منظمة التحرير الفلسطينية الحالية هي قيادة بديلة بنفسها

 منظمة التحرير الفلسطينية الحالية هي قيادة بديلة بنفسها

محمود فنون

محمود فنون

استخدمت عبارة منظمة بديلة وقيادة بديلة في سنوات الثمانينات وما بعدها من القرن الماضي كفزاعة كبيرة بيد القيادة المتنفذة والقابضة على منظمة التحرير وضد خصومها. بمعنى ان من يسعى لذلك إنما يقوم بفعل معادي للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وكمن يقف موقفا خيانيا. 

وكان فرقاء الرفض أو المعارضة يتحسسون من أية صيغ لقاء او تحالفات فيما بينهم ويتعمدون الاعلان بأن هذه التقاربات أو التشكيلات لا تستهدف التأسيس لمنظمة بديلة تكون قيادة بديلة عن المنظمة القائمة. 

وكانت قيادة المنظمة ترفع صوتها وتحرض قواعدها بأن هناك رائحة سياسية لتشكيل منظمة بديلة وقيادة بديلة عن المنظمة. 

وفي حقيقة الحال كانت قيادة المنظمة تصوغ أوضاعها بحيث جعلت المنظمة بحالها هي بديلة للمنظمة التي أعلنت جميع القوى الفلسطينية وقطاعات الشعب الفلسطيني تأييدها لها منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي حين حصل إجماع وطني على قبول صيغة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني. 

وبلا شك كان داخل هذا الاجماع رؤيا للمنظمة، اتجاهات تناضل بحيث يستمر الالتزام بالمنظمة وإلى جانب ذلك يرفعون شعارات لإصلاح المنظمة وإصلاح أدائها بحيث تتحول هي فعلا إلى تعبير عن الإجماع الوطني والشعبي واستمرار الاعتراف بها والتعامل معها على أنها صيغة اللقاء الوطني. 

أي يحاولون دفعها ودفع قيادتها إلى تمثل الموقف الوطني منها باتخاذ الإجراءات التي تجعلها أقرب ما يكون إلى صيغة وحدوية. 

المهم والأهم أن مالكي المنظمة والمتحكمين بقراراتها ودوائرها وكل بناها كانوا هم الذين يسعون إلى قيادة بديلة عما كانت عليه صيغة المنظمة منذ عام 1968 وعام 1969 وحول ذلك. 

وقد حصل التمادي في التغيير فعلا يوما بيوم. 

وهنا وفي سبعينات القرن الماضي تم رفع شعار إصلاح المنظمة وتقدمت الجبهة الشعبية بمشروع سمي مشروع الإصلاح الديموقراطي وعرض على المنظمة وتم إقراره في إحدى جلسات المجلس الوطني ولم يرى النور. 

وظلت أمور المنظمة تسير بالاتجاه الذي ارادته لها النظم العربية الرجعية وبواسطة قيادتها والمتنفذين فيها إلى أن أصبحت قيادة المنظمة الرسمية والقابضة عليها هي فعلا ” قيادة بديلة ” و”منظمة بديلة “لما أجمعت عليه الفصائل الفلسطينية والقوى الشعبية. وهي عبارة عن مكاتب وهياكل وكتائب غير الذي أريد لها من البداية وغير الذي استمرت المطالبة به على مدى الزمن بل في خدمة نهج التسوية. 

تم هذا بإحكام مزيد من السيطرة والقبض على كافة مفاصل المنظمة وقراراتها وماليتها والتوظيف فيها … 

وفي ناحية قراراتها: لم تكن القرارات ملزمة ومرجعية للقيادة وتحاسب سياسيا على أساسها بل تتم الممارسة السياسية وفقا لأهواء القيادة المتنفذة وتفرد رئيس اللجنة التنفيذية. 

إن الانشداد للوحدة الوطنية من قبل فرقاء الرفض والمعارضة استخدم من قبل القيادة المتنفذة كصمام أمان واطمئنان لها مع بقاء نهجها كما هو إلى أن وصل للانخراط الفعلي في التسويات السياسية حتى وصل إلى أوسلو. 

وأصبحت المنظمة هي المنظمة البديلة والقيادة المتنفذة فيها هي القيادة البديلة ولكن ليس للنضال بل للتنازلات والتسويات. 

كان يتوجب الخروج من هذا الإطار الفارغ ودون السعي لتشكيل صيغة بمقاسات المنظمة وصورة أخرى عنها بل صيغة تستهدف رفض نهج التفريط وتكريس حالة المقاومة والنضال بعيدا عن قيادة اليمين التابع للأنظمة ومستقل عنها. 

 _________

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *