“إبراهيم” و”فيكتوريا” هربا من جحيم الحرب في أوكرانيا إلى غزة

غزة – تقرير: “القدس” دوت كوم – لم يكن الشاب إبراهيم محسن صيدم يتوقع أن يعود إلى مسقط رأسه في قطاع غزة، هربًا من حرب جديدة عاش أيامها الأولى في أوكرانيا، بعد أن عايش 3 حروب إسرائيلية سابقة على القطاع بكافة تفاصيلها الموجعة والمؤلمة.
كان “إبراهيم” الذي تزوج من الشابة الأوكرانية “فيكتوريا روجر”، يحلم بالعودة إلى غزة في زيارة قصيرة مع رفيقة دربه، ليلتقي خلالها عائلته التي تركها في نهاية عام 2017 لدراسة الطب العام في إحدى الجامعات الأوكرانية، لكن الحرب غيرت من خططه التي يبدو أنها ستبقيه لفترة أطول في القطاع مما كان يتوقع، على أمل أن تضع الحرب أوزارها في أقرب وقت ممكن ويعود بزوجته لمتابعة دراستهما والإطمئنان على عائلتها التي تواجه صعوبات في الاتصال معها.
تقول روجر باللغة الأوكرانية التي ترجمها زوجها أمام عدد من الصحفيين تواجدوا في منزل العائلة، بينهم مراسل “القدس” دوت كوم، إنها جاءت إلى غزة، من مدينة فينيتسيا، برفقة “إبراهيم” على أمل أن تعيش بسلام وهدوء بعد أن أجبرتها الحرب على فراق أهلها وبلادها، مشيرة إلى أنها تخطط للعودة إلى بلادها عندما تتيح الفرصة ذلك.

وأشارت إلى أن القصف في أوكرانيا لا يكاد يتوقف بفعل الحرب الروسية، والمشاهد المروعة والخطيرة، وأنها تأمل بأن يعم السلام في بلادها وبلدان العالم ومنها غزة.
من جهته يقول إبراهيم الذي يدرس الطب العام في السنة الرابعة، إنه حين اختار أوكرانيا للدراسة بسبب تفوق جامعاتها في التعليم، إلى جانب أن الحياة رخيصة مقارنةً بدول أخرى، مشيرًا إلى أن بعض أصدقائه كانوا يدرسون من قبل هناك ونصحوه بالوصول إليها.
وبين أنه تعرف على “فيكتوريا” في السنة الأولى من الدراسة، وأبلغ عائلته بنيته الارتباط بها، وكان هناك ترحيب منهم، وفي السنة التعليمية الثانية عند الفصل الأول (منذ عامين و 4 أشهر)ـ تزوجا، مشيرًا إلى أنهما يعيشان في مدينة فينيتسيا التي وصفها بأنها جميلة جدًا ما قبل الحرب، وتحولت إلى خراب بعد أن تعرضت للقصف بدءاً من مطارها وحتى شوارعها وغيرها.
ويقول إبراهيم عن الحرب، كانت الضربات متواصلة، وكنا نتوقع أن تتوقف بعد 3 أو 4 أيام، ومع اشتدادها قررت مع عدد من الطلاب الفلسطينيين المغادرة على عاتقنا الشخصي في حافلة صباح يوم 28 فبراير/ شباط الماضي، وتوجهنا إلى الحدود الرومانية وسط أجواء صعبة جدًا، وكانت الحواجز منتشرة ويتم تفتيشنا بشكل دقيق باستمرار، حتى نجحنا بالوصول إلى الحدود وتم هناك استقبالنا بأفضل حال، ثم انتقلنا إلى العاصمة بوخارست واستقبلتنا الجالية الفلسطينية في أحد الفنادق ووفروا لنا كل احتياحاتنا، وبعد أيام غادرنا إلى القاهرة ومنها إلى قطاع غزة الذي وصلنا إليه في الثالث من مارس/ آذار الجاري.

ويضيف “غزة عاشت 4 حروب، عشت منها 3، وكان لدينا مخاوف من أن نصل إلى غزة، رغم أننا خططنا مسبقًا لزيارتها إلا أنه بسبب أزمة كورونا تم تأجيل المخطط مرارًا، وكنا نخطط زيارتها هذا الصيف للقاء الأهل، إلا أن الحرب في أوكرانيا أجبرتنا الآن على زيارتها رغم مخاوفنا من حرب جديدة، لكن اشتياقنا للأهل حتم علينا العودة أيضًا”.
ويعتبر إبراهيم أن غزة بالنسبة له حاليًا أكثر من مكان آمن، متمنيًا أن يبقى الهدوء فيها وأن يعيش السكان بهدوء بدون أي حروب.