الجيش البريطاني يُحذّر: لا إجلاء عسكري لمن يبقى في أوكرانيا إذا اندلعت الحرب
الإنتشار العربي: حذر الجيش البريطاني الرعايا البريطانيين الموجودين في أوكرانيا بأنه لن يكون هناك أي عمليات إجلاء عسكرية لإنقاذهم في حالة نشوب صراع مع روسيا.
وقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي لقناة “سكاي نيوز”، اليوم السبت، إن المواطنين البريطانيين الذين يختارون البقاء في أوكرانيا عليهم ألا يتوقعوا أي إجلاء عسكري إذا اندلع صراع مع روسيا.
وأضاف: “ينبغي على المواطنين البريطانيين مغادرة أوكرانيا على الفور بأي وسيلة ممكنة، وعليهم ألا يتوقعوا، مثلما حدث في الصيف في أفغانستان، أن يكون هناك احتمال لأي إجلاء عسكري”.
وأوضح هيبي أنه “لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بشأن الوجود الدبلوماسي البريطاني في أوكرانيا”.
وكانت الحكومة البريطانية قد طلبت من رعاياها، أمس الجمعة، مغادرة أوكرانيا في الوقت الحالي حيث لا تزال الوسائل التجارية متاحة، ونصحتهم بتجنب السفر إلى هناك.
يأتي ذلك، بعد يوم واحد، من حث الرئيس الأمريكي جو بايدن جميع مواطني بلاده على مغادرة أوكرانيا، قائلا: “يمكن أن تسوء الأمور بسرعة كبيرة”.
كما أعلن الرئيس الأمريكي عن خطط عسكرية طارئة لنقل الأمريكيين الذين فروا من أوكرانيا إلى بولندا جوا، في محاولة لتجنب هذا النوع من إخفاق الإجلاء الذي حدث في كابول، الصيف الماضي.
وتأتي هذه التطورات، في وقت تتهم العواصم الغربية وكييف، روسيا بحشد قوات على الحدود مع أوكرانيا، استعدادا لمهاجمتها؛ وهو ما تنفيه موسكو، معتبرة تلك الاتهامات، تأتي في سياق الذرائع، التي تقودها الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لزيادة الحضور العسكري في أوروبا الشرقية، وتوسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقا، باتجاه الحدود الروسية.
من جانبها طلبت الولايات المتحدة من جميع الموظفين غير الأساسيين في سفارتها بكييف، مغادرة أوكرانيا بسبب احتمال حصول غزو روسي للجمهورية السوفياتية السابقة.
وتكرر المذكرة دعوة في وقت سابق من الرئيس الأميركي جو بايدن للأميركيين بمغادرة أوكرانيا فورا.
وقالت وزارة الخارجية في تحذير السفر المحدث إنها “أعطت الأمر بمغادرة غالبية الموظفين الأميركيين المعينين مباشرة من سفارة كييف بسبب التهديد المستمر من تحرك عسكري روسي”.
وأضافت المذكرة أن “وزارة الخارجية ستعلق الخدمة القنصلية في السفارة الأميركية في كييف” والإبقاء على تواجد قنصلي محدود في لفيف بغرب أوكرانيا للتعاطي مع حالات طارئة.
أكدت واشنطن أنها لن ترسل عسكريين أميركيين في حال هجوم روسي، أي أنها لن تكون قادرة على الترتيب لعمليات إجلاء لمواطنيها في حال اندلاع حرب.
في وقت سابق السبت، أعلنت روسيا أيضًا أنها بصدد سحب عدد من موظفي سفارتها في أوكرانيا، مشيرة إلى “استفزازات محتملة من نظام كييف”.
من جهتها دعت الإمارات والعراق والكويت، السبت، رعاياها المتواجدين في أوكرانيا إلى مغادرتها، كما حثت الراغبين في السفر إليها على تأجيل سفرهم في الوقت الراهن.
جاء ذلك وفق 3 بيانات منفصلة للسفارة الإماراتية لدى كييف، ووزارتي الخارجية الكويتية والعراقية، بحسب وكالات الأنباء الرسمية.
وحثت السفارة الإماراتية لدى كييف، مواطنيها على تأجيل سفرهم حاليا إلى أوكرانيا.
كما دعت في بيان، جميع الإماراتيين المتواجدين في أوكرانيا إلى التواصل معها “عبر خط الطوارئ على الرقم 0097180024”.
فيما طالبت الخارجية الكويتية، رعاياها الراغبين بالسفر لأوكرانيا بتأجيل سفرهم في الوقت الراهن.
ودعت الوزارة في بيان “الكويتيين المتواجدين في أوكرانيا إلى المغادرة، حفاظا على سلامتهم والتواصل مع سفارة دولة الكويت في كييف”.
وبدورها حثت الخارجية العراقية، رعاياها المتواجدين في أوكرانيا على مغادرة البلاد وعدم السفر إليها.
وقالت إن القرار يأتي “حرصاً من وزارة الخارجية على أمنِ وسلامة أبناء الجالية العراقية في أوكرانيا ونتيجة للظروف الاستثنائيّة هناك”.
والجمعة، طلب الاتحاد الأوروبي من موظفيه الدبلوماسيين مغادرة أوكرانيا، باستثناء الذين لهم أولوية قصوى، كما دعت بريطانيا وكندا والدنمارك والنرويج وهولندا، رعاياها لمغادرتها، في وقت صعدت فيه واشنطن من تحذيراتها بشأن غزو روسي محتمل لأوكرانيا..
وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، لكن روسيا ترفض هذه الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.
من جانبه قال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن نحو 150 جنديا أمريكيا من الحرس الوطني بولاية فلوريدا الأمريكية، موجودون في أوكرانيا للمساعدة في تدريب القوات الأوكرانية، بصدد مغادرة البلاد مع تزايد خطر الغزو الروسي.
وأضاف المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أن القرار اتخذ بعد أن أمرت وزارة الخارجية بعض موظفي السفارة الأمريكية في أوكرانيا بالمغادرة.