البرلمانيّ الايرلنديّ ريتشارد باريت: اعتداء شرطة الاحتلال على تشييع أبو عاقلة سلوك حيوانيّ محض لدولة الفصل العنصريّ الوحشيّة.

الإنتشار العربي: نشر ريتشارد بويد باريت، عضو البرلمان الايرلنديّ، تغريدة على (تويتر)، أرفق معها فيديو لاعتداء قوّات الاحتلال الإسرائيليّ على نعش الشهيدة شيرين أبو عاقلة، أوّل من أمس الجمعة في كنيسة الروم الكاثوليك في القدس المُحتلّة، قال فيها: “الأمر يزداد سوءًا! هذه لقطة مُقربّة ومصغرّة لما فعله الإسرائيليون في تابوت الصحافيّة الفلسطينيّة، شيرين أبو عاقلة”.. وتابع قائلاً:”هذا سلوك حيوانيّ محض، نقيٍّ وحقيقيّ من قبل دولة الفصل العنصريّ الوحشيّة في إسرائيل”.
هل سيؤدّي الاعتداء على موكب تشييع الصحافيّة الفلسطينيّة لإنهاء دعم الحكومات الغربيّة للدولة الإجراميّة؟”
واختتم التغريدة بالتساؤل الاستنكاريّ: “هل سيؤدي هذا الآن إلى إنهاء دعم الحكومات الغربيّة للدولة الإجراميّة؟”.
طالبتُ بتحقيقٍ بقضية مقتل الصحافيّة الفلسطينيّة ولكنْ ماذا بحقّ الجحيم كان يفعل الجيش الإسرائيليّ هناك؟
النائب بويت، لم يتوقّف عن ذلك، ففي خطابٍ ألقاه في البرلمان وجّه كلامه للأعضاء وقال: “في ما يتعلّق بما حدث في جنين في الأيّام الأخيرة، أنتم وبحقٍّ، أدنتم مقتل الصحافيّة الفلسطينيّة، شيرين أبو عاقلة، وأنا سعيدٌ لأنّكم فعلتم ذلك. لقد طالبتُ بتحقيقٍ في قضية مقتل الصحافيّة الفلسطينيّة، ولكنْ هناك أمر مهم حول هذا الحدث: ماذا بحقّ الجحيم كان يفعل الجيش الإسرائيليّ هناك؟ أكان يقوم بما تُسّمى عملية عسكريّة على الأراضي الفلسطينيّة؟”.
لماذا لا تدينون اقتحام إسرائيل لجنين مثلما أدنتم غزو أوكرانيا؟
ومضى باريت قائلاً:”في الأسابيع الستة الأخيرة أدنتم أنتم وقادة الغرب وبوضوحٍ العمليّة الروسيّة في أوكرانيا، ووصفتموها على ما هي عليه، قلتم إنّها عملاً وحشيًا لا مُبرر له من العدوان العسكريّ على أراضي دولةٍ أخرى، لماذا لا يُقال نفس الشيء عن التوغل الإسرائيليّ في أراضي جنين الفلسطينيّة؟ ماذا كانوا يفعلون (أيْ الجيش الإسرائيليّ) في أثناء تنفيذ عمليةٍ عسكريّةٍ على الأراضي الفلسطينيّة؟ ماذا يفعل، الجيش الإسرائيليّ، يومًا بعد يومٍ في تنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ على الأراضي الفلسطينيّة؟
واختتم حديثه بالقول:”هل سنُسمّي ذلك أيضًا غزوًا إسرائيليًا للأراضي الفلسطينيّة؟ لماذا لا تدينون اقتحام إسرائيل لجنين مثلما أدنتم غزو أوكرانيا؟”.
يُشار إلى أنّه في الخامس من آذار (مارس) المُنصرِم، أثار النائب نفسه عاصفةً بعد انتقاده الحّاد لتصرّفات الغرب وازدواجية المعايير لديه في التعامل مع أوكرانيا وفلسطين، وقال نائب البرلمان ريتشارد بويد باريت، إنّ بلاده ودول الغرب لم تُواجِه ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيليّ في حقّ الفلسطينيين منذ سنواتٍ طويلةٍ، كما واجهت حرب الرئيس الروسيّ على أوكرانيا التي اندلعت في شباط (فبراير) المُنصرِم، وفق ما أكّده، في الفيديو الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعيّ، والذي تمّ نشره من قبل الفلسطينيين والعرب المؤيّدين لهذه الأقوال، التي تُعتبر تغريدًا خارج سرب الإعلام الغربيّ المُضلِّل.
واستخدم النائب باريت، وهو عضو في تحالف اليسار نبرةً حادّةً في كلمة داخل برلمان بلاده، وهو يتهم البرلمان الأيرلنديّ بأنّه لم يتجرّأ حتى على وصف ما تقوم به إسرائيل بـ”الفصل العنصريّ” (أبرتهايد). واستعرض ما تقوم به دولة الاحتلال من قتل وتهجير للفلسطينيين وسلب لأراضيهم، منددًا بموقف بلاده السلبيّ وتعاطيها مع التقارير الدوليّة التي تثبت جرائم إسرائيل.
وأضاف باريت في جلسة البرلمان: “يجب أنْ تكونوا حذرين في خطابكم، أنتم مسرورون الآن بالاستخدام الصحيح لأكثر العبارات دقّة وأقواها لوصف جرائم فلاديمير بوتين ضد الإنسانية، لكنّكم لن تستخدموا هذه اللهجة القويّة نفسها عندما تتحدثون عن معاملة إسرائيل للفلسطينيين”.
يجِب أنْ ننظر بصراحة لعقود من الإجرام الإسرائيليّ والاضطهاد الوحشيّ وغير الإنسانيّ بحقّ الفلسطينيين
علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، اعتبر النائب أنّ جرائم دولة الاحتلال الإسرائيليّ “يتّم الآن توثيقها بشكلٍ أدّقٍ من قبل اثنتين من أكبر منظمات حقوق الإنسان في العالم والعشرات من المنظمات غير الحكومية”.
واستعرض باريت جرائم إسرائيل قائلاً إنّه علينا أنْ “ننظر صراحة إلى عقود الاضطهاد الوحشيّ وغير الإنسانيّ في حق الفلسطينيين والهجمات المتتالية على غزة والاستيلاء على الأراضي والمناطق والتطبيق المنظم للفصل العنصريّ، وشجب موقف البرلمان الأيرلنديّ، وقال في هذا السياق: “لا تريدون حتى استخدام كلمة الفصل العنصري ولا فرض العقوبات”.
ومضى النائب اليساريّ قائلاً في الجلسة عينها:”عقوبات على بوتين والسفاحين التابعين له مقابل 70 عامًا من الاضطهاد في حق الفلسطينيين”، متسائلاً:”ما هي العبارات التي تم استخدامها؟ ألم تكن (70 سنة من الاضطهاد) كافية لفرض العقوبات على إسرائيل؟”.
واعتبر باريت أنّه “يتّم التعامل مع الفلسطينيين على أنهم عرق أدنى”، واصفًا عدم فرض عقوبات على إسرائيل بسبب نظام الفصل العنصري بأنّه “نفاق”، لافِتًا إلى أنّ منظمة العفو الدولية دعت لإحالة إسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية لارتكابها جرائم ضد الإنسانية، وأضاف مستنكرا: “هل ستدعمون هذه العقوبات؟”.
واستطرد: “لقد دعت منظمة العفو الدوليّة (أمنستي) لفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين، مسؤولين عن استمرار نظام الفصل العنصري كالعقوبات التي تمّ فرضها على فلاديمير بوتين تمامًا”، وأضاف:”هل ستدعمونها؟”، قبل أنْ يستدرك قائلاً: “أعتقد أن الجواب واضح: لن تفعلوا أبدا، والسؤال هنا لماذا؟”.
باريت لسفير الكيان:” تُعامِلنا كأغبياء.. تستولون على الأراضي وتتوّقعون من الفلسطينيين السكوت”
جديرٌ بالذكر أنّ (رأي اليوم) كانت قد نشرت تصريحات النائب باريت في العام 2016، والتي قال فيها أيضًا لسفير كيان الاحتلال:”ألستَ تُعاملنا أيُّها السفير كأغبياء؟ حيث باستطاعتك أنْ تقول وبكلّ برودٍ: إننّا جادون بشأن السلام، وفي أثناء سعينا للسلام، سنقوم بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينيّة؟ وتتوقّع من الفلسطينيين أنْ يجلسوا ساكتين، وألّا يفعلوا شيئًا حيّال ذلك؟ وتتوقّع من العالم أنْ يُوافق على أنّ هذا تصرّفًا مقبولاً؟. وتابع النائب قائلاً: “وقد سألت قبل ذلك لماذا لا نمتلك حلّاً بناءً؟ أوْ تعلم ما الذي يُطالب به الفلسطينيون، وهو بشكلٍ ما أقّل ممّا يُطالب به الآخرون”.
وأردف قائلاً: “إننّي أؤمن بأنّ كلّ هذا النظام العنصريّ يجب تفكيكه، وسأل النائب السفير الإسرائيليّ: “ما الذي يجعلك تظّن أنّ باستطاعة رابع أقوى جيش في العالم حيازة أسلحة نوويّة؟”، على حدّ قوله.
باريت يُنظّم مظاهرات ضدّ أمريكا منذ غزوها للعراق وضدّ إسرائيل لتعاملها الوحشيّ ضدّ الفلسطينيين
جديرٌ بالذكر أنّ باريت ساهم في تنظيم احتجاجاتٍ جماهيريةٍ ضدّ غزو العراق عام 2003 بصفته رئيسًا للحركة الأيرلنديّة المناهضة للحرب، وهو يدعو باستمرار إلى طرد السفير الإسرائيليّ من أيرلندا، وفرض عقوبات على إسرائيل بسبب معاملتها الوحشية للفلسطينيين ونظام الفصل العنصريّ.