مَروان مُحمَّد الخطيب: واعجنْ رَغِيفَ الزَّيزَفُون!
الغنتشار العربي :مَروان مُحمَّد الخطيب
-إلى الشَّاعر الكبير الرَّاحل مُحَمَّد علي شمس الدين-
ورأيتُ وجهَكَ في الغَسَقْ،
قَمَراً يُدَندِنُ في الأفُقْ،
حَوْلَ المَرايا،
وارتِحَالاتِ العَلَقْ،
فقرأتُ قولَ اللهِ في السَّبْعِ المَثَانِي،
ثُمَّ انبريتُ إلى السُّجُودِ معَ السَّحَابِ المُنبَثِقْ،
قُمْتُ ابْتِهَالاً،
فارْتَوَيتُ مِنَ الألقْ…!
يا ذا البَهَاءِ الفذِّ حَرْفاًمِنْ سُلالاتِ الوَرِقْ،
هذا فُؤادي في مَقَامَاتِ الوَتينِ قد احترقْ،
وانسابَ قَطْرَاً قُرْمُزيَّاً في مَعَالِيكَ التي،
كانتْ تُحَلِّقُ نَاشِراتٍ في الوَرى فَحْوَى الحَبَقْ،
قُمْ يا كبيراً بيننا،
كَيْ نَقرَأَ العُنَّابَ،
تِرياقاً تدلَّى،
مِنْ مَحَارَاتِ الفلقْ،
واقرأْ نَشِيدَ البُرتقالِ وسِفْرَهُ،
واحذرْ رَصَاصَ الصَّائدينَ المَارقينَ،
أولي السَّوابقِ في الخَزَايَا،
السَّاقطينَ على الرَّصيفِ كما الدَّبَقْ،
واسمعْ نَداءَ الصَّاعدينَ إلى الجَلِيلِ،
وَقُرْبَ عكَّا،
قَدْ أقاموا عُرسَهُمْ،
قد زيَّنوا السَّاحَاتِ بالآتي الذي،
هَجَرَ الخَطيئةَ والذَّبيحَةَ،
وارتوى من مُقْلَةِ الأشواقِ في بَوْحِ الرَّبابْ،
قُمْ يا كبيراً كالسَّحابْ،
واعجنْ رَغِيفَ الزَّيزفونْ،
وارسلْ لِرُوما قُبَّراتٍ،
زنجبيلاً طائراً يحمي العُيونْ،
مِنْ سَمْلِ نيرونَ العَميْ،
فتُغادرَ الأوجاعَ والفِكْرَ الغبيْ،
وتَعُودَ في لحنِ الكَنَاري سلسبيلاً،
أرجواناً للجفُونْ…!.
قُمْ يا كبيراً بيننا،
واحضُنْ كتابَ العَنْدَلِيبْ،
واشرحْ كِتَابَ اللَّوزِ،
آياتِ السَّفرجلِ،
لا تكنْ في صَوتِ كَامُو كالغَرِيبْ،
طُروادةُ المِسْوارُ قدْ سَقَطَتْ،
وزُوربا لمْ يَنَمْ في مِتْعَةِ الخَرُّوبِ،
أرملةُ العَلِيلِ تَجَاوَزَتْ أحلامَها،فاغتالَها هَمَجُ الضَّجِيجِ،
كما اغتيالُ السَّوسَنَاتِ السَّاهِراتِ معَ العَبَقْ،
“لُولا” تنامُ،
ولمْ تُغَادِرْ شَوْقَهَا الذَّهَبِيَّ،
ما كانَ انصهاراً في ليالي الأُنْسِ والمطرِ المُوشَّى باحترارٍ لا يُجَاريهِ اللَّهيبْ،
قمْ كالزَّبيبْ،
وَكُنِ الشِّفاءَ – اللَّوزَ،
والمَطَرَ العجيبْ…!.