اعلان “داعش” عن مقتل زعيمه أبو حسين الحسيني القرشي على يد هيئة تحرير الشام في ادلب جاء مخالفا لما اعلنه اردوغان ان المخابرات التركية هي من نفذت عملية الاغتيال.. هل هذا الاتهام للهيئة يعني تهديدا من التنظيم بالانتقام؟ ولماذا بدأ اتباعه أسلوب إخفاء الأسماء الحقيقة لقادته الجدد والاكتفاء بالألقاب فقط؟

الإنتشار العربي :قبل ثلاثة أشهر وقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معلنا مقتل زعيم نظيم داعش” أبو حسين القرشي” من قبل جهاز الاستخبارات التركية (MIT) بعملية في مدينة جنديرس شمالي حلب، وقال اردوغان حينها إن جهاز الاستخبارات كان يتعقبه منذ فترة طويلة.
وعقب مسؤول امني تركي كبير لوكالات الانباء أن “أبو الحسين القرشي” قُتل عندما فجر سترة ناسفة خلال غارة للقوات الخاصة التركية بعد رفضه الاستسلام.
المسؤول الأمني أوضح أن العملية استمرت أربع ساعات، وأن المخابرات التركية كانت تراقب “القرشي” منذ فترة، ونفذت العملية السرية بعد التأكد من أنه سينتقل من مكان إقامته في وقت قريب.
وذكر المسؤول أن “القرشي” فجر سترته الناسفة حين أدرك أنه سيجري القبض عليه. لكن وبعد مضي ثلاثة شهور على هذا الإعلان خرج تنظيم داعش عن صمته وأعلنت المتحدث الجديد للتنظيم الإرهابي “أبو حذيفة الانصاري” في اصدار صوتي، ان الزعيم الرابع للتنظيم “ابوحسين القرشي” قتل في اشتباك مع هيئة تحرير الشام التي يتزعمها أبو محمد الجولاني شمال غرب سورية. ولم يذكر أبو حذيفة أي شيء يشير الى عملية للاستخبارات التركية او دور لتركية في مقتل زعيم التنظيم. وهو ما يثير التساؤل عن حقيقة مقتل القرشي في ادلب، وان كان الرئيس اردوغان قد تبنى عملية لم تقم بها القوات التركية.
هيئة تحرير الشام لم تتبن عملية مقتل متزعم تنظيم “داعش”، ولم تعلق على اعلان تركيا بانها هي من قامت بالعملية، وهذا يطرح احتمالين. الأول ان هيئة تحرير الشام وزعيمها الجولان قدمت لاردوغان عملية الاغتيال كهدية، يظهر من خلالها الرئيس اردوغان كصاحب انجاز مهم في محاربة التنظيم الإرهابي ويستخدم هذا الإنجاز امام خصومه في الداخل التركي قبل الانتخابات الرئاسية التركية، وهذا الاحتمال هو ما ذهب اليه أبو حذيفة في تسجيله الصوتي. وكذلك يستفيد اردوغان من الإنجاز في وجه الولايات المتحدة باعتباره قادرا هو أيضا على تنفيذ عمليات معقدة واغتيال قادة التنظيم. والاحتمال الثاني ان الاستخبارات التركية قدمت المعلومات والاحداثيات والتغطية لعناصر الهيئة وهم أي جماعة الجولاني من نفذ الهجوم الميداني وليس عناصر من القوات التركية.
واعلن تنظيم “الدولة الإسلامية “داعش” مقتل زعيمه “أبو الحسين الحسيني القرشي”، وعيّن “أبو حفص الهاشمي القرشي” خلفًا له..
وجاء الإعلان من خلال كلمة صوتية للمتحدث الرسمي الجديد للتنظيم “أبو حذيفة الأنصاري” نشرتها مؤسسة “الفرقان” التابعة للتنظيم امس الخميس..
وقال “الأنصاري” إن “أبو الحسين” قُتل بعد مواجهة مباشرة مع ما أسماها “هيئة الردة والعمالة” في إشارة إلى “تحرير الشام”، في إحدى بلدات ريف إدلب إثر محاولتهم أسره وهو على رأس عمله، فاشتبك معهم بسلاحه حتى قُتل متأثرًا بجراحه، وفق المتحدث.
وذكر أن عناصر “الهيئة” الذين وصفهم بـ”أذناب المخابرات التركية”، ترصدوا في مكان قريب لمتحدث التنظيم “أبو عمر المهاجر” مع بعض إخوانه بينما “يسيّرون بعض المهام ومكروا به وأثبتوه أسيرًا، وأسروا الحرائر وساوموهم على بعض الملفات والأسرار خدمة لأردوغان واستجداء له”، وفق “الأنصاري”.
وذكر “الأنصاري” أن “الهيئة” سلمت “أبو الحسين” إلى الحكومة التركية “قربان وفاء وولاء” إلى أردوغان لتمنحه إنجازًا في حملته الانتخابية.
هجوم المتحدث باسم تنظيم داعش على هيئة تحرير الشام وإعلان انه المسؤول عن مقتل ” خليفته ” قد يكون مقدمة من التنظيم لاعلان الانتقام من الهيئة، وبداية حرب تصفيات واغتيالات. لكن اغلب الخبراء في شؤون الجماعات المتشددة يجمعون على ان تنظيم الدولة ” داعش ” بات اضعف من يشن حرب انتقام فاعلة. ويستشهد الخبراء بالمدة الزمنية الطويلة التي استطاع فيها التنظيم اختيار زعيم جديد بعد مقتل أبو الحسين القرشي.
ومن اللافت ان التنظيم الإرهابي بدأ مرحلة جديدة من عدم الكشف عن الأسماء الحقيقة لقادته وامرائه خلافا للمرحلة السابقة فقد كان أبو بكر البغدادي معروف بانه إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري. وأبو علي الانباري معروف بانه عبد الرحمن مصطفى القادولي، وحاجي بكر هو سمير الخليفاوي، وطرخان باتيرشفيلي هو أبو عمر الشيشاني وغيرهم. اما المرحلة الجديدة من الواضح ان التنظيم يبتع أسلوب اعتماد الألقاب والتي تنتهي عادة بلقب القرشي للإشارة الى ما يعتبرونه نسبا للنبي محمد.
بعد استهداف “البغدادي”، استغرق الإعلان عن مقتله وتعيين “أبو إبراهيم القرشي” أربعة أيام، وعقب مقتل “أبو إبراهيم”، أعلن التنظيم عن ذلك بعد 37 يومًا وعيّن “أبو الحسن القرشي”.
وبعد شهر من مقتل “أبو الحسن القرشي”، أعلن المتحدث باسم التنظيم تعيين “أبو الحسين” زعيمًا للتنظيم، والان بعد ثلاثة اشهر اعلن عن الزعيم الجديد أبو حفص الهاشمي القرشي. ومن المؤكد ان أبو حفص ليس من قيادات الصف الأول للتنظيم، وان عملية اخذ البيعة له من الولايات والامراء اخذت وقتا طويلا لهذا السبب، ومن المؤكد كذلك ان التنظيم دخل بأزمة قيادة بعد ان فقدت معظم قيادته من الصف الأول.