معضلة الاحتلال: انتقال الفلسطينيين للرصاص.. الأجهزة الأمنيّة لنتنياهو: إسناد الأمن لسموتريتس والأمن الداخلي لبن غفير سيقود لانتفاضة دمويّة وخطيرة جدًا بالضفّة والداخل.. الفلسطينيون بلا أمل وقيادتهم ضعيفة وأجهزتهم مترهلة

 معضلة الاحتلال: انتقال الفلسطينيين للرصاص.. الأجهزة الأمنيّة لنتنياهو: إسناد الأمن لسموتريتس والأمن الداخلي لبن غفير سيقود لانتفاضة دمويّة وخطيرة جدًا بالضفّة والداخل.. الفلسطينيون بلا أمل وقيادتهم ضعيفة وأجهزتهم مترهلة

الإنتشار العربي :كُشِف النقاب في تل أبيب أنّ قادة الأجهزة الأمنيّة في كيان الاحتلال أوضحوا لرئيس الوزراء القادم، بنيامين نتنياهو، بصورةٍ غيرُ قابلةٍ للتأويل بأنّ تعيين اليميني والمتطرف والفاشي، بتساليئيل سموتريتش وزيرًا للأمن وتعيين زميله في حزب (القوّة اليهوديّة)، إيتمار بن غفير، وزيرًا للأمن الداخليّ سيقود حتمًا لانتفاضةٍ ثالثةٍ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والتي ستمتّد إلى الداخل الفلسطينيّ في أراضي الـ 48.
الكاتب الإسرائيليّ المُخضرم في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، ناحوم بارنيع، شدّدّ نقلاً عن مصادره واسعة الاطلاع، على أنّ واحدًا على الأقل من قادة أذرع الأمن أطلع هذا الأسبوع نتنياهو على الوضع القابِل للانفجار الشديد، لافتًا إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي لا يرى النهاية رغم مضي سبعة أشهر من حملة (كاسر الأمواج). الوضع تحت السيطرة، نشاط الإرهاب مقيد، ولكن لا سبيل لوضع حد له. فهو يعتمد على شبان بلا أمل، بلا مستقبل، ليس لهم هوية تنظيمية ولكن لهم وفرة من الوسائل القتالية. ما كان ينتهي ذات مرة بالحجر ينتهي اليوم بإطلاق النار”، قال بارنيع.
كما أوضح المحلل أنّ “الانفجار الذي يتحدثون عنه قد يأتي من ثلاثة اتجاهات: الأول، حدث “إرهابي” جماعي، من النوع الذي شهدناه في أثناء الانتفاضات، والثاني، تفكك السلطة الفلسطينية، فعبّاس ابن 87، ولن يدوم إلى الأبد، الثالث، حدث فتاك بين الفلسطينيين والمستوطنين. الشارع الفلسطيني يرد بالتسليم بقتل المسلحين. الموت جزء من الصراع، يثور على موت غير المشاركين، ولا سيما إذا حصل باحتكاك مع مستوطنين.”
ولفت المحلل إلى أنّه “في الحكومة المرشحة وزراء يسعون لحلّ السلطة الفلسطينية. يفكرون بضربها، ودفن فكرة الدولتين، ثم ضمّ الضفة. أمّا الجيش و(الشاباك) فيعتمدان على الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، لكن الأجهزة آخذة في الضعف، ولا مفر من التفكير في اليوم التالي، ونتنياهو يعرض أبو مازن كعدوٍّ”.
علاوة على ذلك، قال بارنبيع إنّ “تركيبة الحكومة وروحها تقلقان واشنطن، وغرب أوروبا، والأردن، والإمارات، وفي الأساس في الداخل، بن غفير لا يقف وحده، فهو الاستثنائي الذي يشهد على القاعدة، وهذا سبب آخر للانشغال بتعيينه”.
ومضى قائلاً: “ما يقلق هو المستقبل. من اليوم الذي أعلن فيه بن غفير بأنّه سيكون وزيرًا للأمن الداخل، أحاول أنْ أفهم ما الذي سيفعله هذا التعيين لأداء الشرطة في الميدان، ولعلاقات اليهود- العرب، وأساسًا، لوضع الأمن في الضفة وإسرائيل، الخطر واضح وفوري، لا يدور الحديث عن سياسة، بل عن دم.”
المحلل رأى أنّ بن غفير سيقوم بالحّج بعد تعيينه إلى الحرم القدسيّ الشريف، وذلك جزء من موقفه، وحتى لو لم يطالب بتغيير حرفٍ واحدٍ في الوضع القائم بالمكان، فوجوده في المكان سيشعل النار”.
وأشار المحلل أيضا إلى أنّه “إذا كان مَنْ صوتوا لبن غفير من الجنود يشكلون 30 في المائة، كما قال لي مصدر سياسي، فمعقول الافتراض بأنّ 50 في المائة من أفراد الشرطة صوتوا له”.
وانتقل المحلل إلى الداخل الفلسطينيّ وقال في هذا السياق إنّ “مكافحة الجريمة في الوسط العربي، التي بدأت تعطي ثمارها الأولية، تستوجب التعاون مع رؤساء البلديات والنواب، ولكن عشية الانتخابات، دعا الوزير المرشح، أيْ بن غفير، لحملهم جميعهم على طائرة وإبعادهم إلى سوريّة، وهذه بشرى ليست طيبة لمواصلة الحرب ضد الجريمة”.
وذكّر المحلل بأنّ شرطة الاحتلال “درجت على إنزال أعلام فلسطين خلال الأحداث. وكان هذا أحد الأسباب للحادثة المحرجة، بمقاييس دولية، التي وقعت في أثناء جنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة في أيار (مايو) الماضي. وعقب الحدث، طلب وزير الأمن الداخليّ المنتهية ولايته عموِر بار-ليف تفعيل التفكر، وقال نحن غير ملزمين بمهاجمة كل علم. لم تستطب الشرطة هذا، لكنها اضطرت للإذعان“، مُصيفًا في الوقت عينه أنّ “المفتش العام كوبي شبتاي، هو ضابط مقاتل، لا يحتاج إلى وزير يشجعه، بل أحيانًا يحتاج إلى عكس هذا، إلى وزير يلجمه.”
بارنيع أوضح أنّه “في تشرين الأول (أكتوبر) قتل فدائي المجندة نوعا لازار في مدخل مخيم اللاجئين شعفاط. فرضت الشرطة طوقًا متنفسًا على المخيم. وبعد ثلاثة أيام أدرك كل من (الشاباك) والشرطة بأنّه لا توجد منفعة أمنية في الطوق. وحذرت الاستخبارات من أنّه إذا لم يرفع الطوق، فستحدث موجة أعمال إخلال بالنظام في وادي عارة، وشرقي القدس وحيفا، ولكن لم يتطوع أحد لتسجيل اسمه على قرار غير شعبيّ، أمّا بار-ليف فحسم بدلاً منهم”.
وخلُص إلى القول إنّه “باختصار: تعيين بن غفير وزيرًا للأمن الداخليّ ليس فشلاً أخلاقيًا وتسيبًا سياسيًا فحسب، بل هو لعب بالنار، ونتنياهو يدرك ذلك، لكن ليس مهرب له، لعلّ هذا هو انتقامه على تحقيقاته في الشرطة، وليس بن غفير سوى عملية ردّ”، كما قال المحلل الإسرائيليّ بارنيع.

Editor Editor

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *