أطماعهم بالأردن.. سموتريتش وبن غفير يُخطّطان لنكبةٍ جديدةٍ ويعتبران الأردن إسرائيل.. افتراضات المملكة باتفاقية السلام تنهار لرفضها رؤية دولةٍ فلسطينيّةٍ بالأردن كوطنٍ بديلٍ

الإنتشار العربي :ما زالت الحركات الصهيونيّة-اليمينيّة تتبنّى الشعار الذي كان قد وضعه في العام 1930 أحد أكبر قادة الحركة الصهيونيّة، زئيف جابوتينسكيّ، والذي يؤكِّد أنّ أرض إسرائيل الكاملة يجِب أنْ تشمل بالإضافة لفلسطين التاريخيّة أيضًا الضفّة الشرقيّة لنهر الأردن، أيْ المملكة الأردنيّة الهاشميّة، علمًا أنّ هذا الطرح طفى على وجه السطح بعد قرار الانتداب البريطانيّ تقسيم الضفتيْن، وإقامة مملكة الأردن، فيما تُسّمى بالضفّة الشرقيّة.
علاوةً على ذلك، لا تنفّك بعض الأحزاب والحركات الناشِطة بالحركة الصهيونيّة بالزعم أنّ الأردن هو فلسطين، بمعنى أنّه يجِب طرد جميع الفلسطينيين من أرض فلسطين التاريخيّة ونقلهم للأردن، لإقامة دولتهم (الطبيعيّة) هناك، وهو الطرح الذي يُثير الأردن، قيادةً وشعبًا.
وفي هذا السياق أكّد ببنحاس عنباري المستشرق الإسرائيليّ أنّ “الانطباع السائد في الأردن أنّه عندما يكون سموتريتش وبن غفير قائديْن في حكومة بنيامين نتنياهو، فإنّ سياستها الحقيقيّة هي خلق نكبةٍ جديدةٍ، بموجبها سيتّم طرد الفلسطينيين من الضفّة الغربيّة إلى الضفة الشرقيّة، ما يجعل دوائر النخبة الأردنيّة يتساءلون بالفعل لماذا يجب أنْ يكون الأردن حرس الحدود لإسرائيل، الأمر الذي يستدعي في حالة عدم احترام إسرائيل للوضع الراهن في المسجد الأقصى، وقيام الوزيرين المتطرفين بالترويج للنكبة، أنْ ينسحب الجيش الأردنيّ من انتشاره على طول الحدود، بحيث يتِّم اختراقها في الواقع”.
وتابع أنّ “تشديد التحالف بين نتنياهو ووزيريه بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين يعلنان في كل مناسبة عن عدائهما للأردن، يفتح أمام الاحتلال جبهة أمنية جديدة تسمى الأردن، بجانب باقي الجبهات الأمنية الخطيرة خلال شهر رمضان الذي تحذر منه المؤسسة العسكرية، لأنّ ما يحدث في الجارة الشرقية يجب أن يقلق إسرائيل بما لا يقل عن قلقه في لبنان”.
وأضاف في مقال نشره بموقع (زمن إسرائيل( الإخباريّ-العبريّ، أنّ “أهم التطورات الأردنية التي يجب أن تشعل الأضواء الحمر في تل أبيب هو اقتراب القبائل البدوية من جماعة الإخوان المسلمين، وتحذير زعيم في المملكة هو الشيخ مراد العضايلة من أن بنادق الجيش الأردني ستوجه إلى إسرائيل، وبعد شهر مضى يتعهد شيخ القبيلة العظيمة بني صخر بالدفاع عن المسجد الأقصى”.
وأشار إلى أنّ “الجيش الأردنيّ يتألف من أبناء العشائر المنتشرين على طول الحدود الطويلة مع الكيان، ويحمون دولة الاحتلال من الأخطار المحدقة بها، بزعم أنّ رجال القبائل لن يمنعوا التسلل إليها فحسب، بلْ هم أنفسهم سيطلقون النار على جنود الاحتلال، ناقلاً عن أوساط ٍأردنيّةٍ أنّ كلّ الافتراضات التي قدّمها الأردن على أساس اتفاقية السلام مع إسرائيل تنهار، لأنّها لم تتخلّ عن رؤية دولة فلسطينية في الأردن باعتباره الوطن البديل”.
وأكد أنّ “النكبة الجديدة التي يُخطِط لها سموتريتش وبن غفير لن تحدث غدًا، ويرجع ذلك بالأساس على اعتماد الأردن على إسرائيل في الحصول على المياه والغاز الطبيعيّ، ولكن إذا قررت المملكة اتخاذ هذه الخطوة، فلنْ تتمكّن إسرائيل من قطع إمدادات المياه والغاز عنها، بلْ ستصل إلى ذات الوضع مع قطاع غزة، الذي يُشكِّل لإسرائيل جملةً من المشاكل الأمنيّة لكنها مستمرّة في توفير كلّ احتياجاته”.
وفي الخلاصة، لفت المستشرق إلى أنّ “القراءة الأردنية للتوجه الإسرائيليّ أنّه سيُفضي إلى خلق توتراتٍ مع الفلسطينيين، وربّما يؤدي إلى تهيئة الظروف لنكبةٍ جديدةٍ على حساب الأردن، وسقوط نظامه، وبغضّ النظر عمّا إذا كان التخوف حقيقيًا أمْ لا، فإنّ المهم أنّ التقييم الأردنيّ عرف طريقه إلى الولايات المتحدة، في ضوء تحركات وزراء الحكومة المتطرفين أمثال إيتمار بن غفير من خلال اقتحاماته للمسجد الأقصى”، طبقًا لأقواله.