الانط ضدّ نتنياهو والبريطانّيون أهانوه.. قادة المنظومة الأمنيّة عرضوا على نتنياهو سيناريوهات النهاية ولكنّه فضّل مصلحته الشخصيّة.. إسرائيل الضعيفة والمُنقسِمة قد تُواجِه حربًا متعددة الجبهات

الإنتشار العربي :حتى اللحظة لم يتمكّن الخبراء والمحللين في الكيان من معرفة تداعيات وانعكاسات إعلان وزير الأمن الإسرائيليّ، يوآف غالانط رفضه لخطة الانقلاب القضائيّ، علمًا أنّه أصدر تصريحاته فيما كان نتنياهو في زيارةٍ للمملكة المتحدّة، حيث تمّت إهانته من رئيس الوزراء البريطانيّ، فيما لاحقه المتظاهرون لكلّ مكانٍ خلال الزيارة وتظاهروا ضدّه وضدّ زوجته، التي رافقته.
وبيّنت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ أنّ نتنياهو سار لوحده باتجاه مقر رئيس الوزراء البريطانيّ في (داونينغ ستريت 10) لرفض الأخير استقباله كما يستقبِل باقي زعماء العالم. وبحسب المصادر التي اعتمد عليها التلفزيون فإنّ لندن أرادت بذلك توجيه رسالةٍ بأنّها ترفض خطّة نتنياهو للإجهاز على المؤسسة القضائيّة، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ رئيس الوزراء البريطانيّ ألغى المؤتمر الصحافيّ المُشترك بمشاركته ونتنياهو قبيل انعقاده وذلك للامتناع من الإحراج، لأنّ الموقف البريطانيّ الرسميّ يُعارِض خطّة نتنياهو، وباءت محاولات الإسرائيليين بعقد المؤتمر الصحافيّ بالفشل، على حدّ تعبير المصادر.
إلى ذلك، أعرب مصدرٌ أمنيٌّ رفيعٌ في تل أبيب عن قلقه ممّا يمر على رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، مُشيرًا في الوقت عينه إلى سلسلة من المواضيع كان رئيس الوزراء بحسب قوله (بطل العالم) فيها، كما كشفت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبريّة.
المصدر نفسه أضاف قائلاً للصحيفة العبريّة إنّ “العلاقات مع الولايات المتحدة، والعلاقات مع دول الخليج، البرنامج النوويّ الإيرانيّ، الاقتصاد، وداخل الجيش الإسرائيليّ، سلاح الجو والوحدة الاستخباراتيّة النخبويّة 8200، اللذان هما في نظره كلّ الجيش الإسرائيليّ”.
“كلّ هذه الأمور متأججة الآن”، طبقًا لأقوال المسؤول، “ونتنياهو لا يفعل شيئًا. وزراء في حكومته ينفّذون هجماتٍ دبلوماسية في كلّ يومٍ، وذات مرّةٍ لم يكن يسمح رئيس الوزراء بحدوث هذا، وزراءه كانوا يقفون عنده على رؤوس أصابعه، الآن يبدو أنّهم بدلاً من أنْ يديرهم هم الذين يديرونه”، على حدّ وصفه.
في السياق عينه أشار المُحلِّل العسكريّ يوآف ليمور، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وازنةٍ، إلى أنّ القلق في المنظومة الأمنيّة بالكيان بات يتزايد، لعلمها بما يدور في رأس الأعداء وأضاف: “في الأيّام الأخيرة استمع نتنياهو إلى تحذيراتٍ من قادة الجيش وجهاز الأمن العّام (الشاباك) والموساد ومن وزير الأمن، مفادها أنّ إسرائيل قد تجِد نفسها في غضونٍ أيّامٍ قليلةٍ في مواجهةٍ على جبهةٍ واحدةٍ أوْ حربٍ تدور على عدّة جبهاتٍ، في الوقت الذي تشهد فيه الدولة العبريّة انقساماتٍ حادّةٍ وضعفًا غيرُ مسبوقٍ، نتنياهو سمِع التحذيرات واختار ألّا يُعطيها الثقل الذي تستحّقه”، على حدّ تعبيره.
المصادر عينها أوضحت أنّه في كلّ يومٍ قام قادة الأجهزة الأمنيّة، بمنْ فيهم قائد هيئة الأركان العامّة بجيش الاحتلال، الجنرال هرتسي هليفي، بعرض سيناريوهاتٍ مأساويةٍ حول (نهاية العالم) من حيثُ المسّ الفعليّ والحقيقيّ باستعداد وجاهزية الجيش على وقع (الانقلاب القضائيّ)، الذي يقوده نتنياهو.
وبناءً على ذلك عقد وزير الأمن يوآف غالانط، سلسلة اجتماعاتٍ ثنائيّةٍ مع نتنياهو بهدف وقف الانقلاب القضائيّ، مُشدّدًا على أنّ المزج بين الوضع الأمنيّ القابِل للانفجار على جميع الجبهات، منها العلاقات المتوترة مع الولايات المُتحدّة، ومع عددٍ من الدول العربيّة، مع اتسّاع ظاهرة رفض الخدمة العسكريّة، والخشية من قيام عشرات آلاف الجنود بعدم المثول للخدمة، هذا المزيج من شأنه أنْ يؤدي إلى حالةٍ من الفوضى وعدم الاستعداد للحرب المُقبلة، كما قالت المصادر.