هل لبوتين شبيه يحل محله في الظهور العام؟.. الكرملين يحسم الجدل بهذا الملف.. أزمة جديدة تضرب اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بعد تهديد روسيا بإلغائه وغوتيريش يقترح حلاً جديدًا

الإنتشار العربي : رفض الكرملين تلميحات بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه شخص شبيه يحل محله في الظهور العام.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للشباب في حدث تعليمي في موسكو يوم الاثنين: “ربما سمعتم أنه من المفترض أن يكون لدى بوتين العديد من البدلاء الذين يعملون بدلا منه أثناء جلوسه في مخبأ. هذه كذبة أخرى”.
وأضاف: “إنكم ترون أي نوع من الرؤساء لدينا. لقد كان (بوتين) ولا يزال نشطا للغاية. نحن الذين نعمل معه بالكاد نستطيع مجاراته”.
وتأتي تعليقاته بعد تلميحات متكررة بأن بوتين يمثله في الواقع شخص يظهر بدلا منه في الأماكن العامة. وجاءت أحدث التلميحات بعد أن ورد أن بوتين سافر إلى أوكرانيا لزيارة مناطق الحرب التي تحتلها روسيا.
وقال أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، الأسبوع الماضي: “لم يكن هذا بوتين الحقيقي”.
وفي ذلك الوقت، رفض الكرملين تصريحه.
ولا يوجد دليل على ظهور شخص بديل في مناسبات بوتين الرسمية.
وفي سياق آخر هددت موسكو بإنهاء اتفاق دولي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية قبل نحو ثلاثة أسابيع ونصف من انقضاء أجل العمل بالاتفاق.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الاثنين: “الهجمات الإرهابية من قبل نظام كييف تهدد بتمديد جديد لاتفاق الحبوب بعد 18 (أيار) مايو”.
واتهمت روسيا، التي شنت غزوها الكامل لأوكرانيا قبل 14 شهرا، جارتها باستخدام طائرات مسيرة لمهاجمة قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في آذار/مارس ونيسان/أبريل. ويتمركز الأسطول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
ولم ترد كييف على الفور.
وهددت روسيا مرارا بإلغاء اتفاق الحبوب الذي تم تمديده لمدة 60 يوما في منتصف آذار/مارس.
وقال الكرملين إن تخفيف العقوبات على صادرات الأسمدة الروسية لا يتم تنفيذه بشكل كاف.
وبعد بدء الحرب، أغلقت روسيا موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود لعدة أشهر، ومنعت تصدير الحبوب، مما أثار مخاوف من ارتفاع الأسعار أو المجاعة في بعض المناطق لأن أوكرانيا واحدة من أكبر موردي الحبوب في العالم.
وفي الصيف الماضي، توسطت الأمم المتحدة وتركيا لإنهاء الحصار من خلال إبرام اتفاق الحبوب، وتحرير ملايين الأطنان من الحبوب وغيرها من الأغذية.
ويسمح الاتفاق بشحن الحبوب عبر ثلاثة موانئ على البحر الأسود، مع لعب تركيا لدور تنسيقي.
وقدمت أوكرانيا وروسيا ما يقرب من ربع صادرات الحبوب في العالم قبل الحرب.
ويُنظر إلى الخطة على أنها حيوية لمنع الأزمات الإنسانية في البلدان النامية وإبقاء أسعار الغذاء العالمية تحت السيطرة.
إلى ذلك قدّم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “طريقا” اقترح اتّباعه من أجل إتاحة تمديد الاتّفاق الخاصّ بصادرات الحبوب الأوكرانيّة، حسبما قال مكتبه الاثنين في بيان بعد اجتماع مع وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف.
وسلّم غوتيريش لافروف “رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين تُحدّد خطوط طريق يجب اتّباعه، تمّ اقتراحه من أجل تحسين وإطالة وتوسيع” الاتّفاق الذي سمح منذ تمّوز/يوليو الماضي بتصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر البحر الأسود رغم الصراع، وفقا للبيان.
وأرسِلت رسالة مماثلة إلى “الموقعَين الاثنين الآخرين” على هذا الاتفاق الذي يُعتبر ضروريا للأمن الغذائي العالمي، أي أوكرانيا وتركيا.
وقال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة إن غوتيريش “أخذ علما بقلق الاتحاد الروسي” لناحية أثر تطبيق الاتفاقية على صادراته من المواد الغذائية والأسمدة، وقدّم تقريرا مفصّلا عن التقدّم المحرز في هذا الصدد. وأضاف المكتب أن الأمم المتحدة ستواصل “عملها” من أجل “حل المشاكل المتبقية”.
لكن لافروف قال في بيان أصدره مكتبه إنه “حتى الآن لم يحصل تقدم كبير”، مبديا أسفه لغياب “الاستعداد لدى الدول الغربية لفعل ما هو ضروري حقا كي تُنفّذ بنجاح” الاتفاقية بشقيها. وأضاف “سندرس الافكار التي قدمها لنا” الأمين العام.
كما أعرب غوتيريش عن “مخاوفه” بشأن “العقبات الحديثة” التي واجهها “في عمله اليومي” مركز تنسيق الاتفاق الذي يضم ممثلين عن الأطراف الأربعة (أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة وتركيا)، إذ تمّ الأسبوع الماضي موقتا تعليق عمليات تفتيش السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية.