الخارجية الأميركية: أبو عاقلة قُتلت على الأرجح من موقع إسرائيلي لكن “ما من سبب” يؤكد أن إطلاق النار متعمد.. وفلسطين ترد: لن نسمح بحجب الحقيقة وسنستكمل إجراءاتنا أمام المحاكم الدولية.. وعائلة الصحفية تندد

شرين ابو عاقلة
واشنطن – رام الله/عوض الرجوب:
رجّحت الولايات المتحدة الإثنين أن تكون الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة أطلقت من موقع إسرائيلي، إلا أنها شدّدت على عدم وجود ما يدعو للاعتقاد بأنها قُتلت بشكل متعمد.
وقالت الخارجية الأميركية إن واشنطن لم تتمكن من التوصل إلى “استنتاج نهائي” في ما يتعلق بمصدر الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة في 11 أيار/مايو وتسلمتها من السلطات الفلسطينية.
وقُتِلت أبو عاقلة التي كانت تعمل لدى قناة “الجزيرة” القطريّة منذ 25 عاما، في 11 أيار/مايو إثر إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها عمليّة عسكريّة إسرائيليّة عند أطراف مخيّم جنين شمال الضفّة الغربيّة.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أعطت الضوء الأخضر للأميركيين، وليس الإسرائيليين، لفحص الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة خلال تغطيتها عملية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن النائب العام الفلسطيني عقب تحقيق أجرته النيابة العامّة الفلسطينيّة، أنّ الرصاصة التي أودت بأبو عاقلة أُطلِقت من سلاح للجيش الإسرائيلي.
وحسب نتائج التحقيق الفلسطيني، فإنّ أبو عاقلة قُتِلت برصاصة عيار 5,56 ملم أُطلِقت من سلاح من نوع “روجر ميني 14”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنّه يتعذّر تحديد ما إذا كانت أبو عاقلة قُتِلت برصاص أحد عناصره، مستبعدا بكل الأحوال أن تكون الصحافية قتلت بشكل متعمد.
وفي 24 حزيران/يونيو خلصت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن الصحافية الفلسطينية قُتلت بنيران القوات الاسرائيلية، فيما استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن يكون العيار الناري الذي أصابها متعمّدا معتبرةً أن التحقيق الأممي “لا أساس له”.
والإثنين قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن “الولايات المتحدة (…) تواصل التشجيع على التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه القضية الهامة” و”تحض على المحاسبة” على هذا الصعيد.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد أقل من عشرة أيام على زيارة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل والضفة الغربية التي تحتلها الدولة العبرية منذ العام 1967 في أول جولة شرق أوسطية له منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة.
وتلقي وفاة مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في 11 مايو أيار خلال مداهمة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والخلاف بين الجانبين بشأن الظروف المحيطة بمقتلها بظلالها على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المقرر إجراؤها للمنطقة هذا الشهر.
ردا على ذلك، قالت منظمة التحرير الفلسطينية، الإثنين، إنها “لن تسمح بمحاولات حجب الحقيقة” في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.
جاء ذلك في تغريدة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، على موقع تويتر.
وكتب الشيخ أن “حكومة الاحتلال تتحمّل مسؤولية اغتيال شيرين أبو عاقلة”.
وأضاف: “سنستكمل إجراءاتنا أمام المحاكم الدولية”.
وتابع: “لن نسمح بمحاولات حجب الحقيقة أو الإشارات الخجولة في توجيه الاتهام لإسرائيل”.
وجاءت التغريدة ردّاً على تحقيق أمريكيّ لم يتوصّل إلى نتيجة نهائية باغتيال الصحفية الفلسطينية.
وكانت أبو عاقلة قد قتلت في جنين بالضفة الغربية المحتلة، أثناء تأديتها مهامّها الصحافية في 11 مايو/أيار الماضي.
والإثنين، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن نتائج تحقيق “مستقل” أجريَ على الرصاصة التي أدّت إلى مقتل أبو عاقلة، لم يسفر عن نتائج حول الجهة التي تسببت بمقتلها.
لكن الوزارة قالت إن مجلس الأمن الأمريكي خلص إلى نتيجة مفادها أن الجيش الإسرائيلي “كان مسؤولاً على الأرجح عن مقتل أبو عاقلة”.
من جهتها نددت عائلة الصحافية الفلسطينية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة الاثنين بنتائج تحقيق أميركي أشار إلى أنه لم يتمكن من تحديد مصدر الرصاصة التي أودت بحياتها.
وقالت العائلة في بيان “بالنسبة لإعلان وزارة الخارجية الأميركية اليوم 4 تموز/يوليو بأن الاختبار الذي أجري للرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة، وهي مواطنة أميركية، لم يكن حاسما بشأن مصدر السلاح الناري الذي أطلقت منه، لا يسعنا أن نصدق الأمر”.
(أ ف ب) – الأناضول