واشنطن ستستخدم الذكاء الاصطناعي لإلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب المؤيدين لحماس

واشنطن- سعيد عريقات
نسب موقع آكسيوس لمسؤولين كبار في وزارة الخارجية الأميركية قولهم للموقع الخميس أن وزير الخارجية ماركو روبيو أطلق جهدًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي ملقب ب “إمسك والغي Catch and Revoke” لإلغاء تأشيرات المواطنين الأجانب الذين يبدو أنهم يدعمون حماس أو غيرها من الجماعات الإرهابية المحددة.
ويمثل هذا الجهد – الذي يتضمن مراجعات بمساعدة الذكاء الاصطناعي لعشرات الآلاف من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لحاملي التأشيرات الطلابية – تصعيدًا كبيرًا في مراقبة الحكومة الأميركية لسلوك وخطاب المواطنين الأجانب، خاصة الطلاب.
ويقول المسؤولون إن مراجعات حسابات وسائل التواصل الاجتماعي “تبحث بشكل خاص عن أدلة على تعاطف مع الإرهابيين المزعوم الذي تم التعبير عنه بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023 على إسرائيل” بحسب الموقع.
كما يخطط المسؤولون لفحص قواعد البيانات الداخلية لمعرفة ما إذا كان أي من حاملي التأشيرات قد تم القبض عليهم ولكن سُمح لهم بالبقاء في البلاد أثناء إدارة بايدن.
ويقول هؤلاء المسؤولون إنهم يتحققون أيضًا من التقارير الإخبارية عن المظاهرات المناهضة لإسرائيل ودعاوى الطلاب اليهود التي تسلط الضوء على مواطنين أجانب يُزعم أنهم شاركوا في أنشطة معادية للسامية دون عواقب.
تعمل وزارة الخارجية مع وزارتي العدل والأمن الداخلي فيما وصفه أحد كبار مسؤولي الدولة بأنه “نهج حكومي كامل وسلطة كاملة”.
ولإطلاق “إمسك والغي Catch and Revoke”، فحص المسؤولون الفيدراليون 100000 شخص في نظام زوار التبادل الطلابي منذ تشرين الأول 2023 لمعرفة ما إذا تم إلغاء أي تأشيرات لأن الطالب تم اعتقاله أو طرده من الجامعة.
عادةً، يتخذ المسؤول القنصلي الذي يصدر مكتبه التأشيرة لطالب ألأجنبي قرار الإلغاء بمجرد تنبيهه بشأن الاعتقال أو الإيقاف.
وقال المسؤول: “لم نجد إلغاء للتأشيرات أثناء إدارة بايدن، … مما يشير إلى موقف غض الطرف تجاه إنفاذ القانون”.
يشار إلى أن قانون الجنسية للهجرة لعام 1952 يمنح وزير الخارجية سلطة إلغاء التأشيرات من الأجانب الذين يعتبرون تهديداً ــ وهي النقطة التي أشار إليها روبيو عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ بعد ثمانية أيام من السابع من تشرين الأول 2023.
وقال روبيو: “نرى الناس يسيرون في جامعاتنا وفي شوارع بلادنا… ويدعون إلى الانتفاضة، ويحتفلون بما فعلته حماس… هؤلاء الناس بحاجة إلى الرحيل”.
وقال روبي الخميس على منصة إكس ، معلقا ، كما يبدو، على تسرب الخبر : “إن أولئك الذين يدعمون المنظمات الإرهابية المحددة، بما في ذلك حماس، يهددون أمننا القومي. والولايات المتحدة لا تتسامح مطلقًا مع الزوار الأجانب الذين يدعمون الإرهابيين. ويواجه المخالفون للقانون الأميركي ــ بما في ذلك الطلاب الدوليون ــ رفض أو إلغاء التأشيرة، والترحيل”.
يشار إلى الرئيس ترامب كان قد قال في ورقة حقائق أصدرها البيت الأبيض في الثلاثين من كانون الثاني الماضي، مرتبطة بأمر تنفيذي يهدف إلى مكافحة معاداة السامية في الأنشطة “المؤيدة لحماس”: “إلى جميع الأجانب المقيمين الذين انضموا إلى الاحتجاجات المؤيدة للجهاديين، ننبهكم: سوف نجدكم، وسوف نرحلكم”.
ويستهدف أمر تنفيذي آخر، صدر في العشرين من كانون الثاني، أي يوم استلام ترامب للبيت الأبيض ، يهدد حاملي التأشيرات والأجانب الذين “يهددون أمننا القومي، ويتبنون أيديولوجية كراهية”.
يشار على إن التأثير التراكمي للأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب ترك بالفعل تأثيراً مخيفاً لحاملي التأشيرات الطلابية، حيث بدأ العديد بتجنب الاحتجاجات المنتقدة لإسرائيل.
وقال عبد أيوب، رئيس اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز: “يجب أن يثير هذا قلق جميع الأميركيين. هذه قضية تتعلق بالتعديل الأول للدستور وحرية التعبير، وانصياع لرغبات دولة أجنبية (على حساب الأميركيين)…لن يحب الأميركيون هذا”.
وشرح أيوب إن “المخطط” للبرنامج الجديد يمكن العثور عليه في عملية بولدر عام 1972، عندما تسللت إدارة نيكسون وراقبت الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، والتي قال إنها تنتهك حقوق المواطنين الأميركيين وكذلك الأجانب.
وقال أيوب: “مع ظهور الذكاء الاصطناعي، أصبح الأمر أكثر رعبًا لأنهم يراقبون الكلام ويستخدمون تكنولوجيا معيبة”.
ولكن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية قال للموقع إن “تجاهل المعلومات المتاحة للجمهور حول المتقدمين للحصول على التأشيرة من حيث أدوات الذكاء الاصطناعي سيكون إهمالاً من جانب الوزارة التي تأخذ الأمن القومي على محمل الجد. … الذكاء الاصطناعي هو أحد الموارد المتاحة للحكومة والتي تختلف تمام الاختلاف عما كنا عليه من الناحية التكنولوجية قبل عقود من الزمان”.
وقال المسؤول إنه إذا وجد المسؤولون منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي من مواطن أجنبي يبدو أنه يؤيد الهجوم على إسرائيل ويبدو “مؤيدًا لحماس”، فقد يكون ذلك سببًا لإلغاء التأشيرة.
وأضاف المسؤول: “في عهد الرئيس ترامب، أصبح قانون الجنسية والهجرة رائعًا مرة أخرى”.
ويعكس موقف إدارة ترامب المؤيد لإسرائيل التزامه الطويل الأمد هو وروبيو تجاه الدولة العبرية، وهي قضية ذات أهمية كبيرة للإنجيليين البيض الذين انتخبوا ترامب.
وفي الوقت نفسه، أدت معارضة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى انقسام القاعدة الديمقراطية، كما تظهر استطلاعات الرأي.
وفي بعض الاستطلاعات لا يميز الناخبون بين دعم حماس ودعم الشعب الفلسطيني ـ على الرغم من الجهود التي يبذلها بعض المنظمين.