أحداث ناغورنو كاراباخ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي حتى اليوم

 أحداث ناغورنو كاراباخ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي حتى اليوم

الإنتشار العربي :مرّ إقليم ناغورنو كاراباخ، بعد أن حصل على الحكم الذاتي عام 1923، في أحداث كثيرة، وشهد حروباً إثنية وأعمال عنف، لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
شهد إقليم ناغورنو كاراباخ، الجبلي الصغير، والذي تسكنه أغلبية من الأرمن، واعتُرف به على أنه جزء من أذربيجان، أعمال عنف بين يريفان وباكو، استمرت عقوداً.

وفيما يلي أبرز المحطات الرئيسة، التي شهدها إقليم ناغورنو كاراباخ في تاريخه الحديث:
1988: أعمال عنف إثنية

في شباط/فبراير 1988، في خضم البيريسترويكا، نُظمت أولى التظاهرات المطالبة بضم ناغورنو كاراباخ إلى أرمينيا، الجيب في القوقاز، والذي ألحقه ستالين بأذربيجان عام 1921، مع منحه الحكم الذاتي عام 1923.

اندلعت أعمال عنف عرقية وقُتل نحو 30 شخصاً، معظمهم من الأرمن في بلدة سومغايت الأذربيجانية.

وبينما كانت لا تزال أرمينيا وأذربيجان عضوين في الاتحاد السوفياتي، رفض ميخائيل غورباتشوف أي تغيير في الحدود. وتكثفت أعمال العنف بين المجموعتين الأذرية والأرمينية.
1991: استقلال غير معترف به

مع تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، نظم إقليم ناغورنو كراباخ استفتاءً قاطعته المجموعة الأذرية. وأعلن في الثاني من أيلول/سبتمبر استقلاله عن باكو بدعم من يريفان، إلا أنه لم يتم الاعتراف بهذا الاستقلال من أي دولة عضو في الأمم المتحدة.

مطلع نيسان/أبريل 2016، دارت معارك عنيفة بين القوات الأذربيجانية والأرمينية لمدة أربعة أيام. وأسفرت الاشتباكات – وهي الأسوأ منذ عام 1994-، عن مقتل ما لا يقل عن 110 أشخاص من المدنيين والعسكريين من الجانبين.
2020: حرب ثانية

في 27 أيلول/سبتمبر 2020، شنّت أذربيجان عملية عسكرية ضد “الانفصاليين الأرمن”، وقصفت ستيباناكيرت، عاصمة ناغورنو كاراباخ.

انتهى النزاع الجديد هذه المرة بهزيمة ساحقة لأرمينيا، التي اضطرت إلى التنازل عن مناطق كبيرة في ناغورنو كاراباخ ومحيطها لأذربيجان. ونشرت موسكو، التي رعت اتفاقاً لوقف إطلاق النار، في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، قوة لحفظ السلام، لكن وجود آلاف الجنود الروس لم يحل دون وقوع اشتباكات في “الجيب الانفصالي”.
2022: الحصار

في نهاية عام 2022، أقامت أذربيجان نقاط تفتيش قبل أن تعطل حركة المرور عبر ممر لاتشين، في آب/أغسطس 2023، وهو الطريق الوحيد الذي يربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا، الأمر الذي أدّى إلى نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة.
2023: عملية عسكرية خاطفة لباكو

في 19 أيلول/سبتمبر الحالي أعلنت أذربيجان إطلاق “عمليات لمكافحة الإرهاب” في ناغورنو كاراباخ، بعد مقتل أربعة شرطيين ومدنيَّين اثنين من أذربيجان، في انفجار ألغام زرعها – بحسب باكو – “مخربون” أرمن.

في اليوم التالي، استسلمت سلطات الإقليم الانفصالي بعد أن تخلت عنها يريفان، وتمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقُتل ما لا يقل عن 200 شخص، وجُرح 400، وفقاً لـ”الانفصاليين الأرمن”، بينما واجهت ناغورنو كاراباخ حالة طوارئ إنسانية. وبدأت مفاوضات بشأن “إعادة دمج” الجيب في أراضي أذربيجان.

وقبل يومين، أعلنت إدارة الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في بيان، أنّ المفاوضات التي جرت بين وفدي أذربيجان وممثلي السكان الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ، في مدينة يفلاخ الأذربيجانية، كانت “بنّاءةً، وتمّت في جوٍ إيجابي”.

وأوضحت الإدارة أنّه “تمّ البحث في عملية إعادة دماج السكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ، واستعادة البنية التحتية في الإقليم”.

مِن جهته، أكّد ممثل السكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ، دافيد بابايان، أنّه لم يتم التوصل إلى اتفاقٍ نهائي مع باكو، مشيراً إلى وجود “تفاصيل يجب الاتفاق عليها”.

وكانت باكو أعلنت تعليق عمليتها العسكرية في ناغورنو كاراباخ بعد التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار مع سلطات الإقليم، بوساطة روسية، وبعد أن سيطرت على أكثر من 90 موقعاً قتالياً.

وأكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، أنّ قوات حفظ السلام الروسية، في إقليم ناغورنو كاراباخ، “تعمل بنشاطٍ كبير مع جميع أطراف الصراع”، و”تبذل قصارى الجهد لحماية السكان المدنيين”.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *