هذه تفاصيل الخطّة الإسرائيلية لمُواجهة العمليات بالضفّة ومصر تفشل بالحُصول على “تعهّد” بعدم العودة للاغتيالات وقيادي في حركة “حماس” يؤكّد: المُعادلة تغيّرت والمُقاومة تتطوّر
![هذه تفاصيل الخطّة الإسرائيلية لمُواجهة العمليات بالضفّة ومصر تفشل بالحُصول على “تعهّد” بعدم العودة للاغتيالات وقيادي في حركة “حماس” يؤكّد: المُعادلة تغيّرت والمُقاومة تتطوّر](https://alentesharnewspaper.com/wp-content/uploads/2023/08/2023-08-26_08-48-14_104294.jpg)
الإنتشار العربي : كشفت وسائل إعلام عبرية، الليلة الماضية، عن تفاصيل خطة إسرائيلية لمواجهة عمليات المقاومة بالضفة المحتلة.
وبحسب القناة 14 العبرية، فإن قائد القيادة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولة عن الضفة الغربية اللواء “يهودا فوكس” صاغ عدة خطوات سيتم العمل بها وفقاً لمسؤولين في القيادة الوسطى خلال الأيام المقبلة في ظل موجة العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية.
ووفقاً للقناة العبرية، فإن الخطة تتكون من شقين الأولى هجومي والآخر دفاعي، من أجل التعامل مع تصاعد العمليات التي أدت منذ بداية العام لمقتل 34 إسرائيليًا في إحصائية هي الأعلى منذ عام 2005 التي شهدت انتهاء انتفاضة الأقصى.
وذكرت أن الخطة في الشق الهجومي تتضمن العمل على محاربة ظاهرة السيارات “التي لا تحمل أي رقم/ المشطوبة”، والتي يستخدمها منفذي العمليات في الضفة الغربية، ومن أجل ذلك سيتم استخدام وسائل تكنولوجية للعثور عليها في الطرقات في الضفة الغربية، كذلك من خلال مساعدة شرطة الاحتلال بسحب رخصة السائق ومصادرة السيارة.
ووفق القناة فإنه سيتم تفعيل الاغتيالات من الجو، حيث أن عملية الاغتيال التي نفذتها وحدة يمام قبل أسبوعين في بلدة “عرابة” في جنين، كانت هناك طائرة بدون طيار هجومية تراقب الخلية وحلقت فوق منطقة العملية وكادت أن تهاجم الخلية، لكن في اللحظة الأخيرة تقرر اغتيالهم من الأرض.
وأشار مراسل القناة إلى أن الاحتلال قرر تكثيف الاقتحامات وحملات الاعتقال على مستوى الألوية في الضفة الغربية.
أما ما يتعلق بالشق الدفاعي فإنه سيعمل نظام لوائي ذكي في الضفة الغربية يعتمد على تكنولوجيا متطورة، والذي سيساعد بسرعة على العثور على أي شخص محتمل تنفيذه عملية قبل تنفيذه للعملية.
ولفت إلى أنه سيتم نصب عدد أكبر من كاميرات المراقبة للمساعدة في اعتقال المنفذين وقت الانسحاب بأقصى سرعة ممكنة.
من جانبه أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، أنّ تكرار الاحتلال الإسرائيلي التهديد باغتياله لن يترك أثراً أو تغييراً، مُتحدثاً بشأن عدّة مواضيع وملفات، ومُشدّداً على أنّ المقاومة في الضفة الغربية ستتعزّز وتتمدّد وتزداد تأثيراً.
وتطرّق العاروري في حوار مع قناة الميادين إلى تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله واستهداف قيادة حماس، قائلاً إنّ “التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي، ولن يترك أي أثر، ولن يغيّر مساري قيد أنملة”، مُضيفاً: “نحن مؤمنون، ونتمنى أن تُختتم حياتنا بالشهادة التي نعتز بها”، مشيراً إلى أنّ الشهادة هي الفوز العظيم في نظر قادة المقاومة.
وشدّد العاروري على أنّ قادة المقاومة “جزء من الشعب الفلسطيني، ولا يتباينون عن كل أبناء الشعب”، مُذكِّراً بأنّ كل فصائل المقاومة الفلسطينية قدّمت قادةً شهداء مِن كل المستويات، ومؤكداً أنّ هذا “لا يُعَدّ غريباً” على حماس ومختلف حركات المقاومة.
وفي السياق ذاته، قال العاروري إنّ “دماءنا وأرواحنا ليست أغلى ولا أعز من أي شهيد، ولا يجوز لأم شهيدٍ أن تشعر بأنّ دماء القائد أو المسؤول أعز وأغلى من دماء ابنها. نحن سواسية، والشهيد الذي سبقنا بيوم أفضل منّا”.
وأشار العاروري إلى أنّ الاحتلال اتّخذ قراراتٍ كثيرة بشأن اغتيال القادة والمؤسّسين، واستهدف قادةً كثيرين، كقائد كتائب القسّام، محمد الضيف، وهو كان المطلوب الأول للاحتلال منذ انطلاق العمل المقاوم المُسلّح، بحيث حاول الاحتلال اغتياله مراراً، وقام بقتل عائلته، لكنّه “ما زال يقاتل، وما زال على رأس عمله”.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وجود معادلةٍ جديدة “تتغير كل يوم لمصلحة المقاومة وحلفائها وامتداداتها”، وأنّ هذه المعادلة تترسّخ ضد الاحتلال بقوةً، منبّهاً إلى أنّ أبرز ما في الصورة اليوم هو المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، على رغم كل إجراءات الاحتلال وقوته وإرهابه.
وأضاف العاروري أنّ جيش الاحتلال حشد أكثر من نصف قواته البرية، عبر أكثر من 30 كتيبة، لمواجهة مقاومة الشعب الفلسطيني في شمالي الضفة الغربية والقضاء عليها، مُشدّداً على أنّه على الرغم من ذلك، فإن “المقاومة في الضفة تزداد قوةً وتأثيراً وتمدّداً”.
ولفت إلى أنّ تمدّد المقاومة إلى سائر مناطق الضفة الغربية يمثّل “كابوساً للاحتلال، ويسبّب له هستيريا وتوتراً وخوفاً”، مؤكّداً أنّ المقاومة تحبط سياسات الاستيطان والتوسّع في الضفة الغربية، التي تعتمدها حكومة الاحتلال الفاشيّة، وأنّها، عبر تمدّدها، ستجبر الاحتلال على الفشل والتراجع.
وأكد العاروري، أنّ القادة الإسرائيليين “سيخرجون بهزيمةٍ تُخرج هذا الكيان من الضفة الغربية”، مشيراً إلى أنّ “كلّ مسؤولٍ إسرائيلي، يأتي بسياساتٍ متطرفة ودموية، يخرج بهزيمةٍ غير مسبوقة”، مستذكراً أنّ “هذا ما لقيه رئيسا حكومتي الاحتلال السابقان، إسحق رابين، وآرييل شارون”.
وأشار العاروري إلى أنّ “الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تريد تهجير الفلسطينيين من الضفة، وزيادة الاستيطان والسيطرة على المسجد الأقصى”، مُجدّداً تأكيده أنّها “ستُهزم هزيمةً كبيرة، وستكون النتيجة انسحابها من كل الضفة الغربية”.
وجدد العاروري تأكيده أنّه إذا وصلت الأوضاع إلى المواجهة الشاملة، فسوف “تُهزم إسرائيل هزيمةً غير مسبوقةٍ في تاريخها”، مُعرباً عن أن قادة المقاومة “واثقون بذلك”، ومضيفاً أنّه، في المواجهة الشاملة، “ستُفرض على إسرائيل وقائع جديدة، من ضمنها وضع حدٍّ لاستمرارها، ولتواصل الدعم الخارجي لها”.
وأشار العاروري إلى أنّ “معركة التحرير في الضفة الغربية فوق الطاولة”، لافتاً إلى أنّه تمّ الدخول في مرحلة حسم الصراع من خلال تهويد الاحتلال للضفة الغربية وترحيل الفلسطينيين.
وفي ذات السياق كشفت صحيفة “الاخبار” اللبنانية اليوم السبت، من مصادر فصائلية فلسطينية ان الوسيط المصري فشل في الحصول على تعهّد من مستشار ما يسمى “الأمن القومي” الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بعدم العودة إلى سياسة الاغتيالات والحفاظ على الالتزامات السابقة، ما تمّ التوصّل إليه في أيار الماضي عقب معركة “ثأر الأحرار” بشأن الاغتيالات .
وبينت الصحيفة ان الجانب المصري يجري اتّصالات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية واسرائيل لتلافي تفجّر مواجهة عسكرية خلال الفترة المقبلة.
وحذرت المقاومة وفقا للصحيفة أن ردّها على أيّ جريمة اغتيال سيكون «غير مسبوق»، منبّهةً إلى أن «محاولة صنع معادلات عبر عمليات اغتيال لقادة أو عناصر من المقاومة خارج الضفة الغربية المحتلة، قد تكون الشرارة التي ستشعل معركة كبيرة» ، أن هذه العمليات ستتواصل وستتصاعد بشكل كبير بغضّ النظر عن التهديدات الإسرائيلية، وأن توقفها مرهون بإنهاء الاحتلال والاستيطان، وهو ما ردّ عليه العدو برفض الحديث عن الاستيطان والتواجد العسكري الإسرائيلي في الضفة.
وأبلغت حماس المصريين أن “الاحتلال يعتقد أنه في حال نفّذ عملية اغتيال ضدّ قادة المقاومة، فسيكون بإمكانه السيطرة على مجريات المعركة التي ستندلع”، مستدركةً بأنه “في حال أقدم على هذا الخيار، فبدلاً من الضغط على المقاومة وقيادتها، سيجد نفسه أمام معركة مطلبها الرئيس الانسحاب من الضفة لوقف القتال”.