الأغلبية من الأميركيين لا يؤيدون إسرائيل

واشنطن – سعيد عريقات
أشار استطلاع جديد للرأي أجرته شركة غالوب للأبحاث إلى أن 32% فقط من الأميركيين يؤيدون إسرائيل في حربها على غزة ، بانخفاض قدره 10 نقاط مئوية عن أيلول 2024، مع استمرار تصاعد الغضب إزاء الفظائع المرتكبة ضد الفلسطينيين.
كما أظهر الاستطلاع، الذي نُشر يوم الثلاثاء، انقسامًا حزبيًا هائلاً حول هذه القضية. حيث قال 71% من المشاركين الذين عرّفوا أنفسهم كأعضاء في الحزب الجمهوري إنهم يوافقون على سلوك إسرائيل، مقارنة بـ 8% من الديمقراطيين.
إجمالاً، قال 60% من المشاركين إنهم لا يوافقون على العمل العسكري الإسرائيلي في غزة.
وبحسب الخبراء، يعكس هذا الاستطلاع الأخير اتجاهًا نحو تزايد السخط على إسرائيل يتجاوز الحرب على غزة، وربما ترسيخ النموذج جيلي بين الشباب الأميركيين بشكل خاص، خاصة الديمقراطيين والتقدميين وحتى المستقلين،ولكن حتى بعض الجمهوريين.
ولعل أحد الأدلة الأكثر إشعاعا في عداد التغير، هو ما قالته النائبة الجمهورية من ولاية جورجيا، مارجو ريتايلور غرين، يوم الثلاثاء، عن أن إسرائيل تركتب الإبادة الجماعية، لتصبح أوجمهورية (ومن أكبر مؤيدي ترمب) تصف حرب إسرائيل بالإبادة.
وفي استطلاع، قال 9% فقط من المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا إنهم يوافقون على العمل العسكري الإسرائيلي في غزة، وقال 6% فقط إن لديهم رأيًا إيجابيًا في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
تأتي الدراسة في أعقاب استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث في أبريل، والذي وجد أن غالبية المشاركين -بمن فيهم 50% من الجمهوريين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا – قالوا إن لديهم آراء غير إيجابية تجاه إسرائيل.
ولكن حتى مع استمرار تحول الرأي العام في الولايات المتحدة، فإن سياسة واشنطن المتمثلة في الدعم غير المشروط لإسرائيل ظلت ثابتة. منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول 2023، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، بالإضافة إلى الدعم الدبلوماسي في الأمم المتحدة. وكان كل من الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترمب،وسلفه الديمقراطي، جو بايدن داعمين متشددين للهجوم الإسرائيلي على غزة، والذي وصفته معظم جماعات حقوق الإنسان بأنه إبادة جماعية.
وبحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ، قتلت إسرائيل أكثر من 60 ألف فلسطيني في غزة وجرحت أكثر من 160,000، أغلبيتهم الساحقة من النساء والأطفال ، كما فرضت حصارًا خانقًا، ودمرت معظم أنحاء القطاع،وحولت مبانيه إلى أنقاض. وتسبب الحصار الخانق على القطاع في مجاعة مميتة، حيث قالتالأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن هناك “أدلة متزايدة على المجاعة وانتشارالمجاعة على نطاق واسع”.
ومع ذلك، لا يزال الكونجرس الأميركي مؤيدًا بقوة لإسرائيل على أساس ثنائي الحزب. في وقت سابق من هذاالشهر، فشلت محاولة تشريعية لمنع 500 مليون دولار من دعم الدفاع الصاروخي لإسرائيلفي تصويت بأغلبية 422 صوتًا مقابل ستة في مجلس النواب.
ويعتقد الخبراء أن الناخبالأميركي العادي لا تهمه أمور السياسة الخارجية كثيرا، ولم تكن تقليديًا عاملاًدافعًا في الانتخابات. على سبيل المثال، عادةً ما تُهيمن قضايا محلية كالإجهاضوالاقتصاد والسيطرة على الأسلحة على الأجندة الانتخابية للديمقراطيين. وذلكبالإضافة إلى نفوذ الجماعات المؤيدة لإسرائيل، مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكيةالإسرائيلية (أيباك)، التي أنفقت أكثر من 100 مليون دولار في انتخابات 2024 لهزيمةمنتقدي الحكومة الإسرائيلية، وخاصةً التقدميين.