هاجس المُسيّرات الإيرانيّة ومُساعدة إسرائيل لأوكرانيا: تركيّا أزالت العقبات وواشنطن زادت الضغوطات وإيران وفّرت المُسيّرات و(الناتو) مرّر المعونات والكيان يستفيد.. أوروبا تخاف الصواريخ الإيرانيّة الضارِبة لعواصمها

 هاجس المُسيّرات الإيرانيّة ومُساعدة إسرائيل لأوكرانيا: تركيّا أزالت العقبات وواشنطن زادت الضغوطات وإيران وفّرت المُسيّرات و(الناتو) مرّر المعونات والكيان يستفيد.. أوروبا تخاف الصواريخ الإيرانيّة الضارِبة لعواصمها

الإنتشار العربي :كشفت محافل أمنية رفيعة المستوى في كلٍّ من تل أبيب وبروكسل، مقّر حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، كشفت النقاب عن أنّ المسيّرات الإيرانية تؤدّي دورًا مركزيًا في الهجمات الجويّة الروسيّة على المدن الأوكرانيّة خلال الأسابيع الأخيرة، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ هذا التطوّر جاء بهدف ضرب البنى التحتيّة والمباني الحكوميّة والأهداف المدنيّة، وأنّ هذه الهجمات أدت إلى أضرارٍ في عملية توزيع الكهرباء والماء في شتى أنحاء الدولة، على ما نقله مُحلِّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، يوسي ميلمان.
وطبقًا للمُحلِّل فإنّ دولة الاحتلال قامت خلال الأسابيع الأخيرة بتعزيز مساعداتها الاستخباراتيّة لأوكرانيا، عبر حلف “الناتو”، بحسب ما قالته مصادر في حلف شمال الأطلسيّ في بروكسل للصحيفة العبريّة.
وشدّدّ المُحلّل، نقلاً عن ذات المصادر، على أنّه بهذه الطريقة يتّم نقل المساعدات الإسرائيليّة بصورةٍ غيرُ مباشرةٍ لأوكرانيا، مُوضحًا أنّه من المرجح أنْ تكون القيادة السياسيّة – الأمنيّة في إسرائيل قررت الابتعاد، ولو قليلاً، عن سياسة “الوقوف جانبًا” التي ميّزت إسرائيل منذ 24 شباط (فبراير)، أيْ منذ بدء الحملة الروسيّة بأوكرانيا، كنتيجةٍ للمساعدة العسكريّة التي بدأت إيران تُقدّمها لروسيا، والتي تشمل أيضًا تدريب قواتٍ على الأراضي الروسيّة.
 بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، قال ميلمان إنّ زيادة الضغط الأمريكيّ وتعميق المساعدة الإيرانيّة لروسيا، يدفعان إسرائيل إلى الخروج ممّا أسماها بـ”لامبالاتها”، مشيرًا إلى أنّه خلال الشهر الماضي، وافقت الدولة العبريّة، تحت الضغط الأمريكيّ، على تمويل شراء “موادٍ استراتيجيّةٍ” بملايين الدولارات من أجل أوكرانيا، كما أنّها وافقت على السماح لدول “الناتو” بتمرير أسلحةٍ تشمل معداتٍ إلكترونيّةٍ وأدوات تحكُّم بالنيران تقوم بتصنيعها شركات من الكيان.
 ووفقًا للمُحلل الإسرائيليّ فإنّه لدى الدولة العبريّة بنك معلوماتٍ كبيرٍ عن المسيّرات الإيرانيّة، تمّ بناؤه على مدار أعوام في جهاز (الموساد) والاستخبارات العسكريّة (أمان) وسلاح الجو وسلاح البحرية، وتمّ نقله لحلف شمال الاطلسيّ بهدف خدمة أوكرانيا، ويتضّمن الملّف الذي نُقِل من إسرائيل للناتو معلومات مفصلة عن أنواع المسيّرات الإيرانية، وعلى نحوٍ خاصٍّ “شاهد 136″، التي تُعرَف بالمُسيّرة الانتحاريّة.
 ميلمان نوّه إلى أنّ الأمين العّام للناتو يانس ستولتبرغ، قال مؤخرًا إنّ إيران هي الشريك الدفاعيّ الأقرب إلى روسيا، وأنّ أقواله جاءت بعد أسابيع من تحذير الاستخبارات الأمريكيّة من نيّة إيران تزويد روسيا بصواريخ باليستية، وأضاف: “يبدو أنّ الإيرانيين تراجعوا عن قرارهم، ويبحثون الآن في تزويد الجيش الروسيّ بصواريخ من صنعهم، يصل مداها إلى 300 كلم”.
 المصادر أوضحت أنّ إسرائيل وقّعت اتفاقيةً عام 1994 تمنحها مكانة “شريكة” في “الناتو”، الأمر الذي يسمح لها بتعيين سفيرٍ وملحقٍ عسكريٍّ، والمشاركة في التدريبات الجويّة والبحريّة للحلف في دول البلطيق ومونتينيغرو والمحيط الهنديّ.
 وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب فإنّ “تقوية العلاقات ممكنة، نظرًا للتحسّن في العلاقات الإسرائيليّة مع تركيا، العضو في (الناتو)، بعد أعوامٍ من وضعها عقبات، لكن أيضًا بفضل تغيير في طريقة تعامُل الحلف.”
ونقلت الصحيفة العبريّة عن مصدرٍ بالمنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة قوله إنّه “لأعوامٍ طويلةٍ، ركّز (الناتو) على أوروبا، والشرق الأوسط كان له مكانةً أقل في الأولويات”، مُضيفًا أنّ “التوسع الشُجاع لإيران في أوكرانيا يُغيّر فهم (الناتو) بشأن وظيفته ومهماته، إذْ أنّ إيران تحوّلت فجأةً إلى دولةٍ تهدد حلف (الناتو)، ليس فقط بسبب تواجد مسيّراتها في سماء أوكرانيا والاقتراب من حدود (الناتو)، بل لأنّ لديها القدرة على صناعة صواريخ باليستية لمسافة 4000 كلم وتستطيع الوصول إلى العواصم الأوروبية”، وفق ما أكّده المصدر الأمنيّ الإسرائيليّ.
وخلُص المُحلّل الأمنيّ الإسرائيليّ إلى القول، اعتمادًا على مصادره في (الناتو) وتل أبيب، إلى أنّه “يتّم التعامل مع الكيان على أنّه يعرف كيف يُصارِع ويعمل ضدّ المخططات الإيرانيّة أكثر من أيّ دولةٍ أُخرى، ويخرج مستفيدًا من الاهتمام المتزايد للناتو بإيران”.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *