممن يشترون الذمم الذين لا يعتبرون المواطن سوى ورقة اقتراع”، قائلاً إنّ “هذه الانتخابات جزء من خارطة طريق لإنهاء الفوضى والفساد اللذين ابتليت بهما تونس في ظل النظام السابق”.
وأضاف: “تم احترام يوم الانتخابات برغم كل الأقنعة التي لبسها البعض وقدم نفسه على أنه ضمن مسار التصحيح، وأدعو الشعب إلى الاحتكام إلى ضميره”.
ووصف سعيد يوم الانتخابات بـ”اليوم التاريخي” بامتياز، مشيراً إلى أنّ “طريقة الاقتراع السابقة في تونس كانت بائدة وقد أثبتت التجارب ذلك”.
وتابع سعيد أنّ “تونس ستصنع تاريخاً جديداً لها ولشعبها الذي سيعيش في وطنه حراً ويجد حقوقه في الصحة والتعليم والنقل والضمان الاجتماعي”.
هذا وذكرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بأن 9.2 مليون ناخب تونسي مدعوّون للانتخابات التشريعية.
فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للانتخابات في تونس، محمد التليلي، الجمعة، أن انتخابات مجلس نواب الشعب دخلت المرحلة الأخيرة من المسار الانتخابي، وأن جميع مكاتب الاقتراع في البلاد جاهزة لاستقبال الناخبين.
وأشار إلى أن إعلان النتائج الأولية ستصدر في 20 كانون الأول/ديسمبر، لتبدأ فتح بعدها مرحلة الطعون لدى المحكمة الإدارية، حيث “يمكن اللجوء إلى جولة إعادة في بعض الدوائر في حالة عدم حصول المرشح على الأغلبية المنصوص عليها في القانون وهي 50%+1”.
هذا ويتنافس في هذه الانتخابات 1058 مرشحاً على 161 مقعداً في مجلس نواب الشعب، فيما التصويت في هذه الانتخابات سيكون لأول مرة على أساس الأفراد وليس على أساس القوائم، كما كان معهوداً من قبل.
ومن المقرر أن يصوت الناخبون لمرشحين منفردين بدلاً من القوائم الحزبية، كما تم إلغاء مبدأ التكافؤ بين الجنسين، الذي تم إقراره عام 2016 كأحد المطالب الرئيسية في عام 2011.
وفي وقت سابق، وصل إلى العاصمة التونسية، أمس الجمعة، وفد روسي من أجل المشاركة في مراقبة الانتخابات البرلمانية المقررة اليوم السبت 17 كانون الأول/ديسمبر.
وتجري الانتخابات البرلمانية في تونس وسط مقاطعة واسعة من جانب المعارضة التي تتهم الرئيس قيس سعيد بتقويض الانتقال الديمقراطي في البلاد، فيما اعتبر سعيّد أن خطواته تأتي في سبيل تصحيح مسار الثورة التونسية.
وفي السياق، قال رئيس “جبهة الخلاص الوطني” المعارضة، أحمد نجيب الشابي، الشهر الماضي، إنّ الجبهة تقوم بتحركات للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية في البلاد.
وأكد الشابي في حديثٍ للميادين أنّ “الهيئة المشرفة على الانتخابات منحازة؛ لأن الرئيس قيس سعيّد هو الذي شكّلها”، مضيفاً أنّ “رئيس الجمهورية انتخب على أساس دستور 2014، لكنه مزّقه وقدّم دستوراً على مقاسه”.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت النتائج النهائية لاستفتاء 25 تموز/يوليو الذي صوت فيه الشعب التونسي بشأن اعتماد دستور جديد للجمهورية التونسية، ودخوله حيز التنفيذ.
ويعد مشروع الدستور الجديد من بين الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي بعد إقالة الحكومة أواخر العام الماضي، وتعيين أخرى وحل مجلس القضاء وتجميد عمل البرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية.
وقد لاقت هذه التدابير انتقادات واسعة، ولا سيما من جانب حركة النهضة، التي وصفت خطوات الرئيس بأنها “انقلابٌ على الدستور والثورة” في تونس.