استشهاد الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد داخل السجون الإسرائيلية

الإنتشار العربي :استشهاد الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد داخل السجون الإسرائيلية واتهام للاحتلال بقتله بسياسة الإهمال الطبي.. عدد الشهداء داخل السجون يرتفع لـ233 وإعلان الإضراب الشامل ورفض للتعزية قبل تسليم الجثمان
قالت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، الثلاثاء، إن أسيرا استشهد داخل مستشفى إسرائيلي “نتيجة الإهمال الطبي”.
وأعلنت الهيئة (حكومي)، في بيان، نبأ “استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (50عاما) في مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي (وسط)”.
واتهمت الهيئة السلطات الإسرائيلية بقتل أبو حميد عبر سياسة القتل الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.
وأكد نادي الأسير (غير حكومي) نبأ استشهاد أبو حميد.
وأشار النادي في بيان وصل الأناضول، إلى ارتفاع عدد الشهداء داخل السجون الإسرائيلية إلى (233) شهيدًا منذ عام 1967، منهم (74) شهيدًا ارتقوا نتيجة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء).
ولم يصدر حتى صباح الثلاثاء رد فعل رسمي إسرائيلي.
والفلسطيني أبو حميد، من مخيم الأمعري قرب رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عاما إضافية، بتهمة المشاركة في تأسيس “كتائب شهداء الأقصى” المحسوبة على حركة “فتح”، وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.
وله خمسة أشقاء أيضا يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وسادس قتل في العام 1994، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.
وظهر الاثنين، نقلت السلطات الإسرائيلية أبو حميد وبشكل عاجل من سجن “الرملة” إلى مستشفى أساف هروفيه، بعد تدهور خطير جدا طرأ على حالته الصحية.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 4700 فلسطيني، بينهم 150 طفلًا، و33 سيدة، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
هذا ودعت حركة “فتح” والقوى الوطنية والإسلامية، إلى إضراب عام حدادًا على استشهاد الأسير القائد ناصر أبو حميد، بفعل سياسة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت “فتح” في رام الله والبيرة، وبيت لحم، والخليل، والقدس، في بيانات منفصلة وصلت وكالة “صفا”، الإضراب العام والشامل في المحافظات، داعيةً للمشاركة بمسيرات منددة بعملية اغتيال الأسير أبو حميد
من جانبها، دعت لجان التنسيق الفصائلي في نابلس وجنين إلى الإضراب والمشاركة في مسيرات منددة بجريمة اغتيال الأسير أبو حميد.
أما جامعة بيرزيت فأعلنت الإضراب الشامل وتعليق كافة نشاطاتها وفعالياتها التي كانت مقررة اليوم، حدادًا على روح الشهيد أبو حميد.
كما أعلن الاتحاد العام للمعلمين بالضفة الغربية الإضراب في كل مدارس فلسطين بعد “الحصة الثالثة”، حدادًا على استشهاد أبو حميد.
ونظمت نقابة العاملين في بلدية دورا وقفة أمام البلدية، تنديدًا بجريمة الإهمال الطبي المتعمد للأسير ناصر أبو حميد.
وأعلنت عائلة الشهيد أبو حميد، اعتزامها “عدم فتح بيت عزاء له حتى تُفرج إسرائيل عن جثمانه”، وسط مطالبات فلسطينية رسمية للمجتمع الدولي بالتوسّط لتسليمه.
وحدادا على روح أبو حميد، عمّ الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية تلبية لدعوة من الفصائل السياسية والنقابات حيث أغلقت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية والأهلية أبوابها.
ونظّم فلسطينيون في مدينة رام الله بالضفة الغربية وقفة احتجاجية، شاركت فيها والدة الأسير لطيفة أبو حميد التي طالبت بـ”تسليم جثمان نجلها”.
وأعلنت عائلة أبو حميد، في بيان وصل وكالة الأناضول، “عدم فتح بيت عزاء لنجلها إلى حين الإفراج عن جثمانه”.
وقالت العائلة: “بهذا تكون روحه حرّة طليقة، ويبقى جسده أسيراً لدى الاحتلال الغاشم”.
وأضافت: “لن نتقبل العزاء بناصر حتّى يتحرر جسده الطاهر ومعه سائر جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال في مقابر الأرقام وداخل الثلاجات”.
وأوضحت العائلة أنها ستبقى في حالة “حداد مستمرة حتى تحرير جسد ناصر ومعه سائر جثامين الشهداء”.
وكانت القناة 12 العبرية قد نقلت عن أهالي قتلى إسرائيليين تم اتهام أبو حميد بقتلهم، أنهم بعثوا رسالة عاجلة لوزير الدفاع بيني غانتس، يطالبون فيها “بعدم الإفراج عن جثمانه”.
من جهته، طالب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بـ”الضغط على إسرائيل للإفراج عن جثمان أبو حميد”.
ودعا المالكي، في بيان وصل الأناضول، المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والأمم المتحدة وهيئاتها المختصة لـ “ممارسة ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية للإفراج الفوري عن جثمان أبو حميد حتى يتسنى لأسرته مواراته الثرى بما يليق بتضحياته”.
وأوضح أن وزارته “ستواصل حراكها على المستويات كافة لحشد ضغط دولي لتأمين الإفراج عن الجثمان، واستكمال العمل من أجل تحرير جثامين بقية الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال”.
وأشار المالكي إلى أن وزارته “ستعمل على رفع ملف أبو حميد للمحكمة الجنائية الدولية”، مُحمّلا “سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جريمة الإهمال الطبي التي أدت إلى استشهاده”.
من جانب آخر، سادت أجواء من التوتر داخل السجون الإسرائيلية بعد إعلان الأسرى الفلسطينيين الحداد لمدة ثلاثة أيام وإعادة وجبات الطعام إلى إدارات السجون، احتجاجا على وفاة أبو حميد.
وقالت هيئة شؤون الأسرى (حكومية) في سلسلة تصريحات، وصلت وكالة الأناضول إن “وحدات قمع يرافقها جيش وشرطة الاحتلال تتوافد إلى العديد من السجون تحسباً لانفجار حقيقي رداً على استشهاد أبو حميد”.
وأضافت أن “الأسرى في كافة السجون أعلنوا الحداد لمدة ثلاثة أيام مع إرجاع وجبات الطعام، وبدأ التوتر داخل السجون”.
ونعت أوساط رسمية وحزبية وأهلية وشعبية فلسطينية “الأسير الشهيد” منددة بـ “سياسة الإهمال الطبي” في السجون الإسرائيلية.