غفران وراسنة تلتحق بزميلتها الشهيدة شيرين ابو عاقلة.. رصاص الاحتلال يلاحق الصحفيين الفلسطينيين ..

 غفران وراسنة تلتحق بزميلتها الشهيدة شيرين ابو عاقلة.. رصاص الاحتلال يلاحق الصحفيين الفلسطينيين ..

اسيا العتروس

اسيا العتروس
من المهازل ان تقترن الجريمة مع اعلان الجامعة العربية يوم 11 ماي يوما للتضامن مع الاعلام الفلسطيني
من المهازل ان تقترن الجريمة الجديدة التي استهدفت الصحفية الفلسطينية غفران وراسنة امس برصاص الاحتلال و هي في طريقها الى عملها مع اعلان جامعة الدول العربية يوم 11 ماي يوما للتضامن مع الاعلام الفلسطيني وبالتزامن مع اطلاق الأمم المتحدة اسم شيرين أبو عاقلة على برنامجها التدريبي السنوي للمذيعين والصحفيين الفلسطينيين…بين جريمة مخيم جنين و جريمة مخيم باب العروب بالخليل اكثر من نقاط تشابه لا يمكن ان تكون مجرد صدفة بل هي امعان في اقتناص الصحفيين الفلسطينيين و ترهيبهم و كتم شهاداتهم و اخفاء الحقائق و تزوير الرواية الفلسطينية …
-بين جريمة و اخرى ..
أقل من ثلاثة أسابيع فصلت بين الجريمتين التين حملتا توقيع قوات الاحتلال الاسرائيلي على مرأى و مسمع من العالم في تحد صارخ للغضب الشعبي الفلسطيني و لكن ايضا لكل القوانين و الاعراف الدولية و المواثيق التي تدعو الى حماية و احترام المدنيين في حالات الحروب و الصراعات …و هي جريمة تعكس استخفاف الاحتلال بالمجتمع الدولي في غياب موقف رادع او محاولة للمحاسبة و المسائلة للجراءم اليومية التي يقترفها الاحتلاف في حق المدنيين الفلسطينيين و اخرها ما حدث خلال مسيرة الاعلام الاستفزازية نهاية الاسبوع الماضي و التي تؤكد ايضا اصرارا على المضي قدما في نهج الجرائم التي ترقى الى جرائم الحرب … برصاصة اخترقت صدرها ..
و قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك،أمس “قررت دائرة الاتصالات العالمية (DGC) التابعة للأمم المتحدة اليوم تسمية برنامجها التدريبي السنوي للمذيعين والصحفيين الفلسطينيين ببرنامج شيرين أبو عاقله التدريبي للمذيعين والصحفيين الفلسطينيين تكريما لشيرين أبو عاقلة، التي قتلت في الأراضي الفلسطينية المحتلة في 11 ماي”.
بين اغتيال شيرين ابو عاقلة و اغتيال غفران رواسنة
بين جريمة اغتيال شيرين ابو عاقلة و جريمة اغتيال غفران رواسنة اكثر من نقطة تشابه فكلاهما رمز لنضالات و شجاعة و حضور المرأة الفلسطينية التي تصنع الحدث و لا تهاب المخاطر و تحمل هم القضية في دمها و كلاهما تنتمي لمهنة المتاعب و شاهدة عن جرائم الاحتلال ومعنية بنقل الحقائق للعالم …تم استهداف شيرين ابو عاقلة في وضح النهار على باب مخيم جنين عنوان الملاحم البطولية حتى بات يسمى بجنينغراد بعد ان تحول الى مقبرة للجنود الاسرائيليين و استهدفت غفران على باب مخيم باب العروب في مدينة الخليل بكل رمزيتها و مقدساتها للمسيحيين كما للمسلمين …و كما خلال موكب تشييع الشهيدة شري ن ابو عاقلة التي لاحقها قوات الاحتلال و هي في التابوت و اعتدوا على المواطنين الذين شاركوا في الجنازة فقد تكرر المشهد بالامس خلال تشييع جنازة الصحفية غفران هارون وراسنة البالغة من العمر 31 عاماً، وتم ملاحقة المشيعين بالقنابل المسيلة للدموع و الرصاص المطاطي …حاول قوات الاحتلال منع المشيعين من الوصول الى مخيم باب العروب و لكنها فشلت امام اصرارهم على مرافقة الشهيدة الى مثواها الاخير
و كما خلال وداع شيرين ابو عاقلة كان علم فلسطين وحده يرفرف في الجنازة بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية التي اظهرت في كل مرة انها قادرة على توحيد صفوفها في المحن و انها مطالبة اكثر و اكثر بذلك لردع الاحتلال.

المثير و الاخطر ان عملية الاغتيال التي استهدفت الصحفية الفلسطينية غفران رواسنة تاتي قبل حتى ان تكشف سلطات الاحتلال و معها الجنائية الدولية عن نتائج التحقيق في اغتيال شيرين ابو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة التي اهتز العالم لاغتيالها.
وهي تاتي ايضا بالتزامن مع اعلام الجامعة العربية امس طلب اعتماد 11 ماي الذي يوافق يوم اغتيال أبو عاقلة يوما للتضامن مع الإعلام الفلسطيني “يوماً للتضامن العالمي مع الإعلام الفلسطيني”.و كان الأمين العام المساعد السفير أحمد الخطابي اعلن امس على أن الجامعة العربية عممت طلب دولة فلسطين على كافة بعثاتها ومندوبياتها الدائمة وكل ذي صلة تمهيداً لاعتماده خلال الدورة المقبلة لمجلس وزراء الإعلام العرب.و هي بالتاكيد خطوة تحسيسية مهمة لفضح جرائم الاحتلال و تخليد ذكرى الصحفية الشهيدة و لكنها ستبقى مجرد يوم تضامني في قائمة المواعيد التضامنية التي لا تغير من الواقع شيئا في حال لم تصل حد ملاحقة و مسائلة و محاسبة و ردع الجناة ..
بل ان قوات الاحتلال أعاقت وصول طواقم الإسعاف لانقاذ الضحية وكانت وفية لعقليتها الصهيونية العنصرية و لثقافة التشفي التي تنتهجها …و يبدو أن استهداف الصحفية الفلسطينية غفران رواسنة كانت مخطط لها فالضحية معروفة لدى الاحتلال و هي اسيرة محررة لم يمضي على اطلاق سراحها من سجون الاحتلال اكثر من شهرين ليتم تصفيتها بكل دم بارد بعد استهدافها برصاصة اخترقت صدرها ..
و لعله من المهم الاشارة الى انه في هذا المشهد القاتم و تكرر الجرائم الدموية في حق الصحفيين الفلسطيننين بل و في حق ابناء الشعب الفلسطيني استعادة ذكرى الراحل فيصل الحسينب بعد واحد و عشرين عاما على رحيله و هو الذي يلقب بامير القدس و حارس مؤسساتها الامين ..بكل ما كان يجسده الراحل في المشهد الفلسطيني من رفعة و من مكارم الاخلاق و من كاريزما و من ثقة و احترام و تبجيل في الداخل الفلسطيني كما في الخارج ..كان الحسيني يعتبر ان معركة القدس ليست خاسرة لأنه كان مقتنعا بأن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال…
برحيله ترك فيصل الحسيني ابو العبد فراغا كبيرا بين الفلسطينين الذين يستعيدون مواقفه و نضالاته و قدرته على تجميع الصفوف في المحن و الازمات …اغتيال نساء و اطفال فلسطين اكثر من دافع لتوحيد الصفوف و اعادة قراءة الاحداث و التعلم من الاخطاء…
كاتبة تونسية

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *